رصد

الشــــــــــــــــــــغف المنسي ..!!

متابعة : لطفية سالم

‭ ‬يحفل‭ ‬تراثنا‭ ‬الليبي‭ ‬بعديد‭ ‬المزايا‭ ‬التي‭ ‬تؤهله‭ ‬للتفرَّد‭ ‬وجذب‭ ‬الانتباه‭ ‬للزوار‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المحلي‭ ‬والدولي‭ ‬،‭ ‬يشمل‭ ‬هذا‭  ‬التراث‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬له‭ ‬علاقة‭ ‬بالمشغولات‭ ‬اليدوية‭  ‬من‭ ‬اكسسوارات‭ ‬وصناعات‭ ‬تقليدية‭ ‬على‭ ‬تنوعها،‭ ‬ورغم‭ ‬وجود‭ ‬اقبال‭ ‬من‭ ‬الزوار‭ ‬الأجانب‭ ‬على‭ ‬اقتنائها‭ ‬والاحتفاء‭ ‬بها‭ ‬إلا‭ ‬أن‭  ‬الاهمال‭ ‬والنسيان‭ ‬ماض‭ ‬وبقوة‭ ‬لابتلاعها‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬نتدارك‭  ‬محددات‭ ‬استمرارها‭ ‬وتعزيز‭  ‬وجودها‭ ‬في‭ ‬السوق،‭ ‬وبين‭ ‬هذا‭ ‬وذاك‭  ‬أردنا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاستطلاع‭ ‬معرفة‭  ‬مدى‭ ‬الأثر‭ ‬الجمالي‭  ‬والثقافي‭ ‬الذي‭ ‬تمثله‭ ‬مشغولاتنا‭ ‬التقليدية‭ ‬لدى‭ ‬السائح،‭ ‬ووضع‭ ‬علامة‭ ‬استفهام‭ ‬أمام‭  ‬قصور‭  ‬الشغف‭  ‬بهذه‭ ‬الصناعة‭ ‬.

وكان‭ ‬السؤال‭ .. ‬ما‭ ‬المصنوعات‭ ‬التي‭ ‬يٌقبل‭ ‬عليها‭ ‬السائح‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬غيرها‭ ‬؟،‭ ‬وهل‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يتردد‭ ‬من‭ ‬الزوار‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الظروف‭ ‬؟

من‭ ‬داخل‭ ‬إحدى‭ ‬الأسواق‭ ‬التقينا‭ ‬بالسائح‭ ‬المغربي‭ ‬عبدالباسط‭ ‬حداد‭ ‬قال‭ : ‬

الحقيقة‭ ‬أنا‭ ‬هنا‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬وأحببت‭ ‬التجوال‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬حيث‭ ‬تعد‭ ‬ليبيا‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الغنية‭ ‬بالتراث‭ ‬وزرت‭ ‬عدة‭ ‬مناطق‭ ‬فيها‭ ‬مناظر‭ ‬خلابة‭ ‬ذات‭ ‬مظهر‭ ‬رائع‭ ‬واليوم‭ ‬أنا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السوق‭ ‬الذي‭ ‬عرفتُ‭ ‬أن‭ ‬اسمه‭ ‬سوق‭ )‬اللفة‭( ‬صراحة‭ ‬يحمل‭ ‬طابعاً‭ ‬معمارياً‭ ‬عريقاً‭ ‬وفيه‭ ‬مصنوعات‭ ‬تقليدية‭ ‬فاخرة‭ ‬خاصة‭ ‬‭)‬الكليم‭( ‬لقد‭ ‬أعجبني‭ ‬جداً‭  ‬واشتريتُ‭ ‬منه،‭  ‬أما‭ ‬عن‭ ‬ضيافة‭ ‬الشعب‭ ‬الليبي‭ ‬فهم‭ ‬أهل‭ ‬الجود‭ ‬والكرم‭ ‬لقد‭ ‬وجدنا‭ ‬ترحيباً‭ ‬كبيرا‭  ‬وحفاوة‭  ‬ولهم‭ ‬أسلوب‭ ‬مميز‭  ‬في‭ ‬معاملتنا‭ ‬ونحن‭ ‬نأتي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬موسم‭ ‬لزيارة‭ ‬ليبيا‭ ‬ونتعرف‭ ‬على‭ ‬الأماكن‭ ‬الأثرية‭ ‬وعلى‭ ‬المصنوعات‭ ‬التقليدية‭ ‬بها‭ .‬

‭ ‬وشاركنا‭ ‬الحديث‭ ‬الأخ‭ ‬محمد‭ ‬المهدي‭ ‬‮«‬صاحب‭ ‬محل‮»‬‭  ‬قائلاً‭ :‬

نحن‭ ‬نفتخر‭ ‬بهذه‭ ‬المصنوعات‭ ‬التقليدية‭ ‬الموروثة‭ ‬عن‭ ‬أجدادنا‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬أما‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالسياح‭ ‬هناك‭ ‬اقبال‭ ‬غير‭ ‬عادى‭ ‬من‭ ‬الأجانب‭ ‬ومن‭ ‬كل‭ ‬الجنسيات‭ ‬العربية‭ ‬والأجنبية‭ ‬الا‭ ‬ان‭ ‬الزيارات‭ ‬تراجعت‭  ‬بسبب‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬تعيشها‭ ‬بلادنا‭  ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬نتمناه‭ ‬الاهتمام‭ ‬بهذه‭ ‬الأفواج‭ ‬لان‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬جداً‭ ‬أن‭ ‬نوفر‭ ‬لهم‭ ‬سبل‭ ‬الراحة‭ ‬حتى‭ ‬يكون‭ ‬الإقبال‭ ‬أكثر‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ .‬

‭-‬ ‭ ‬ووقفنا‭ ‬امام‭ ‬محل‭ ‬لبيع‭ ‬الزى‭ ‬التقليدي‭ ‬والتقينا‭ ‬مع‭ ‬الأخ‭ ‬محمد‭ ‬فرج‭ ‬الذي‭ ‬أشار‭ ‬في‭ ‬حديثه‭ ‬الى‭  ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬إقبال‭ ‬سياحي‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬واغلبهم‭ ‬من‭ ‬إيطاليا‭ ‬والهند‭ ‬أما‭ ‬العرب‭ ‬يأتون‭ ‬من‭ ‬المغرب‭ ‬وتونس‭ ‬والجزائر‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬ولكن‭ ‬بسبب‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬ليبيا‭ .‬

واضاف‭ : ‬أغلب‭ ‬السياح‭ ‬يقبلون‭ ‬على‭ ‬شراء‭ ‬القمجة‭ ‬الليبية‭ ‬المطرزة‭ ‬بالشغل‭ ‬اليدوي‭ ‬خاصة‭ ‬السياح‭ ‬الهنود‭  ‬الذين‭ ‬يشترون‭ ‬القماش‭ ‬الخاص‭ ‬بالنساء‭ ‬وأيضا‭ ‬الرداء‭ ‬‮«‬الحولي‮»‬‭ ‬المصنَّوع‭ ‬من‭ ‬الحرير،‭ ‬فهذا‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الأردية‭ ‬يستعملونه‭ ‬في‭ ‬خياطة‭ ‬فساتين‭ ‬الأفراح‭ ‬والمناسبات‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬ونلاحظ‭ ‬السياح‭ ‬سابقًا‭ ‬يترددون‭ ‬على‭ ‬كل‭  ‬الأسواق‭ ‬الليبية‭ ‬لشراء‭ ‬الزَّي‭ ‬الليبي‭ . ‬

‭-‬ الحاج‭  ‬صالح‭ ‬المهدي‭ ‬صاحب‭ ‬محل‭ ‬حدثنا‭ ‬قائلا‭ :‬

كانت‭ ‬هناك‭ ‬ثقة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬السائح‭ ‬في‭ ‬المنتج‭ ‬الليبي،‭ ‬فالأواني‭ ‬الفخارية‭ ‬التي‭ ‬تشاهدينها‭ ‬تمثل‭ ‬تراثا‭ ‬حضاريا‭ ‬بالنسبة‭ ‬لنا،‭ ‬والسياح‭ ‬لا‭ ‬يأتون‭ ‬لغرض‭ ‬الشراء‭ ‬فقط‭ ‬إنما‭ ‬أيضا‭ ‬للمشاهدة‭ ‬والتمتع‭ ‬بأزقة‭ ‬وشوارع‭ ‬المدينة‭ ‬القديمة‭ ‬حيث‭ ‬استخدمت‭ ‬في‭ ‬بنائها‭ ‬هندسة‭ ‬معمارية‭ ‬رائعة‭ ‬نتمنى‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬المسؤولة‭ ‬حاليا‭ ‬الاهتمام‭ ‬بعدة‭ ‬نواح‭ ‬بدءًا‭ ‬بالمرشد‭ ‬السياحي‭ ‬وأماكن‭ ‬الإقامة‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬الراحة‭ .‬

ويستمر‭ ‬التجوال‭ ‬بين‭ ‬المحال‭ ‬وهنا‭ ‬لفت‭ ‬نظري‭ ‬محلاً‭ ‬لبيع‭ ‬الفضة‭ ‬لصاحبه‭ ‬لطفي‭ ‬الميلادي‭: ‬الذي‭ ‬عبَّر‭ ‬عن‭ ‬رأيه‭ ‬بالخصوص‭ ‬معلقًا‭ : ‬

هناك‭ ‬اقبال‭ ‬جيد‭ ‬من‭ ‬السياح‭ ‬العرب‭ ‬على‭ ‬السوق‭ ‬الليبي‭ ‬حيث‭ ‬يترددون‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر‭ ‬لشراء‭ ‬المجوهرات‭ ‬الفضية‭ ‬كالخواتم‭ ‬والسلاسل‭ ‬والأساور‭ ‬والأسعار‭ ‬كانت‭ ‬مناسبة‭ ‬فنحن‭ ‬نحرص‭ ‬جيداً‭ ‬على‭ ‬السياح‭ ‬لأن‭ ‬السياحة‭ ‬تعد‭ ‬قطاعاً‭ ‬مهما‭ ‬ومعاملتهم‭ ‬تزيد‭ ‬في‭ ‬نسبة‭ ‬الإقبال‭ ‬والسواح‭ ‬كما‭ ‬ذكرت‭ ‬لكم‭ ‬يقبلون‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المتوجات‭ ‬والمصنوعات‭ ‬التقليدية‭ ‬التي‭ ‬منها‭ ‬الفضة‭ ‬والفخار‭ ‬والمعادن‭ ‬وأنواع‭ ‬الجلود‭ ‬المختلفة‭. ‬

وواصل‭ ‬لطفي‭ : ‬فقط‭ ‬نتمنى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬ترشيد‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬مرشد‭ ‬سياحي‭ ‬لأن‭ ‬الأمور‭ ‬المهمة‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬اللغة‭ ‬والتعامل‭ ‬لهذا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬اللقاء‭ ‬نتمنى‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬ذات‭ ‬العلاقات‭ ‬الاهتمام‭ ‬بهذا‭ ‬القطاع‭ ‬المهم‭ ‬وهو‭ ‬السياحة‭.‬

و‭ ‬تحدثت‭ ‬إلينا‭  ‬أميرة‭ ‬زائرة‭ ‬من‭ ‬الجزائر‭ ‬بالقول‭ : 

انأ‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬وكأني‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬فرق‭ ‬أما‭ ‬بخصوص‭ ‬وجودي‭ ‬بهذا‭ ‬السوق‭ ‬كان‭ ‬لغرض‭ ‬الشراء‭ ‬فأنا‭ ‬أحب‭ ‬اللباس‭ ‬الليبي‭ ‬التقليدي‭ ‬فقد‭ ‬اشتريتُ‭ ‬بدلة‭ ‬وأريد‭ ‬إعادة‭ ‬تصميمها‭ ‬وتفصيلها‭ ‬فستانا‭ ‬لأن‭ ‬الرداء‭ ‬الليبي‭ ‬له‭ ‬تطريز‭ ‬جميل‭ ‬وخطوط‭ ‬حلوة‭ ‬من‭ ‬الفضة‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬الطابع‭ ‬التقليدي‭ ‬والأسعار‭ ‬وجدتها‭ ‬مناسبة‭.‬

مصطفى‭ ‬محمد‭ ‬صاحب‭ ‬محل‭ ‬لبيع‭ ‬الفضة‭:‬

الإقبال‭ ‬موجود‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬السياح‭ ‬الأجانب‭ ‬خاصة‭ ‬لشراء‭ ‬الفضة‭ ‬من‭ ‬الأساور‭ ‬والخواتم‭ ‬والعقود‭ ‬ولا‭ ‬يمر‭ ‬يوم‭ ‬إلا‭ ‬ويكون‭ ‬هناك‭ ‬ازدحام‭ ‬لدرجة‭ ‬أننا‭  ‬نحاول‭ ‬ترك‭ ‬البعض‭ ‬خارج‭ ‬المحل‭ ‬تفاديا‭ ‬للاكتظاظ‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬مشكلة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لكيفية‭ ‬التعامل‭ ‬معهم‭ ‬خاصة‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬التحدث‭ ‬لان‭ ‬الأفواج‭ ‬التي‭ ‬تأتى‭ ‬من‭ ‬السياح‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬معهم‭ ‬مرشد‭ ‬أو‭ ‬دليل‭ ‬سياحي‭ ‬ونحن‭ ‬هنا‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬البعض‭ ‬منا‭ ‬لا‭ ‬يجيد‭ ‬الحديث‭ ‬باللغة‭ ‬الانجليزية‭ ‬ووجود‭ ‬الدليل‭ ‬السياحي‭ ‬ضروري‭ ‬حتى‭ ‬نتمكن‭ ‬من‭ ‬البيع‭ ‬بسهولة‭ ‬وبطريقة‭ ‬سريعة‭ ‬وحتى‭ ‬المرافق‭ ‬الذي‭ ‬يرافق‭ ‬السياح‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الوكالات‭ ‬السياحية‭ ‬لا‭ ‬يجيد‭ ‬الشرح‭ ‬عن‭ ‬الاحداث‭ ‬التاريخية‭ ‬مثلا‭ ‬متى‭ ‬تأسس‭ ‬جامع‭ ‬‮«‬الباشا‮»‬‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المعالم‭ ‬الأثرية،‭ ‬وأيضاً‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬الحمامات‭ ‬ولهذا‭ ‬أقول‭ ‬لدينا‭ ‬إقبال‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬السماح‭ ‬ولكن‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬بصورة‭ ‬جدية‭ ‬من‭ ‬قبل‭  ‬ذوي‭ ‬الاختصاص‭ .‬

سوق‭ (‬اللفة‭) ‬الطابع‭ ‬العريق‭ ‬

الفضة‭ ‬من‭ ‬صميم‭ ‬الموروث‭ ‬ومنافسة‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬الأسعار‭ !!‬

أعجبني‭ ‬المعروض‭ ‬جداً‭ ‬فاشتريت‭ ‬لنفسي‭  (‬الكليم‭) !!‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى