كيف تصبح مليونيراً في ساعات
من ثقب الباب
قديما كتب آحد الصحفيين الأمريكان مقالته المشهورة وهي كيف تصبح مليونيراً في يوم واحد .. حيث نشر مقالته هذه في احدى الصحف الأمريكية وذيلها بضرورة إنفاقها بدولار عند مراسلته .. وبالفعل أوفى الكاتب بعهده لكل رواد مقالته وأصبح بفعل دولارهم مليونيراً يمتلك مليون دولار .. وقد أخبرهم في نشرة لاحقة بأن الطريقة المعهودة بأن تصبح مليونيراً هي ذاتها التي فعلها مع قرائه .
الكاتب الأمريكي لم يراهن على عمل وتخطيط واستراتيجية لكي يكون مليونيراً بل استعان بقرائه لواقع الشريحة غير المثقفة والتي تبحث عن طموحات الثروة بدون جهد ولا معاناة وقد كان له ذلك من خلال استدراجهم بمقالته ..
الجمعة البيضاء لا تختلف اطلاقاً في منهجها وحياتها عما فعله ذلك الصحفي قبل عقود من الزمان .. الاختلاف الوحيد هو أن ما يحدث الآن في الجمعة البيضاء حيلة منتثرة وبعلم ضحاياها .. بلى وبمطلق إرادتهم .. فالتاجر خفف من حدة لهيب اسعاره إلى نار هادئة لابشع بها المستخرج وللهيبها إلا بعد فوات الأوان وقد يكون بذلك قد أغرق منزله ببضاعة كانت رهن التخزين والخسارة للتجار ..
فعلا لقد رخص التاجر من قيمة الربح لسلعة في يوم واحد من أجل أن يبيعها في وقت قياسي ويتمكن بعد ذلك من تجديدها قبل دخول الموسم والموديلات الجديدة التي من المفترض أن تتماشى بضاعته مع تجديدها ..
الجمعة البيضاء هي أسم على مسمى لأصحاب القلوب الوجلة الذين يبحثون عن مآمن مادي وحياة تتناسب مع إمكانياتهم ليكتشفوا أنهم داخل شباك مصيدة التجار أئمة الجمعة السوداء ..
أحد هؤلاء التجار حاول إقناع كل من حوله بأن السرقة هي أن أضع يدي في جيب غيري أما غير ذلك فهي ذكاء المهنة .
فعلاً كانت جمعة بيضاء باذخة على أولئك المرابين أما بركتها لم تلامس ايدى البسطاء في العقول والجيوب .