رأي

تعليم عام تعليم خاص

نجاح مصدق

كلـمات ..

لطالما آمنتُ بدور المعلم والمدرسة في العملية التعليمية وفي تقدمها والحصول على افضل النتائج؛ وعلى مدار سنوات تعليمي اعتبر نفسي محظوظة لأني درستُ على أيدي معلمين ومعلمات وأساتذة جامعيين على مستوى عال من التفاني والعطاء لم اشغل بالي يومًا ولا بال أسرتي بالتفكير في وجود بدائل أو حلول لمادة أو لأستاذ أو معلمة كنتُ اجد الالتزام والصرامة وفىالمقابل البذل والاجتهاد  لم نعرف طرقًا للدروس الخصوصية ولا المدارس الخاص ولا الأسئلة الاسترشادية ولا دورات التقوية حسبما هو سائد اليوم من تعليم الكورسات والتلفيق كان مسار العملية التعليمية يمر بسلاسة ووضوح وتحديد مهام كلها تصب في خدمة الطالب  وبالمقابل لا يجد الطالب مبررًا إلا الالتزام والاجتهاد اليوم وأنا اخوض مع أبنائي ما يمر به التعليم من تخبط وفقدان للحصول على المستوى المطلوب الذي يركز على الكيف والمضمون لا الكم وعدد وكثرة المدارس وتكدس المعلمين دون قيمة وعمق وإخلاص للرسالة المكلفين بها ولما يدرس ادرك أن هذه الاجيال ليس لها خلاصٌ إلا التركيز على جهودها الفردية والبحث على سبل تطور الطالب ليواكب أقرانه الذين يتحصلون على أسئلة جاهزة تعطي لهم في الدورات الداعمة لمسار العملية التعليمية وفي حقيقة الأمر هي تهاون علني من وزارة التعليم التي تسمح لمعلم أو دكتور جامعي يقبض مرتبه من الدولة نهاية كل شهر أن يمنح أقل من المطلوب في المدارس العامة أو الجامعات الحكومية مقابل توقيع الطالب وأهله في شرك الدورات و الكورسات أو التوجه للتعليم الخاص الذي يُدار بمعلمي العام أنفسهم وأن يمنح في هذه المصيدة معلومات أكثر وأسئلة تقريبية أو نماذج مشابهة هي في حقيقة الامر تكريسٌ للحفظ والتلقين لا الابتكار والابداع

وآخر المطاف وليكمل المشهد فاجأنا السيد الوزير الذي يعاني تعليمه من هذه الفوضى بالتوجه لنظام اليوم الدراسي الكامل تقليدًا واحتذاء بتجارب لدولة مجاوره أو غربية في حين كان الاجدى اعادة النظر في المناهج واساليب التدريس القديمة والحصول على معلم كفوء لا يسعى لخيانة امانته ولا يسترزق من سعيه هنا وهناك لاعطاء دورات هي بالاساس عطاءه المفترض داخل المدارس.

بالعموم أي يوم دراسي كامل ياوزارة التعليم وليس لديك معلمين مستعدين ولا طرق مواكبة ولا طالب متحفز ولديه رغبة ولديك تعليم خاص يسعى للكسب ومعلم فاقد للرسالته يمنح ورقتين وعشر دقائق في محاضرة جامعية لنتفاجأ به يعطي ساعتين لنفس المنهج في كورسات مسائية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى