الاولىالرئيسيةصحةمقابلات

مدير المعهد القومي لعلاج الأورام مصراتة لفبراير: جميع التقارير التي نرسلها إلى وزارة الصحة لم تلقَ قبولاً، ولا تفاعلاً

 

مؤخراً بدت الأورام السرطانية المختلفة ثاني أسباب الوفاة حول العالم؛ وفي ليبيا بات عدد الإصابات يأخذ منحنيات خطيرة للغاية ، دون وجود دراسات ترجع أسباب هذه الإصابات. نقص الأدوية وقلة أعداد العناصر الطبية، وتفشي أعمال الفساد في السلطات الصحية، واستغلال مشروع العلاج بالخارج جميعهم عوامل ضاعفت في حدوث ازمة كان يمكن للدولة الليبية أن توقفها . توطين العلاج بالداخل وقطع أوصال الفاسدين والتعاقد مع الشركات الادوية العالمية هي  الأكثر الحلول نجاحا .

صحيفة (فبراير) حاورت د. محمد الفقيه – مدير المعهد القومي لعلاج الأورام مصراتة وقد اطلعنا على ووضع معهد الأورام في مصراتة. وإليكم التفاصيل.

 

كمدخل؛ ماهو وضع معهد الأورام؟، وكيف تسير سياسة عمله العلاجية ؟

بصراحة الوضع في معهد الأورام وضع سيء ، وهذا ليس بالجديد حتى قبل عام 2011 كان معهد الأورام يعاني الكثير من المشكلات المادية والبشرية ، بشكل مطلق وضع المعهد لا يخدم السياسة العلاجية المرسومة له.

كم عدد الحالات المسجلة لدى معهد الأورام خلال السنتين الأخيرتين؟، وهل هم من داخل مدينة مصراتة فقط ؟

عدد الحالات الكلية المسجلة في المعهد القومي للأورام يقارب 14.000 ألف حالة، أما العدد السنوي ما بين 1500-1700 حالة سنويا ما بين أورام كبار واطفال ودم .

معهد الأورام من الأساس لا يخدم فقط مدينة مصراتة بل هو يقدم خدماته لجميع سكان المنطقة الوسطى التي تمتد من اجدابيا إلى قرابولي حتى الجفرة ، 24 % فقط لهذه المنطقة، أما ما تبقى فهو 30 % للمنطقة الشرقية 40 % للمنطقة الغربية.

التقرير الاخير الذي اصدره المعهد حول نسبة المصابين بالأورام تقرير مقلق جدا، كيف تفاعلت معه السلطات الصحية ؟

بالفعل نتائج التقرير مقلقة جدا، وهو ليس أول تقرير مقلق حول نسب الإصابات بالأورام السرطانية او الدم. والحقيقة ان السلطات الصحية لم تتفاعل معه كما يجب ، وايضا هذا ليس مستغربا ، فجميع التقارير التي نرسلها الى وزارة الصحة مثلا سواء السنوية او الربع سنوية ، لا تلقى قبولا ، ولا تفاعلا. وهو ما يجعل مستوى الخدمات في المعهد ضعيفة جدا .

هل لديكم أية دراسات تبين أسباب تزايد المرض مؤخرا ؟

الحقيقة ليس لدينا أي دراسات ترجع اسباب الاصابة بهذا المرض، ولكن التزايد لم يكن مؤخرا فقط، بل هو منذ بداية افتتاح المركز الذي بدأ بــ50 حالة عام 2004  الآن في عام 2022 لدينا مايقارب 14.000 الف حالة تتردد على المعهد. وهو من بين 25.000 ألف حالة على مستوى ليبيا المصابين بالأورام .. ويمكن اعتبار أحد أسباب التزايد راحة المريض لخدمات المعهد من التزام الأطباء واخلاصهم في عملهم رغم التحديات التي يواجهها المعهد.

ما هي أكبر تحديات المعهد ؟

كما اسلفتُ لك سابقا فأن ازدياد اعداد الاصابات التي تقارب 14.000 ألف حالة يعتبر من أكبر التحديات، التي بسبب نقص الإمكانات البشرية والمادية والعلاجية يرهق عمل الأطقم الطبية.

أزمة نقص الأدوية تأخذ منحى خطراً خصوصا لمرضى الأورام، كيف يتعامل المعهد القومي للأورام ازاءها ؟

منحى أزمة نقص الأدوية ليست بالجديدة حقيقة، حتى قبل عام 2011 ، فالفساد المستشر في ديوان وزارة الصحة والإمداد الطبي منذ ثلاثة عقود ، فأينما توجد الأموال تجد الفساد. لكن الحقيقة في عام 2016 بسبب الانقسامات السياسية زادت مشكلة نقص الأدوية تأزمت واخذت منحنيات خطرة للغاية.ومن زاوية أخرى فمشكلة الأدوية يسهم القانون في توطيدها بشكل فعلي، فالقانون لا يسمح بالتعامل مع شركات الادوية أو المعدات، وهذا ما اعطى الفرصة للفسادين لاستغلال هذه الفرصة واستثمارها وتأزمها أكثر فأكثر .

تعمل وزارة الصحة مؤخرا على مشروع  توطين العلاج بالداخل، في المقابل نسمع عن وجود اتفاقيات لعلاج المرضى في الدول المجاورة، أي الخطوتين يرى المعهد الأقرب لإنقاذ  حياة المرضى ؟

الحقيقة إن مشروع العلاج بالداخل، هو مشروع على الورق فقط، لأنه مشروع يغذي ويتغذى على الفساد، وأما عن لجنة العلاج بالخارج هي لجنة فساد وافساد، ولم يستطع وزير الصحة السابق ولا الحاضر إيقافها، لأنها بوابة فساد للوزراء والنواب والمجلس الأعلى وديوان المحاسبة.

لذا يجب الغاءها ومحاسبتها. واؤكد لك انه لا يوجد في ليبيا مرض لا يمكن علاجه في الداخل، حتى زراعة النخاع مثلا، لدينا مبنى يحتاج فقط التجهيزات، فليبيا زاخر بأطباء على مستوى عال من الخبرة والإمكانات. ولكن اذا كان هناك ميزانية مخصصة  تقدر بـ 200 إلى 250 الف دولار لكل مريض نخاع يعالج في الخارج، فليس من مصلحة الفاسدين توطين العلاج بالداخل.

نهاية العام الماضي كانت لديكم تصريحات مقلقة حول نقص العناصر الطبية، هل مازال هذا التحدي قائما ، وكيف يتعامل معه المعهد؟

الحقيقة لدينا نقص في العناصر الطبية ، وخصوصا في عنصر التمريض، نعاني من مشكلة كبيرة جدا، وهذا ليس في معهد الأورام فحسب، بل في جميع المستشفيات في ليبيا ، وهو عائد لسببين، الأول أن الثقافة المجتمعية لا تثق في العنصر الطبي، ولا تسمح لأبناء خصوصا من النساء بالعمل لساعات متأخرة من الليل في المستشفيات، أما السبب الثاني فهو تدني مستوى مرتبات العناصر الطبية.ومبدئيا لا يوجد حل سوى استجلاب الكوادر الطبية من الخارج، لانه بعد مشكلة أزمة الادوية ، يأتي في المرتبة الثانية مشكلة العناصر الطبية .

ما هي السيناريوهات المتوقعة لوضع مرضى الاورام في حال استمرت تحديات المعهد في الاستمرار ؟

بالتأكيد الوضع سيكون كارثياً، لذلك ندعو وزارة الصحة للوقوف وقفة جادة من أجل مرضى الأورام في كافة المراكز ، ليس في معهد الأورام مصراتة فحسب، والعمل على قطع شرايين الفساد المسرطنة في وزارة الصحة.

وأوكد على العمل على حل اكبر مشكلتين تعيقان طريق عملنا ، وهما أزمة نقص الأدوية وأزمة العناصر الطبية وخاصة فئة التمريض.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى