رياضة

من الواقع

علي العزابي

التنابز‭ ‬بأشنع‭ ‬الأوصاف،‭ ‬والألقاب،‭ ‬وتبادل‭ ‬الشتائم‭ ‬على‭ ‬صفحات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعى‭ ‬بين‭  ‬المحسوبين‭ ‬على‭ ‬تشجيع‭ ‬الأندية‭ ‬الكبيرة‭ ‬خطرٌ‭ ‬داهمٌ‭ ‬يهدد‭ ‬سلامة‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬ومرضٌ‭ ‬فتاك‭ ‬استشرى‭ ‬كالنَّار‭ ‬فى‭ ‬الهشيم‭  ‬فى‭ ‬الواقع‭ ‬الرياضى‭ ‬نحتاج‭ ‬لإيقافه‭ ‬بأقصى‭ ‬سرعة‭ ‬وبكل‭ ‬الطرق‭ ‬المتاحة‭ ‬ولو‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬غلق‭ ‬هذا‭ ‬الفضاء‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬مَنْ‭ ‬يشجعون‭ ‬على‭ ‬الفتنة‭ ‬والحرب‭ ‬الضروس‭ ‬التى‭ ‬تدور‭ ‬رحاها‭ ‬دون‭ ‬هواده‭..‬

صراع‭ ‬ظاهر‭ ‬للعيان،‭ ‬وفلتان‭ ‬لا‭ ‬مثيل‭ ‬له‭ ‬وفضاء‭ ‬ملوث‭ ‬بالتعصب‭ ‬والكره‭ ‬بين‭ ‬جماهير‭ ‬الأندية‭ ‬الكبيرة‭ ‬لم‭ ‬يسلم‭ ‬منه‭ ‬أحد‭ ‬طال‭ ‬المدربين‭ ‬والحكام‭ ‬والإعلاميين‭ ‬ورؤساء‭ ‬الأندية‭ ‬والعاملين‭ ‬فى‭ ‬اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬وغيرهم‭ ‬ممن‭ ‬يعملون‭ ‬فى‭ ‬الوسط‭ ‬الرياضى‭ ‬وكأننا‭ ‬فى‭ ‬ساحة‭ ‬حرب‭ ‬كل‭ ‬يريد‭ ‬الفتك‭ ‬بالآخر‭ ‬والنيل‭ ‬منه‭ ‬بأي‭ ‬طريقة‭ ‬كانت،‭ ‬وصار‭ ‬هدفًا‭ ‬مشروعًا‭ ‬تترصده‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬أوتيت‭ ‬من‭ ‬عبارات،‭ ‬وألفاظ‭ ‬وقدح‭ ‬وذم‭ ‬لم‭ ‬يطاله‭ ‬فى‭ ‬حياته‭ ‬ودون‭ ‬رادع‭ ‬أو‭ ‬وازع‭ ‬من‭ ‬ضمير‭..!.‬

صفحات‭ ‬‮«‬الفيس‮»‬‭ ‬سميتْ‭ ‬بشبكة‭ ‬التواصل‭ ‬الإجتماعى‭ ‬هدفها‭ ‬تقريب‭ ‬الناس‭ ‬بعضهم‭ ‬ببعض‭ ‬واستثمارها‭ ‬فى‭ ‬التعارف‭ ‬وبناء‭ ‬جسور‭ ‬الصداقة‭ ‬والألفة‭ ‬والتعاون‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬صار‭ ‬العالم‭ ‬قرية‭ ‬واحدة‭ ‬بفضل‭  ‬التقدم‭ ‬والتطور‭ ‬التقنى‭ ‬الرهيب‭!.‬

لكننا‭ ‬فى‭ ‬غياب‭ ‬الضمير‭ ‬والوازع‭ ‬الدينى‭ ‬والخلقى‭ ‬حولنا‭ ‬هذه‭ ‬المنصات‭ ‬إلى‭ ‬منابر‭ ‬لنفث‭ ‬سموم‭ ‬التعصب‭ ‬بين‭ ‬جماهير‭ ‬ومشجعي‭ ‬الأندية‭ ‬وما‭ ‬تخلفه‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬الشقاق‭ ‬والتباعد‭ ‬بينهم‭ ‬وهو‭ ‬سلاح‭ ‬خطير‭ ‬يهدد‭ ‬السلم‭ ‬الاجتماعى‭ ‬الليبي‭ ‬ويفتت‭ ‬اللحمة‭ ‬الوطنية‭ ‬بين‭ ‬شباب‭ ‬الوطن‭ ‬الواحد‭ ‬ويزرع‭ ‬بذور‭ ‬الفرقة،‭ ‬والتنافر‭ ‬بينهم‭!‬

الوسط‭ ‬الرياضى‭ ‬برمته‭ ‬معني‭ ‬بهذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬بل‭ ‬كل‭ ‬أركان‭ ‬ومؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬الليبي‭ ‬معنية‭ ‬بها‭ ‬بشكل‭ ‬جاد‭ ‬وفاعل‭ ‬بضرورة‭ ‬التصدي‭ ‬لها‭ ‬بكل‭ ‬الوسائل‭ ‬الممكنة‭ ‬وعدم‭ ‬الإستهانة‭ ‬بها‭ ‬أو‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬خطورتها‭ ‬وأنديتنا‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬وروابط‭ ‬مشجعيها‭ ‬معنية‭ ‬بهذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬وعليها‭ ‬يقع‭ ‬العبء‭ ‬الثقيل‭ ‬فى‭ ‬محاربتها‭ ‬لها‭ ‬بتوعية‭ ‬مشجعيها‭ ‬وحثهم‭ ‬على‭ ‬احترام‭ ‬الأندية‭ ‬الأخرى‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬يمثلها‭ ‬من‭ ‬مسؤولين‭ ‬ولاعبين‭ ‬وإداريين‭ ‬ومناصرين‭   .‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى