رأي

عيدُ الأمنياتِ

صالح قدر بوه

جداريةكل صباح تشرق الشمس لتشع أمنية، أمنية الفلاح بمطر قادم وموسم مثمر، والطالب بالعلم والنجاح والأصدقاء الطيبين، والسجين بالخروج من محبسه، والمسافر بوجوه تبتسم في المطار، والمريض ببشارة الشفاء، والمحب بلقاء المحبوب، والموظف بتوفر السيولة في المصرف. أمنيات يفتح بابھا الصباح في كل بقعة من العالم على الناس ليستيقظوا على الأمل بعد أن نام كثير منھم على التفكير في تحققه، كأنه يوم العيد يجيء بالھدايا. الأمنية ھي دافع الإنسان وأحيانا ھي غايته، تجعل للصبر والحركة والعمل معنى يساعده على مواصلة الكفاح اليومي ليعيش متقدما خطوات إلى الأمام. وحتى إن تلبد الصباح بالغيوم وغابت الشمس عن عين الإنسان يعرف أنھا مختبئة وستشرق فھي تشرق دوما على مكان ما. إن فكرة الشعاع المضيء لنجمنا تبعث الإشراق والدفء والسلوان وتنقل ملايين من البشر من ضفة الحزن إلى فرصة البهجة.

لقد كتب الأدباء عن الأمنيات وكانت روح كتابة كثير منهم، ولون الرسامون لوحاتهم بألوان التمني، وغنى المطربون عنها بل وحتى المناضلون جعلوها دربهم ونقلوا ذلك خطبا إلى الأمم، فهي مولد كهرباء الحياة، وبئر العطاشى في صحراء الصعوبات، والرائع أن الأمنية إذا صاحبتها الإرادة تحقق المعجزة، وكم من قصة عن صاحب حلم حي تجسد بفضل الإيمان والعمل إلى مثال مبهر يحاول العديد تمثله والسير عبر درب المغامرة إليه.. فتمسكوا بأمانيكم وبعيد نفوسكم، ولا تسقطوا في هاوية الكدر واليأس بل احتفلوا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى