رأي

الليبيون ورحلة الوصول

نجاح مصدق

 

الشارع الليبي ككل عام مع اقتراب ذكرى ثورة 17فبراير ومرور 13 عاما يتابعون التغييرات التي تصاحب اقتراب العيد

اضواء وزينة ،تحضيرات وتجهيز، اعلام ومنصات وساحة الحدث ميدان الشهداء الذي كل عام تعظم فيه الذكرى والحدث من خلال اظهار حجم الفرح والاحتفال بضخامة التجهيز والتأهب

رغم كل شيء لم تتخل اي حكومة استلمت السلطة في ليبيا عن الاحتفال بهذا اليوم او المبالغة فيه وكانه شرعية تستحقها اي حكومة لاثبات الولاء لثورة 17فبراير الحدث الذي نقل الليبيين من حكم القذافي الى حكومات عدة لم تنجح الى هذه اللحظة في الوصول بليبيا الى بر الامان

في ناحية اخرى  لنتخيل مشهدا مقرب عن واقع الليبيين البسطاء ومالذي وحدهم ؟هل جميع الليبيين يعني لهم هذا اليوم انتصارا وتغييرا جذريا يستحق الاحتفاء ؟

منذ السنوات الاولى للثورة اتحد الليبيون لكن في المعاناة في طوابير المصارف وازمات السيولة واشتركوا في الظلمة وعتمة الليالي وانقطاع الكهرباء لايام بلياليها  ..الليبيون البسطاء شحبت وجوههم وهم مصطفون للحصول على البنزين وفي الحدود وهم يحملون احبابهم مرضى للعلاج

الليبيون الحالمون ناموا والرعب يسكنهم من صوت القواذف والاسلحة والهاوزر وتنفسوا بصعوبة من الدماء المسالة من اجساد شبابهم المطحون بتروس النار في الجبهات ليرضى ذاك ولينتصر هذا .

الليبييون كل عام ومستوى الصحة وقطاعها في انهيار والمستشفيات وعجزها عن تأمين حقن وادوية لمرضى الاورام

والكلى وغيرها للاسوأ و معاناتهم المتعثرة بين المصحات لم تنته.

الليبيون لازالوا الى اليوم وحسب التصنيف العالمي لمستوى التعليم هم خارجه والاسوا في نظامه ومخرجاته

ولكي لا ابتعد كثيرا عن المهنة التي امارسها هي الاخرى لم تحظ بمستوى حقيقي لحرية التعبير والصحافة بل داىما في اخر القائمة من حيث حرية الصحافة والاسوأ فيما يتعرض له الصحفيون من تعذيب وقتل واحتجاز تعسفي ومضايقات… متفقون نعم في هذا ومتحدون نحن

لن اعدد اكثر حتى  لا اتهم بالسوداوية ولن اذكر بان مطالب الليبيين لم يتحقق منها اليسر اليسير وان سوء مستوى المعيشة وازدياد الفقر لا يخفى على احد خصوصا مع وصول الدولار الى 7دينار واكثر و قيمة الدينار الليبي ضعيفة ولم نلحظ تغييرا.

اذا مالذي فعلته كل الحكومات التي جاءت لكي يحتفل الليبيون من قلوبهم ؟…لم تسع اي حكومة للم شمل او وحدة بل على الاطلاق فعلت المستحيل لتستمر وليمت الليبيون فقط القليل من المسكنات والهبات والمنة والافضال المستحقة  حتى اخر الكوارث في درنة  جاءت بسبب الاهمال والتسيب وعدم الاهتمام من الحكومات فتوحد الليبيون في المصاب والحزن وخذلتهم السلطات وفرقتهم

فبراير طالما لم تنجح في العمق لخلق تغيرات جذرية في الصحة والتعليم والاقتصاد والاعلام والوصول لانتخابات نزيهة وحقيقية يشارك فيها الليبيون جميعا فهي تذكير لنا بان الطريق لازال طويلا وان الضريبة فادحة  واننا لازلنا لم نتجاوز عنق الزجاجة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى