الرئيسيةمتابعات

عيد الفطر .. منحــــة إلاهية لمصالحة وطنية

متابعة وتصوير انتصار المغيربي

جائزة‭ ‬الصيام‭ :‬

من‭ ‬حكمته‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬أن‭ ‬جعل‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬المبارك‭ ‬جائزةً‭ ‬بعد‭  ‬صيام‭  ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك،‭ ‬ويسمى‭ ‬بـ‭)‬يوم‭ ‬الجائزة‭(‬،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أتم‭ ‬المسلمون‭ ‬عبادة‭ ‬الشهر‭ ‬الكريم‭ ‬بين‭ ‬صيام،‭ ‬وصلاة‭ ‬التراويح،‭ ‬وتهجد‭ ‬وختم‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬وصدقات،‭ ‬وأعمال‭ ‬الخير،‭ ‬ومساعدة‭ ‬المحتاجين‭ ‬وزكاة‭ ‬الفطر‭ ‬وتعد‭ ‬صبيحة‭ ‬غرة‭ ‬شوال‭ ‬ختام‭ ‬المسك،‭ ‬وبداية‭ ‬شعائر‭  ‬العيد‭ ‬السعيد‭  ‬بالذهاب‭ ‬إلى‭ ‬صلاة‭ ‬العيد‭ ‬في‭ ‬الساحات‭ ‬ومشاركة‭ ‬جموع‭ ‬المصلين‭ ‬أداء‭ ‬الصلاة‭ ‬وتكبيرات‭ ‬العيد‭ ‬حيث‭ ‬تصدح‭ ‬المآذن‭ ‬في‭ ‬كلّ‭ ‬مكانٍ‭ ‬بأصوات‭ ‬التكبيرات‭ ‬الرائعة‭ ‬التي‭  ‬تشعر‭ ‬العائلات‭ ‬بجو‭ ‬الفرح‭ ‬والخير‭ ‬والبهجة‭. ‬

للإعلام‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الجانب‭ ‬النفسي‭ ‬وتعزيز‭ ‬الشعور‭ ‬بالأخوة

تختلف‭ ‬أجواء‭ ‬العيد‭ ‬حسب‭ ‬عادات‭ ‬وتقاليد‭ ‬كل‭ ‬مدينة‭ ‬من‭ ‬المدن‭ ‬الليبية‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬اللباس‭ ‬التقليدي‭ ‬وتقديم‭ ‬حلويات‭ ‬العيد‭ ‬المتميزة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مدينة‭ ‬كما‭ ‬للأطفال‭ ‬فرحة‭ ‬بلباس‭ ‬الجديد‭ ‬وتوزيع‭ ‬الحلوى‭ ‬والألعاب‭ ‬المسلية‭.‬

ويُعد‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬السعيد‭ ‬فرصةً‭ ‬رائعةً‭ ‬لاجتماع‭ ‬الأحبة‭  ‬من‭ ‬الأهل‭ ‬والجيران‭ ‬وهو‭ ‬فرصةٌ‭ ‬ثمينةٌ‭ ‬ليفرح‭ ‬الناسُ‭ ‬ويتبادلون‭ ‬فرحهم‭ ‬برضى‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬عنهم؛‭ ‬وأجواء‭ ‬الاحتفالات‭ ‬بالعيد‭ ‬الفطر‭ ‬تفرح‭ ‬الكبار‭ ‬والصغار‭ ‬ويتميز‭ ‬صباح‭ ‬يوم‭ ‬العيد‭ ‬بتبادل‭ ‬الزيارات‭ ‬وصلة‭ ‬الأرحام‭ ‬والذهاب‭ ‬إلى‭ ‬بيت‭ ‬العائلة‭ ‬الكبير‭ ‬حيث‭ ‬الجد‭ ‬والجدة‭ ‬والاجتماع‭ ‬تحت‭ ‬كنفهما‭ ‬وتبادل‭ ‬العيديات‭ ‬بين‭ ‬الجميع‭ ‬فيُصبح‭ ‬لأداء‭ ‬العبادات‭ ‬سعادة‭ ‬كبيرة‭ ‬تذيب‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬عالقاً‭ ‬من‭ ‬خصام‭ ‬وفرقة‭ ‬فيسعى‭ ‬العاملون‭ ‬في‭ ‬منظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬والخيرون‭ ‬من‭ ‬الجيران‭ ‬والأقارب‭ ‬وشيوخ‭ ‬القبائل‭ ‬والحكماء‭ ‬لجمع‭ ‬الفرقاء‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬الليبية‭.‬

إنَّ‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬فرصة‭ ‬للتسامح‭ ‬ولم‭ ‬الشمل‭  ‬وتحقيق‭ ‬مفهوم‭ ‬المصالحة‭ ‬الوطنية‭ ‬المرجوة‭ ‬التي‭ ‬تجبُ‭ ‬ما‭ ‬قبلها‭ ‬وتنبذ‭ ‬وراء‭ ‬ظهرها‭ ‬بعض‭ ‬خلاف‭ ‬الماضي‭ ‬وتستشرف‭ ‬المستقبل‭ ‬بقلوب‭ ‬متسامحة‭ ‬وعقول‭ ‬واعية،‭ ‬وروح‭ ‬وطنية‭ ‬عالية‭ .‬

الدكتور‭ ‬صلاح‭ ‬بن‭ ‬طاهر‭ ‬كلية‭ ‬الآداب‭ ‬طرابلس‭ ‬قال‭ :‬

‮«‬العيد‮»‬‭ ‬لفظٌ‭ ‬مفردٌ‭ ‬وجمعه‭ ‬أعيادٌ‭ ‬وهو‭ ‬اسمٌ‭ ‬لكلّ‭ ‬يومٍ‭ ‬يجتمع‭ ‬فيه‭ ‬المسلمون‭ ‬كما‭ ‬أنّه‭ ‬لفظٌ‭ ‬مُشتَقٌّ‭ ‬من‭ ‬العَود‭ ‬وكأنّ‭ ‬المسلمين‭ ‬يعودون‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬العيد‭ ‬كلّ‭ ‬عامٍ‭ ‬وقِيل‭ ‬إنّ‭ ‬اللفظ‭ ‬مُشتَقٌّ‭ ‬من‭ ‬العادة‭ ‬لأنّ‭ ‬المسلمين‭ ‬اعتادوا‭ ‬شهود‭ ‬العيد‭ ‬كلّ‭ ‬سنة‭.‬

والعيد‭ ‬سُمِّي‭ ‬بذلك‭ ‬لتجدُّد‭ ‬الفرح‭ ‬كلّ‭ ‬عامٍ‭ ‬بحلوله‭ ‬وعَوده‭  ‬وأنّ‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬يُعيد‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الأيّام‭ ‬عوائد‭ ‬الإحسان‭ ‬على‭ ‬عباده‭ ‬فيكون‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الأيّام‭ ‬عَودٌ‭ ‬لمظاهر‭ ‬الفرح‭ ‬والسرور‭ ‬وعلى‭ ‬العقلاء‭ ‬والحكماء‭ ‬أن‭ ‬يسعوا‭ ‬للم‭ ‬الشمل‭ ‬والتصالح‭ ‬بين‭ ‬الفرقاء‭ ‬لتعم‭ ‬الفرحة‭ ‬والبهجة‭ ‬كل‭ ‬العائلات‭ ‬ويصبح‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬العيد‭ ‬انطلاق‭ ‬البدء‭ ‬لنهضة‭ ‬وإعمار‭ ‬ليبيا‭ ‬واستدامة‭ ‬استتباب‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬فيها‭ .‬

الأستاذ‭ ‬محمد‭ ‬الشفتري‭   ‬قانوني‭ ‬ومهتم‭ ‬بملف‭  ‬المصالحة‭ ‬الوطنية‭ ‬قال‭  ‬نهنئ‭ ‬الليبيين‭ ‬بعيد‭ ‬الفطر‭ ‬المبارك‭ ‬وبهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬نشدد‭ ‬على‭ ‬منظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬وكل‭ ‬المكونات‭ ‬عليكم‭ ‬الوقوف‭ ‬صفًا‭ ‬واحدًا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إعادة‭ ‬إعمار‭ ‬ليبيا‭ ‬الجديدة‭ ‬وإنهاء‭ ‬المرحلة‭ ‬الانتقالية‭ ‬إلى‭ ‬استقرارها‭ ‬وتقدمها‭ ‬ونهضة‭ ‬المشاريع‭ ‬التنموية‭ ‬فيها‭ .‬

‭ ‬وأوضح‭ ‬أن‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬المبارك‭ ‬فرصة‭ ‬لتحقيق‭ ‬المصالحة‭ ‬الوطنية‭  ‬التي‭ ‬تعني‭ ‬التسامح‭ ‬وتقديم‭ ‬مصلحة‭ ‬الوطن‭ ‬على‭ ‬المصالح‭ ‬الشخصية‭ ‬ونبذ‭ ‬الفرقة‭ ‬والكراهية‭ ‬والعيش‭ ‬وفق‭ ‬مفهوم‭ ‬العدالة‭ ‬والمساواة‭ ‬وإطار‭ ‬الحرية‭ ‬التي‭ ‬أقرتها‭ ‬الشرائع‭ ‬الإسلامية‭ ‬والإنسانية‭ ‬والقوانين‭ ‬بعيدًا‭ ‬على‭ ‬الانجراف‭ ‬وراء‭ ‬التجاذبات‭ ‬السياسية‭ ‬والأيديولوجية‭ ‬من‭ ‬ناحيه‭ ‬أخرى‭ ‬يتمني‭ ‬الليبيون‭ ‬بعد‭ ‬هذه‭ ‬السنوات‭ ‬العجاف‭ ‬من‭ ‬الانقسامات‭ ‬والحروب‭ ‬الوصول‭ ‬لمصالحة‭ ‬شاملة‭ ‬ويعودون‭ ‬فيها‭ ‬أخوة‭ ‬يمكنهم‭ ‬التنقل‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬البلاد‭ ‬دون‭ ‬خوف‭ ‬وإيقاف‭ ‬على‭ ‬الهوية‭ . ‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬الإجراءات‭ ‬الاستباقية‭ ‬التي‭ ‬على‭ ‬مؤسسات‭  ‬الحكومية‭ ‬والأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬ورجال‭ ‬الأعمال‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬القيام‭ ‬بها‭ ‬لتحقيق‭ ‬التسامح‭ ‬وتجميع‭ ‬الفرقاء‭  ‬والتي‭ ‬منها‭ ‬معالجات‭ ‬جذرية‭ ‬وواقعية‭ ‬في‭ ‬العدالة‭ ‬الانتقالية‭ ‬وتفعيل‭ ‬جبر‭ ‬الضرَّر‭ ‬ورد‭ ‬المظالم‭ ‬وتقصى‭ ‬الحقائق‭ ‬وتفعيل‭ ‬القضاء‭ ‬لرد‭ ‬الحقوق‭ ‬لأصاحبها‭ ‬حيث‭ ‬تتحقق‭ ‬المصالحة‭ ‬عندما‭ ‬تتوفر‭  ‬الأرضية‭ ‬والظروف‭ ‬تكون‭ ‬مناسبة‭ ‬مثل‭ ‬الأمنية‭ ‬والسياسية‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬فعيد‭ ‬الفطر‭ ‬فرصة‭ ‬لإصلاح‭ ‬ذات‭ ‬البين‭ ‬والسعي‭ ‬الجاد‭ ‬والحثيث‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬المصالحة‭ ‬الوطنية‭ ‬الشاملة‭.‬

كما‭ ‬أكد‭ ‬الشفتري‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬إيجاد‭ ‬صيغه‭ ‬تفاهم‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬الواحد‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬برنامج‭ ‬متفق‭ ‬عليه‭ ‬لإنقاذ‭ ‬الوطن‭ ‬من‭ ‬الأزمات‭ ‬التي‭ ‬يعانيها‭ ‬وأن‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬المبارك‭ ‬هو‭ ‬الفرصة‭ ‬الذهبية‭ ‬يجب‭ ‬استثمارها‭ ‬لتأكيد‭ ‬صلات‭ ‬الترابط‭ ‬والتراحم‭ ‬والتكامل‭ ‬والتعاون‭ ‬والتكاتف‭ ‬بين‭ ‬الليبيين‭ ‬جميعًا‭ ‬قولًا‭ ‬وعملًا‭ ‬ليستعيد‭ ‬الوطن‭ ‬عافيته‭ ‬ويسترد‭ ‬ريادته‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬العالم‭.‬

‭ ‬موضحاً‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬يريد‭ ‬المصالحة‭ ‬الحقيقة‭  ‬لا‭  ‬يلتفت‭ ‬إلى‭  ‬الماضي‭ ‬وينظر‭ ‬إلى‭ ‬مصلحة‭ ‬البلاد‭ ‬وسعادة‭ ‬المواطن‭ ‬ويعتبر‭ ‬إصدار‭ ‬قانون‭ ‬العفو‭ ‬العام‭ ‬يسارع‭ ‬في‭ ‬تقوية‭ ‬النسيج‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والترابط‭ ‬الأسري‭ ‬والتراحم‭ ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬تفعيل‭ ‬قانون‭ ‬حرية‭ ‬التعبير‭  ‬واحترام‭ ‬الرأي‭ ‬والرأي‭ ‬الآخر‭ ‬وتسهيل‭ ‬إجراءات‭ ‬رجوع‭ ‬المهجرين‭ ‬والنازحين‭ ‬إلى‭ ‬ديارهم،‭ ‬وشدد‭ ‬على‭ ‬تطبيق‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وتوزيع‭ ‬الثروة‭ ‬ودعم‭ ‬جهود‭ ‬المصالحة‭ ‬الوطنية‭  ‬بالدعم‭ ‬اللوجستي‭ ‬والمادي‭ ‬كما‭ ‬إن‭ ‬الدعم‭ ‬المعنوي‭ ‬مهمٌ‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬مهام‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬أن‭ ‬تكثف‭ ‬برامجها‭ ‬خلال‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬بما‭ ‬يصلح‭ ‬الناس‭ ‬ويزيد‭ ‬من‭ ‬الترابط‭ ‬الأسري‭ ‬والبعد‭ ‬عن‭ ‬خطاب‭ ‬الكراهية‭ ‬والفتن‭ ‬وجعل‭ ‬أجواء‭ ‬العيد‭ ‬بهجة‭ ‬وسرور‭ ‬لكل‭ ‬الليبيين‭ .‬

من‭ ‬جهتها‭ ‬قالت‭ ‬الأستاذة‭ ‬ساره‭ ‬عبد‭ ‬الله‭  ‬إختصاصية‭ ‬اجتماعية‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬طبرق‭ ‬رغم‭ ‬اختلاف‭ ‬اللباس‭ ‬التقليدي‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬العيد‭ ‬وما‭ ‬يقدم‭ ‬للضيوف‭ ‬من‭ ‬الحلويات‭ ‬إلا‭ ‬إنها‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أجواء‭ ‬عيد‭ ‬تفرح‭ ‬الجميع‭ ‬وتوحدهم‭ ‬في‭ ‬التمسك‭ ‬بالعادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬ونشر‭ ‬التسامح‭ ‬واللفة‭ ‬والمودة‭ ‬بينهم‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬دور‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الجانب‭ ‬النفسي‭ ‬وإحياء‭ ‬الشعور‭ ‬بواجبات‭ ‬الأخوة‭ ‬والصداقة‭ ‬في‭ ‬التعاون‭ ‬والعفو‭ ‬وعدم‭ ‬الغضب‭ .‬

وأوضحت‭ ‬أن‭ ‬الإعلام‭ ‬بأنواعه‭ ‬مقصرٌ‭ ‬في‭  ‬نشر‭ ‬رؤى‭ ‬وأهداف‭ ‬ملف‭ ‬المصالحة‭ ‬الوطنية‭  ‬وكان‭ ‬من‭ ‬الأفضل‭ ‬أن‭ ‬يتم‭  ‬إعداد‭ ‬برامج‭ ‬تسهل‭ ‬التسامح‭ ‬بين‭ ‬الفرقاء‭ ‬قبل‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬المبارك،‭ ‬فنحن‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬مشروع‭ ‬وطني‭ ‬كبير‭ ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬تضافر‭ ‬الجهود‭ ‬لأجل‭ ‬تحقيقه‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬الطريق‭ ‬ليست‭ ‬دائما‭ ‬سالكه‭ ‬دون‭ ‬عقبات‭ ‬ولا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تؤثر‭ ‬فينا‭ ‬لنرجع‭ ‬أدراجنا‭ ‬بل‭ ‬علينا‭ ‬تجاوزها‭ ‬ونحن‭ ‬الليبيين‭ ‬إخوة‭ ‬نفزع‭ ‬لمصاب‭ ‬مدننا‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬كارثة‭ ‬فيضان‭ ‬درنه‭.‬

وأكدت‭ ‬أن‭  ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬مهماً‭ ‬في‭ ‬جمع‭ ‬الفرقاء‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مدينة‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬وذلك‭ ‬لأن‭ ‬بث‭ ‬الإرسال‭ ‬يصل‭ ‬لأبعد‭ ‬مدى‭ ‬ويشاهد‭ ‬كل‭ ‬الليبيين‭ ‬ما‭ ‬يقدمه‭ ‬الصحفيون‭ ‬والإعلاميون‭ ‬فلا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬إعداد‭ ‬محتوى‭ ‬إعلامي‭ ‬هادف‭ ‬يشجع‭ ‬الفرقاء‭ ‬على‭ ‬قبول‭ ‬التسامح‭ ‬ولم‭ ‬الشمل‭ ‬خلال‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬المبارك،‭ ‬ونشكر‭ ‬العاملين‭ ‬في‭  ‬صحيفة‭ )‬فبراير‭( ‬التي‭ ‬تختص‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬يهم‭ ‬المواطن‭ ‬الليبي‭ ‬وقد‭ ‬بادرت‭ ‬بنشر‭ ‬موضوع‭ ‬المصالحة‭ ‬الوطنية‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك‭ ‬وعلى‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬العامة‭ ‬والخاصة‭ ‬أن‭ ‬تتبع‭ ‬نهج‭ ‬الصحيفة‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬ما‭ ‬يعزز‭ ‬التسامح‭ ‬ولم‭ ‬الشمل‭ .‬

وفي‭ ‬سياق‭ ‬آخر‭ ‬قال‭ ‬الأستاذ‭ ‬كمال‭ ‬الريح‭ ‬مستشار‭ :‬

بعض‭ ‬الفرقاء‭ ‬يرفض‭ ‬قبول‭ ‬الآخر‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬يتحقق‭ ‬التسامح‭ ‬والعفو‭ ‬في‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬إلا‭ ‬بتحديد‭ ‬عوامل‭  ‬إنجاح‭ ‬المصالحة‭  ‬بين‭ ‬الفرقاء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحقيق‭ ‬مطالبهم‭ ‬وتفعيل‭ ‬القضاء‭ ‬لرد‭ ‬الحقوق‭  ‬وتحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية‭  ‬وتتحقق‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬نشأت‭ ‬المصالحة‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬أجلها‭ ‬بأن‭ ‬يصبح‭ ‬الليبيون‭ ‬يداً‭ ‬واحدة‭ ‬متآخين‭ ‬منصهرة‭ ‬جهودهم‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الوطن‭ ‬الذي‭ ‬يظل‭ ‬اسمى‭ ‬وفوق‭ ‬كل‭ ‬الاعتبارات‭ ‬والأجندات‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تفلح‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬إحداث‭ ‬الفرقة‭ ‬بينهم‭.‬

مؤكداً‭ ‬أن‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬المبارك‭ ‬هو‭ ‬فرصة‭ ‬للتسامح‭ ‬وتجاوز‭ ‬هفوات‭  ‬بعضنا‭ ‬فنحن‭ ‬شعب‭ ‬مسلم‭ ‬ونأمل‭ ‬أن‭ ‬يجتهد‭ ‬عقلاء‭ ‬وشيوخ‭ ‬ليبيا‭ ‬في‭ ‬لم‭ ‬الشمل‭ ‬والتزاور‭ ‬بين‭ ‬المناطق‭ ‬وأن‭ ‬تنشر‭ ‬الحكومة‭ ‬مبدأ‭ ‬العدالة‭ ‬والمساوة‭ ‬والتسامح‭ ‬ليعم‭ ‬السلام‭ ‬داخل‭ ‬ليبيا‭.‬

وفي‭ ‬سياق‭ ‬متصل‭ ‬أكدت‭ ‬الدكتورة‭ ‬نجاة‭ ‬مسعود‭  ‬ناشطة‭ ‬في‭ ‬ملف‭  ‬المصالحة‭ ‬الوطنية‭  ‬على‭ ‬دور‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬تصفية‭ ‬القلوب‭  ‬من‭ ‬الضغائن‭ ‬والتسامح‭ ‬والعفو‭ ‬لأجل‭ ‬العيش‭ ‬بسلام‭ ‬في‭ ‬وطن‭ ‬يحتوي‭ ‬الجميع‭ ‬دون‭ ‬صراع‭ ‬يسبب‭ ‬أزمات‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬نتائجها‭ ‬جميع‭ ‬الفرقاء‭.‬

وشدَّدتْ‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭  ‬المرأة‭  ‬الليبية‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬زنوبيا،‭ ‬ولا‭ ‬تكون‭ ‬البسوس‮»‬‭ ‬لأجل‭ ‬العيش‭  ‬بسلام‭ ‬دون‭ ‬حروب‭ ‬مدمرة‭.‬

وأكدت‭ ‬على‭  ‬مشاركة‭ ‬المرأة‭ ‬ودورها‭ ‬في‭ ‬المصالحة‭ ‬الوطنية‭ ‬ومعالجة‭ ‬الخلافات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإعداد‭ ‬الحكيم‭ ‬لبرامج‭ ‬ترميم‭ ‬الثقة‭ ‬وبناء‭ ‬المصالحات‭ ‬وان‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬المصالحة‭ ‬الوطنية‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬سليمة‭ ‬وأركان‭ ‬متينة‭ ‬تضمن‭ ‬فعليًا‭ ‬إنهاء‭ ‬الانقسام‭ ‬ووضع‭ ‬عجلات‭ ‬قطار‭ ‬مشروع‭ ‬المصالحة‭ ‬الوطنية‭ ‬الليبية‭ ‬على‭  ‬مسلك‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ .‬

موضحة‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬الليبية‭  ‬عانت‭ ‬من‭  ‬ثقافة‭ ‬الخلاف‭ ‬التي‭ ‬سببت‭ ‬الخصام‭ ‬والحروب‭  ‬وأنتجت‭ ‬التهجير‭ ‬القسري‭ ‬والفقر‭ ‬والتشرد‭ ‬والعوز‭ ‬والتي‭ ‬جعلتها‭ ‬تبادر‭ ‬في‭ ‬إيجاد‭ ‬طرق‭ ‬لحل‭ ‬الخلافات‭ ‬المتراكمة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬مقترحات‭ ‬لورش‭ ‬العمل‭ ‬والجلسات‭ ‬الحوارية‭  ‬ومؤتمرات‭ ‬تهدف‭ ‬لتحقيق‭ ‬المصالحة‭ ‬والتسامح‭ ‬ولم‭ ‬الشمل‭ .‬

‭ ‬المهندس‭ ‬كمال‭  ‬جمعة‭  ‬هندسة‭ ‬اتصالات‭ ‬قال‭ : ‬نهنيء‭ ‬الليبيين‭ ‬بمناسبة‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬المبارك‭ ‬ونوصي‭ ‬الفرقاء‭ ‬بتحكيم‭ ‬العقل‭ ‬وأن‭ ‬جميع‭ ‬المشكلات‭ ‬قابلة‭ ‬للنقاش‭ ‬ويمكن‭ ‬حلها‭ ‬بالاتفاق‭ ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬تدخل‭ ‬وجهاء‭ ‬القبائل‭ ‬وأن‭  ‬يسارع‭ ‬القضاء‭ ‬في‭ ‬إصدار‭ ‬الحكم‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬يتعدى‭ ‬على‭ ‬غيره‭ ‬وأوضح‭ ‬أهمية‭ ‬دور‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمة‭ ‬في‭  ‬بث‭ ‬روح‭ ‬المبادرة‭ ‬لتسامح‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مناهج‭ ‬تربوية‭ ‬تعليمية‭ ‬تقوي‭ ‬المفاهيم‭ ‬الإسلامية‭ ‬والعادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬الليبية‭ ‬وأن‭ ‬الليبيين‭ ‬إخوة‭ ‬ونشر‭ ‬مبدأ‭ ‬الصلح‭ ‬بين‭ ‬الفرقاء‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭  ‬دور‭ ‬الشباب‭  ‬في‭ ‬الترابط‭ ‬الأسري‭ ‬ووحدة‭ ‬الليبيين‭ ‬من‭ ‬خلال‭  ‬الابتعاد‭ ‬عن‭ ‬الفتن‭ ‬والأخبار‭ ‬الكاذبة‭ ‬والمظللة،‭ ‬وأن‭ ‬شباب‭ ‬اليوم‭ ‬يعول‭ ‬عليهم‭ ‬في‭ ‬استتباب‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مبادراتهم‭ ‬التي‭ ‬ينشرونها‭ ‬عبر‭ ‬صفحات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬خاصة‭ ‬خلال‭ ‬إجازة‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬المبارك‭ ‬كما‭ ‬تظهر‭ ‬رحلاتهم‭ ‬وتنقلاتهم‭ ‬بين‭ ‬المدن‭ ‬للمعايدات‭ ‬والتسامح‭ ‬مدى‭ ‬طيبة‭ ‬قلوب‭ ‬الليبيين‭  ‬وسماحة‭ ‬وكرم‭ ‬تعاملهم‭ .‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يميز‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬هو‭ ‬التزاور‭ ‬واجتماع‭ ‬الأهل‭ ‬والأقارب‭ ‬والجيران‭ ‬والمعارف‭ ‬في‭ ‬بيت‭ ‬الجود‭ ‬والكرم‭ ‬لتلقي‭ ‬المعايدات‭ ‬والتبريكات‭ ‬وتبادل‭ ‬الحديث‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬أزمات‭ ‬الوطن‭ ‬وطرح‭ ‬الحلول‭ ‬وإيجاد‭ ‬وسائل‭ ‬تنفيذها‭ .‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى