رأي

الوحوش وقوافل الدراويش

نجاح مصدق

  كلـمات ..

بين وجوه النَّاس المختلفة لا توجد علامة فارقة تحدد ما إذا كان هذا الفلان /ة طيب أم شرير ذكي أم مغفل ولا يوجد وسم بلون  البشرة بارز ولا رقم بنمط متعارف عليه يعد رمز دلالة عن حامل هذه الصفات من عدمه كل الناس تبدو سحنتهم منوطة بالانطباع الأول الذي يتشكل بمجرد الرؤية والذي في حقيقته لا يبدو صادقا في أغلب الأحيان حسب ما افرزته  التجربه وتراكم الخبرات  التي هي  اشبه بيفينول الفيتالين او رقة عباد الشمس القادرة على كشف الحامض من القلوي

بعد كل هذه السنوات ونحن في رحلة الاستعداد لانتهاء الصلاحية والتحايل للحصول على ختم الجودة لخبراتنا المحدودة والتصديق على تجاربنا التي لو مرت على حماية المستهلك لسحبت ودونت في ملفات التجارب البالية الضارة والمسممة لافكار الغير وحاستهم وذائقتهم العامة لجرأة خلاصتها  بعد كل هذا لازلنا نتفاجأ بوجود كائنات واصر على كلمة كائنات اشبه بالنورانية او الملائكة لتميزيها عن الادمية المختلطة بالشر والقبح والدمار لازالت تنثر عطر نقائها وطيبتها كعبيرنفاذ في سنين القحط العجاف 

الفتاة التي اتسع حضنها كرقعة جغرافية لامنتهية على هذه الكرة 

للاخوة والاصدقاء وطالبي العون والسند التي نناديها نحن الوحوش بالدرويشة او النية او الساذجة المغفلة  لازالت هي هي بكل ملامحها ذات الانطباع الاول لم تغيرها التجارب القاسية من خذلان الناس واستغلالهم الذي يصل حد النصب والسرقة والتحايل عن ما تخبأه للايام التي لا تبقي ولا تذر والتي تأتي في اخر العمر مباغتة كعاصفة بلا مقدمات وامعانا في الغلو والفجور تواجه هذه الكائنات جهارا نهارا من مغتالي الطيبة ومشوهي الثقة _التي اضحت شعارا مفرغا من معناه ولم يعد له مكان في منظومة البشر الملوثين_ تواجه  بلا خجل ولا مواربة لا ضامنا لحقوقهم ولا اوراق تثبيت ان هذا الكائن كان وسيظل انسانا رفيع الطهرشبيه بالملائكة  مهما جاءت النتائج مغايرة وعلى عكس المتوقع

كم عدد الاشخاص الطيبين الذين ثم الضحك عليهم وامضوا على صكوك واوراق تدينهم وتفقدهم حقوقهم او تزج بهم في السجون بسبب ثقة في غير محلها؟

كم وسم واضح الملامح على وجوه بقايا الانقياء الذين لاهم لهم وان كانوا تحت حذاء الايام الجائرة والسوداء الا ان يظلوا كما هم بنفس الوجه ونفس الملامح حتى وان اختاروا الظل عن الشمس الحارقة ؟

كم طيب وطيبة لازالوا بيننا نضحك من سذاجتهم ودروشتهم ونلف عصابة على اعيننا حتى لانراهم بشرا بلحم ودم.؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى