رأي

ليبيا القرآن 

هاشم شليق 

عدد من تطبيقات الإنترنت وبرامج المرئية والمسموعة الأجنبية وكذلك المحاضرات والمطبوعات الغربية التي تتحدث عن أمور إجتماعية مثل فن التعامل مع الآخرين وكيف تغير حياتك؟..يتضح أن جزءا من مضامينها مصدره القرآن الكريم..تمامآ مثل أيام نهل الغرب من حضارة الإسلام وكان ذلك التأثر سببا في بناء نهضته الحديثة..

وقد ذكر مركز بيو الأمريكي لأبحاث التغيرات الديموغرافية في الديانات الكبرى بأن  الإسلام وعماده القرآن سوف يصبح أكثر الأديان انتشارا في العالم بحلول سنة 2070 وأضاف بأنه الدين الوحيد الذي ينتشر بوتيرة أسرع من وتيرة نمو سكان العالم..وقال المركز أن الإسلام يجذب الكثير من الشباب حول الكرة الأرضية في ظل كون معدل العمر العالمي هو 28 عاما بينما معدل عمر المسلمين 23 عاما..وهنا قد يقود تعمق الإسلام في المجتمعات بمختلف القارات إلى لحاق المسلمين بركب التقدم والتطور.. 

لكن توجد في الوقت الراهن مشاريع تهدف إلى نشر إعتقاد مفاده أن القرآن منتج بشري وليس وحيا سماويا كما يحدث في فرنسا على يد المستشرق فرانسوا ديروش..ودراسة أخرى في المانيا بعنوان الموسوعة القرآنية تحت إشراف المستشرقة انجليكا نويفرت والتي بدأت عام 2007 ومن المفترض أن تنتهي عام 2025 وهي كذلك تمس بقدسية القرآن العظيم والتقليل من شأنه..

يتعلق ما سبق بوصول عدد حافظي القرآن الكريم في بلادنا ليبيا إلى 2 مليون و 300 ألف لتحتل المرتبة الأولى عالميا وتأتي بعدها تواليا المغرب ومصر والسعودية والأردن..وكلنا نعلم أن القراء الليبيين الشباب يحصدون أغلب المراكز الأولى في المسابقات الإقليمية والدولية..وهذا الإنجاز الوطني يحتم على الدولة دراسة كيفية  الإستفادة من هذا الإشعاع الحضاري نحو تبوأ مكانة متقدمة في الخطاب مع الآخر وشرح الإسلام الصحيح عبر المؤسسات المحلية والخارجية..وإبراز أن ما يتحقق في مجال حفظ القرآن هو نتاج كون ليبيا بلد الدين اليسر والوسطي..وبالتالي إعطاء صورة واضحة ومغايرة لما يعتقده الكثيرون بأن بلادنا تفتقد إلى ما يؤهلها لتكون في مصاف الدول التي يشار إليها بالبنان..فلربما نخفق في جانب ما..لكن أن تكون ليبيا بلد القرآن في زمن ضياع بوصلة المعتقدات لدى غالبية البشر لهو استحقاق لابد له أن يتصدر المشهد..ولما لا إحياء يوم وطني أو عالمي للقرآن الكريم.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى