لا يبالغ المرءُ كثيرًا حين يقول إنَّ الهاتف المحمول، واحدٌ من أعظم الاختراعات التي سجّلتها البشرية في رحلة تطورها عبر القرون، فقد غيّر هذا الاختراع الذي تتسع له الجيوب الصغيرة أسلوب حياةِ البشر على امتداد المعمورة بما في ذلك أنماط تواصلهم الاجتماعية وأساليبهم التعبيرية. ولعلّ أبرز ما ميّز هذا الاختراع وأسهم في تعجيل انتشاره الكوني هو تيسُّرُ كلفة اقتنائه بالنسبة إلى عموم البشر نظرًا لوفورات الحجم التي تمخّضت عنها التطورات التقنية المهولة في التصنيع. واليوم كيفما تلفّت المرء من حوله وجد بشرًا مُكبّين على هواتفهم الذكية ولكن فقدنا في وجوده الروابط الاجتماعية، و لعل ما نشهده هذه الأيام من القطيعة المتزايدة، وقلة صلة الرحم بين النَّاس خير شاهد وقد يصل الأمر إلى أن نجد عائلة في بيت واحد تتواصل من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، أو أن تجد عوائل يقضي أفرادها ساعات في استخدام الهواتف دون أي تواصل شخصي فعال، ويكتفي الجميع بالتواصل الافتراضي.
العيدُ، والمناسبات أصبح على «الوتس، والفيس» بدل الزيارة واللمَّة الحلوة بين العائلة صارت من الماضي كل واحد هاتفه بيده وملتهٍ بناس مابتقدم ولا تأخر وقت الجد.. صلة الرحم تطيل العمر وتزيد في الرزق ورضا الرحمن.