يحفل تراثنا الليبي بعديد المزايا التي تؤهله للتفرَّد وجذب الانتباه للزوار على المستوى المحلي والدولي ، يشمل هذا التراث كل ما له علاقة بالمشغولات اليدوية من اكسسوارات وصناعات تقليدية على تنوعها، ورغم وجود اقبال من الزوار الأجانب على اقتنائها والاحتفاء بها إلا أن الاهمال والنسيان ماض وبقوة لابتلاعها إذا لم نتدارك محددات استمرارها وتعزيز وجودها في السوق، وبين هذا وذاك أردنا في هذا الاستطلاع معرفة مدى الأثر الجمالي والثقافي الذي تمثله مشغولاتنا التقليدية لدى السائح، ووضع علامة استفهام أمام قصور الشغف بهذه الصناعة .
وكان السؤال .. ما المصنوعات التي يٌقبل عليها السائح أكثر من غيرها ؟، وهل هناك من يتردد من الزوار خاصة مع هذا الظروف ؟
من داخل إحدى الأسواق التقينا بالسائح المغربي عبدالباسط حداد قال :
الحقيقة أنا هنا منذ فترة وأحببت التجوال في الأسواق حيث تعد ليبيا من الدول الغنية بالتراث وزرت عدة مناطق فيها مناظر خلابة ذات مظهر رائع واليوم أنا في هذا السوق الذي عرفتُ أن اسمه سوق )اللفة( صراحة يحمل طابعاً معمارياً عريقاً وفيه مصنوعات تقليدية فاخرة خاصة )الكليم( لقد أعجبني جداً واشتريتُ منه، أما عن ضيافة الشعب الليبي فهم أهل الجود والكرم لقد وجدنا ترحيباً كبيرا وحفاوة ولهم أسلوب مميز في معاملتنا ونحن نأتي في كل موسم لزيارة ليبيا ونتعرف على الأماكن الأثرية وعلى المصنوعات التقليدية بها .
وشاركنا الحديث الأخ محمد المهدي «صاحب محل» قائلاً :
نحن نفتخر بهذه المصنوعات التقليدية الموروثة عن أجدادنا منذ زمن أما فيما يتعلق بالسياح هناك اقبال غير عادى من الأجانب ومن كل الجنسيات العربية والأجنبية الا ان الزيارات تراجعت بسبب الظروف التي تعيشها بلادنا وكل ما نتمناه الاهتمام بهذه الأفواج لان من المهم جداً أن نوفر لهم سبل الراحة حتى يكون الإقبال أكثر في المستقبل .
- ووقفنا امام محل لبيع الزى التقليدي والتقينا مع الأخ محمد فرج الذي أشار في حديثه الى أنه كان هناك إقبال سياحي في الفترة الماضية من كل أنحاء العالم واغلبهم من إيطاليا والهند أما العرب يأتون من المغرب وتونس والجزائر وغيرها من الدول ولكن بسبب الظروف التي تمر بها ليبيا .
واضاف : أغلب السياح يقبلون على شراء القمجة الليبية المطرزة بالشغل اليدوي خاصة السياح الهنود الذين يشترون القماش الخاص بالنساء وأيضا الرداء «الحولي» المصنَّوع من الحرير، فهذا نوع من الأردية يستعملونه في خياطة فساتين الأفراح والمناسبات الاجتماعية، ونلاحظ السياح سابقًا يترددون على كل الأسواق الليبية لشراء الزَّي الليبي .
- الحاج صالح المهدي صاحب محل حدثنا قائلا :
كانت هناك ثقة كبيرة من قبل السائح في المنتج الليبي، فالأواني الفخارية التي تشاهدينها تمثل تراثا حضاريا بالنسبة لنا، والسياح لا يأتون لغرض الشراء فقط إنما أيضا للمشاهدة والتمتع بأزقة وشوارع المدينة القديمة حيث استخدمت في بنائها هندسة معمارية رائعة نتمنى من الجهات المسؤولة حاليا الاهتمام بعدة نواح بدءًا بالمرشد السياحي وأماكن الإقامة وغيرها من الأمور التي تساعد على توفير الراحة .
ويستمر التجوال بين المحال وهنا لفت نظري محلاً لبيع الفضة لصاحبه لطفي الميلادي: الذي عبَّر عن رأيه بالخصوص معلقًا :
هناك اقبال جيد من السياح العرب على السوق الليبي حيث يترددون بشكل مستمر لشراء المجوهرات الفضية كالخواتم والسلاسل والأساور والأسعار كانت مناسبة فنحن نحرص جيداً على السياح لأن السياحة تعد قطاعاً مهما ومعاملتهم تزيد في نسبة الإقبال والسواح كما ذكرت لكم يقبلون على كل المتوجات والمصنوعات التقليدية التي منها الفضة والفخار والمعادن وأنواع الجلود المختلفة.
وواصل لطفي : فقط نتمنى أن يكون هناك ترشيد لابد من وجود مرشد سياحي لأن الأمور المهمة من ناحية اللغة والتعامل لهذا من خلال هذا اللقاء نتمنى من الجهات ذات العلاقات الاهتمام بهذا القطاع المهم وهو السياحة.
و تحدثت إلينا أميرة زائرة من الجزائر بالقول :
انأ في ليبيا وكأني في الجزائر لا يوجد فرق أما بخصوص وجودي بهذا السوق كان لغرض الشراء فأنا أحب اللباس الليبي التقليدي فقد اشتريتُ بدلة وأريد إعادة تصميمها وتفصيلها فستانا لأن الرداء الليبي له تطريز جميل وخطوط حلوة من الفضة تدل على الطابع التقليدي والأسعار وجدتها مناسبة.
مصطفى محمد صاحب محل لبيع الفضة:
الإقبال موجود من قبل السياح الأجانب خاصة لشراء الفضة من الأساور والخواتم والعقود ولا يمر يوم إلا ويكون هناك ازدحام لدرجة أننا نحاول ترك البعض خارج المحل تفاديا للاكتظاظ ولكن هناك مشكلة بالنسبة لكيفية التعامل معهم خاصة فيما يخص التحدث لان الأفواج التي تأتى من السياح لا يكون معهم مرشد أو دليل سياحي ونحن هنا في السوق البعض منا لا يجيد الحديث باللغة الانجليزية ووجود الدليل السياحي ضروري حتى نتمكن من البيع بسهولة وبطريقة سريعة وحتى المرافق الذي يرافق السياح من قبل الوكالات السياحية لا يجيد الشرح عن الاحداث التاريخية مثلا متى تأسس جامع «الباشا» وغيرها من المعالم الأثرية، وأيضاً عدم وجود الحمامات ولهذا أقول لدينا إقبال من قبل السماح ولكن لابد من الاهتمام بصورة جدية من قبل ذوي الاختصاص .
سوق (اللفة) الطابع العريق
الفضة من صميم الموروث ومنافسة حتى في الأسعار !!
أعجبني المعروض جداً فاشتريت لنفسي (الكليم) !!