في ليلة ساحرة تحولت مدينة قسنطينة الجزائرية إلى قبلة لعشاق الموسيقى العربية الأصيلة، وذلك مع انطلاق فعاليات الدورة الـ)12( للمهرجان الثقافي الدولي للمالوف.
شهد المهرجان مشاركة فنية مميزة للفنان الليبي القدير لطفي العارف، الذي قدَّم وصلة فنية استثنائية، مزج فيها بين أصالة المالوف الليبي، وبين لمسته الشخصية المميزة.
عرس فني يجمع الشرق والغرب..
أقيم الحفل على ركح قاعة العروض الكبرى أحمد باي، وسط حضور جماهيري كبير استهل الفنان لطفي العارف وصلته الفنية بمجموعة من الموشحات ونوبات المالوفية الليبية، التي استحوذتْ على إعجاب الجمهور وأعادتهم إلى زمن الفن الأصيل.. ولم يقتصر العرض على المالوف الليبي فحسب، بل قدم الفنان العارف باقة متنوعة من الأغاني الليبية الأصيلة، التي تعكس التنوع الثقافي الغني لليبيا.. وقد تفاعل الجمهور مع هذه الأغاني بشكل كبير…
في ختام الحفل تم تكريم الراحل الكبير حسن عريبي، والفنان لطفي العارف، تقديراً لمسيرتهما الفنية الحافلة واسهاماتهما في إثراء الساحة الفنية الليبية والعربية…
المالوف الليبي .. تراث مشترك
وفي سياق موازٍ ألقى الأستاذ أحمد دعوب، مدير عام المركز القومي لبحوث ودراسات الموسيقى العربية، محاضرةً قيمَّة حول خصائص المالوف الليبي وتاريخه بعنوان:
)المالوف الليبي تراث وإبداع(
لطلبة كلية الفنون والإعلام بجامعة صالح بوبنيدر بقسنطينة، مسلطاً الضوء على القواسم المشتركة بينه وبين المالوف القسنطيني.
وأكد دعوب أنّ المالوف الليبي والقسنطيني يشتركان في جذور تاريخية واحدة، ويتشاركان في عديد العناصر الموسيقية والإيقاعية. وأضاف أن هذا التراث المشترك يمثل ثروةً ثقافية لا تقدر بثمن، يجب الحفاظ عليها وتطويرها…
رسالة فنية سامية
يأتي هذا الحفل ضمن حرص المنظمين على تعزيز التبادل الثقافي بين البلدين الشقيقين، وإبراز دور الموسيقى في التقريب بين الشعوب.
كما يسعى المهرجان إلى الحفاظ على التراث الموسيقي العربي، ونقله إلى الأجيال القادمة.
وفي وقت سابق أقام المركز القومي لبحوث ودراسات الموسيقى العربية ومديره السيد أحمد دعوب ندوة حوارية بعنوان:
)أهمية التراث في تعزيز الهوية المحلية(، بمشاركة نخبة من المتخصَّصين، والبحاث والمهتمين بالتراث وتجميعه، وتدوينه.