في عام 2018 وبعد دراسة التسلسل التاريخي للأوبئة قام علماء في مجال الصحة بوضع علامة إكس داخل مربع فارغ كإشارة إلى مرض مجهول قادم وبعد مرور عامين انتشر فيروس كورونا..وفي العام الماضي جمعت منظمة الصحة العالمية 300 عالم للنظر في 25 عائلة فيروسية وبكتيرية لإنشاء قائمة بمسببات أي مرض محتمل وانتهت الإجتماعات بوضع علامة إكس وسط آخر مربع مرة أخرى..وهذا ما دعا المنظمة إلى تحذير قادة العالم من مخاطر الأوبئة المستقبلية في الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي انعقد مؤخرا..
مرض إكس الجديد غير موجود بعد لكنه قد يظهر يومًا ما لذا قال المدير العام للمنظمة “قد يقول بعض الناس أن هذا قد يثير الذعر لكن من الأفضل أن نتوقع شيئًا قد يحصل لأنه حدث في تاريخنا مرات عديدة لهذا علينا أن نستعد”..و إكس الحالي كما يقول المختصون يمكن أن يكون فيروسا تنفسيا منتشرا بالفعل في الأنواع الحيوانية لكنه ليس قادرا على الإنتقال إلى البشر بعد..
فعاليات المؤتمر طالبت بأنظمة أفضل للإنذار المبكر ووجوب أن تصبح الخدمات الصحية أكثر مرونة في مواجهة الزيادات غير المتوقعة للحالات المرضية وليس كما حدث عند انتشار كوفيد-19 فقد كانت مساحات المستشفيات وقتها فوق طاقتها الاستيعابية وبالتالي وجدت الحكومات صعوبات في إدارة المرافق الصحية كما لم يكن هناك ما يكفي من اسطوانات الأكسجين ناهيك عن عدم تجاوب أفراد المجتمع بالكامل مع الإجراءات الوقائية..ويظل الخوف دائمًا من انهيار أنظمة الرعاية الصحية وبالتالي انهيار الاقتصادات بسبب الحجر الصحي المحتمل وكذلك إحتمال تأثر أنظمة التعليم..
هناك بالخصوص جهات عالمية يمكن التواصل معها بالإضافة إلى منظمة الصحة العالمية مثل صندوق مكافحة الأوبئة لمساعدة الدول بالموارد ومركز نقل تكنولوجيا لقاح MRNA..
ختاما يظل التحدي الأكبر الذي يواجه الحكومات هو مدى القدرة على إتخاذ إجراءات استباقية وفعالة للتعامل مع أية تطورات مفاجئة متعلقة بمختلف برامج وسياسات الدولة فالطريق لا تخلو من المطبات..وكذا العالم المعاصر اليوم لا يخطط فقط بل يستعد للتقلبات والسيناريوات الأسوأ التي قد تتقاطع مع الأهداف والإستراتيجيات المنظورة أو بعيدة المدى أي قراءة المسارات المحتملة لتكون الجاهزية حاضرة لإمتصاص
أية صدمات..