الاولىالرئيسيةتحقيقاتمتابعات

مدرسة الفنون والصنائع.. إرث تاريخي ضاعت ملامحه

 

جاورتها: فاطمة سالم عبيد

عدسة: وداد الجعفري

كما يعرف الكثير إن مدرسة الفنون والصنائع عميقة الجذور وطيبة العطاء هي مدرسة متخصصة في الصناعات التقليدية والحرف اليدوية وقد تأسست سنة 1895م

واستقبلت أول دفعة من الطلاب في العام 1901 حيث ضمت وقتها عدة صنائع وفنون منها النجارة نقش المعادن التطريز الطلاء صباغة الجلود ونقش المعادن وغيرها. توقفت المدرسة عن العمل العام 1911 بسبب الغزو الإيطالي لليبيا إلا أنها عاودت نشاطها العام 1913م.

من بين مهام هذه المدرسة كانت تعليم العلوم الأساسية كذلك التدريب على حرف ومهن بينها الصناعات التقليدية كتلك التي ترتكز على الشغل اليدوي إضافة إلى التدريب الحرف الحديثة التي يتطلبها سوق العمل كذلك حرف من قبيل صيانة الأدوات الموسيقية والساعات….

وأنشئت مدرسة الفنون والصنائع الإسلامية ضمن مجموعة من المدارس الصناعية التي شكلت أحد المعالم المتميزة في منظومة التعليم نهاية الحكم العثماني الثاني، وقد أسهم في تأسيسها المواطنون وأهل الخير بما جمعوه من تبرعات وهذه نبذة مختصرة عن مدرسة الفنون والصنائع الإسلامية وما قدمته سابق .

واليوم هي لها نفس المنهج الذي كانت تقوم به حيث ندرب الطلبة علي عدة علوم ونقوم بتوجيههم إلي اكتساب خبرات في مجال الصناعات والحرف الإبداعية الفنية وبالإضافة لأنشطة مختلفة قد كانت عندنا فرقة الموسيقية النحاسية والأنشطة الرياضية ….

ومدرسة الفنون والصنائع تتمتع بشخصية اعتبارية وذمة مالية مستقلة ومن المؤسسات الخاصة التي تبشر نشاطها التعليمي والتجريبي…..

مفيدة محمد بودربالة

وهي لسيت مختصة بمدينة طرابلس فقط بل هي تشمل كافة شرائح المجتمع واليوم لها أكثر ما يزيد عن مائة وخمسون عام وهذا النشاط بشر فيه علي فئة معينة أي أصحاب الدخل المحدود والذين لهم ظروفهم الاجتماعية صعبة حيث تقدم لهم أفضل الخدمات في مجال التعليم الفني وتقني خرجت نخبة كبيرة من المثقفين المبدعين والفنيين من كافة المناطق الليبية …..

المدرسة كانت بمثابة مكان تأهيلي الذي يأهل فيه الشباب ويعلمهم ويربطهم بسوق العمال طبعا المدرسة لا تعتمد علي ميزانية الدولة بل هي تعتمد كانت علي أيرادها الخاص وجاءت فترة من الفترات الأيام السابقة لم تحتج تزودا من الدولة لأنها في الحقيقة كانت لها ايرادات وأيضا كان لها سوق خاصة لبيع منتجات الطلاب التي كانوا يقومون بها حيث كان هناك حركة سياحية وكان السياح يقتنون هذه المنتوجات الفنية من السوق الموجود بالمدرسة .

اليوم أستاذة مفيدة إلي أين وصل الحال بهذه المدرسة التاريخية ؟

المدرسة ازدهرت في عام نحن نطلق عليه العصر الذهبي حين كانت يتقلدها الراحل الأستاذ « محمد بشير الشريف »

كان مهتم بالمدرسة وطلابها حيث اهتم بالطلبة الناجحين المتميزين يرسلهم لدراسة في الخارج وهناك طلبة تخرجوا من وروما ومن وفرنسا وغيرها من الدول وكانت هناك نخبة متميزة منهم :

الأستاذ « الصادق فارس» الذي له أربعة براءات واختراع في المجال العلمي وهو مقيم في الولايات المتحدة حاليا إلي جانب عدد كبير من فنيي الإطراف الصناعية بمعهد الإعاقة بجنزور

إلي جانب ذلك كان التعليم داخل المدرسة بها عدة تخصصات  المهنية منها والحرفية من بينها مكانيكا عامة ومكانيكا مصاعد ومكانيكا كهرباء وتجليد الكتب والحدادة

والصناعات اليدوية مثل صناعة النجارة و الخزاف والفخار والحقيقة كان معهم كادر فني من المدربين اللي يدربوا في الطلاب وهم نخبة مميزة بالعطاء .

حسب ما نشاهده اليوم إن المدرسة مازالت تحت الصيانة فأين و صل الحال معكم ؟

نتيجة دخول المدرسة في حالة صيانة خصصت لنا بلدية طرابلس أربع قاعات دراسية بمدرسة «حيدر الساعاتي» والآن اصدر النائب العام قرارا بقفل الفصول وأي شي موجود خاص بنا وخروج كل الطلاب وأن هؤلا الطلبة ظروفهم صعبة وليس لديهم مكان للدراسة وهنا نسأل وبقوة لماذا اصدر هذا القرار ضد تعليم هؤلا الطلبة وما سبب هذا التصرف لماذا يقف هذا الصرح التاريخي دون استكمال وما ذنب هولا الطلبة ؟

والحقيقة إن هذا الصرح التاريخي صار على وشك الانهيار والسقوط ؟ ولماذا هذا القرار المفاجئ في يوم وليلة خرجالطلبة ونحن ليس لدينا فصول كافية حتى وبهذا التصرف الذي قاموا به تركوا الطلبة دون أن يستكملوا دراستهم ……

واكرر لماذا ترك مدرسة الفنون والصنائع هذا الصرح العظيم ؟

فنحن نحتاج إلي وقفة احتجاجية لأجل هذا الموضوع المزري مع الأسف نحن نتساءل لماذا الشركة لم تأت لاستكمال عملها وتكمل صيانة هذا الصرح التاريخي ؟

منذ عام 2017 م ونحن نخاطب مجلس الوزراء ومعظم الجهات المهتمة ولكن دون نتيجة وقد كلفت الدولة جهاز إدارة تطوير المراكز الإدارية عام 2010بأعمال الصيانة لمبني الفنون والصنائع وكان من المزمع إنهائها في ظرف عام لكن تطورات الأحداث في البلاد أوفقت الصيانة وبقي الحال كما هو عليه اليوم .

لذلك نناشد نحن العاملون بهذا المبنى الذي يتمتع بقيمة تاريخية ومعمارية ومهنية يشهد بها دول الجوار قاطبة حكومة الوحدة الوطنية .

ومن الجدير بالذكر أن المدرسة كانت لا تقبل الطلاب الذين مستوياتهم ضعيفة بل كانت مبنية علي أساس قبول المتميزين أو اللذين يمرون بظروف صعبة وكون أسرهم محتاجة لأيديهم العاملة للدخول لسوق العمل وإعالة أسرهم .ومن خلال هذا اللقاء نناشد نحن أعضاء هيئة التدريس والموظفون بالهيئة العامة كل الجهات المسؤولة أن تهتم بهذا الإرث التاريخي الذي يعد بمثابة هوية لبلادنا لماذا كل هذا التهاون في عدم استكمال صيانته والي متى نظل في هذا الإهمال وعدم الاستماع لنا مع الكم الهائل من الرسائل المخاطبة وكما نطلب أن يقوم كل المهتمين بزيارة المبني وكيف وصال به الحال من الخراب نعم لقد صار مكب للقمامة غير انه أيل لسقوط مما يسبب في دمار كبير.

عرفنا أنكم اتجهتم إلي أكثر من جهة مسئولة بدولة في ما هو ردهم عليكم ؟

لم نجد منهم أي رد والحقيقة أنا شخصيا توجهت إلى مجلس الوزراء وأتابع موضوع المدرسة ولكن دون جدوى فليس هناك رد شاف أين الضمير الإنساني ؟ هل إلى هذه الدرجة يصل بنا الحال نجعل طلابنا في الشوارع رغم أن هناك بعض الشركات دخلت للبلاد لهذا نناشد الدولة أن تعطي مخصصات لمدرسة الفنون الصنائع حتى أننا نطلب من كل الموطنين يشاهدوا المبني وما وصل الحال به ….

وأناشد المسئولين أن يأخذوا مشكلتنا بعين الاعتبار ويطلعو بدورهم ومسؤولياتهم المناطة بهم تجاه هذا الصرح التعليمي بان هناك ملفين مهمين ملف الفنون والصنائع وملف الدعوة الإسلامية ومشكلتهما قائمة وملفهم منذ فترة حكومة الوفاق ولا يريدون أي شخص يطلع عليهما وحاليا يوجد الملف على طاولة حكومة الوحدة الوطنية وأيضا وبكل أسف لم نجد منهم رد إلي الآن وكما يقال « لا حياة لمن تنادي»

كلمة أخيرة في هذا اللقاء ؟

تحية شكر وثناء لصحفيتكم الموقرة علي اهتمامها وحضوركم الطيب وعلي أسائلتك القيمة وأن شاء الله يكون هذا اللقاء نافع ويكون قد بين المشكلة بكل وضوح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى