تتويج المنتخب الإيفواري باللقب كان بمثابة ملحمة درامية من الصعب تكرارها، كما كان من الصعب التوقع بها قبل انطلاق البطولة بملعب )الحسن واتارا( بالعاصمة أبيدجان، المحتشد عن آخره وسط ترشيحات المنتخب المستضيف بالتتويج باللقب القاري .. وبالفعل كانت ضربة البداية جيدة بالنسبة لهم الذي فاز بسهولة على منتخب غينيا بيساو بنتيجة هدفين لصفر وسط توقعات بتطور المستوى في مباريات البطولة..ويوم 11 فبراير الحالي كان المشهد رائعاً بتتويج الأفيال وصعودهم لمنصة التتويج للمرة الثالثة في تاريخ البطولة القارية بعد نسختي 1992 و2015..ما بين الافتتاح والختام عاش متابعو الساحرة المستديرة، فصولاً من الدراما مع المنتخب الإيفواري يمكن استعراضها في التقرير التالي:
صدمة قاسية وقرار مفاجئ
توقع المتابعون انطلاقة مظفرة للأفيال بعد عبور غينيا بيساو لكن الصدمة بدأت بالخسارة أمام نيجيريا في الجولة الثانية، وهذه الهزيمة أربكت حساباتهم، وإن كانت الصدمة الأكبر هي في مواجهة غينيا الإستوائية؛ فالجميع يدرك أن المباراة شبه محسومة للأفيال نظرًا للفوارق التاريخ، والقدرات، لكن المنتخب الغيني فاجئ الجميع بفوز عريض برباعية نظيفة، الهزيمة جعلت منتخب الأفيال في ورطة عندما حل في المركز الثالث وخسروا بشكل مبدئي بطاقتي التأهل عن مجموعتهم وباتوا في انتظار هدية من الآخرين للتأهل ضمن أفضل ثوالث بعد توقف رصيدهم عند الثلاث نقاط فقط.
وقبل تأهل الأفيال من عدمه اتخذ الاتحاد الإيفواري قرارًا مفاجئًا بإقالة المدرب الفرنسي «جيان جاسكيه» من منصبه وتعيين المدرب المساعد «إيمرس فاي» الذي تولى المهمة ونجح في ذلك.
هدية زياش
بدأتْ الأحداث الدرامية في التصاعد، فمنتخب غانا كان متقدمًا أمام منتخب موزمبيق في المجموعة الثانية حتى الدقيقة 90، قبل أن يستقبل هدفين في دقيقتين، أحدهما من خطأ لحارس غانا تحوَّل لركلة ركنية انتهت بهدف، ليتوقف رصيدهم عند نقطتين ويبتعدون عن منافسة الأفيال..واكتملت الدراما بتأهل صعب من عنق الزجاجة للمنتخب الإيفواري بعد فوز المغرب على زامبيا بنتيجة هدف لصفر حمل توقيع حكيم زياش، الذي كان نقطة تحوَّل قادت الأفيال للعبور لثمن النهائي.
اسقاط حامل اللقب.. وعبور مالي
بعد ضمان التأهل انتفضت الأفيال بعد عبور مرحلة المجموعات، لكن المهمة لم تكن سهلة بمواجهة السنغال حامل اللقب فأسقطه بسيناريو درامي آخر بعد التعادل في الدقيقة 88 من ضربة جزاء قبل التأهل بركلات الترجيح..واستمرت مغامرة الأفيال بعبوره عقبة مالي بهدف في الثواني الأخيرة بعد امتداد اللقاء للوقتين الإضافيين في الدقيقة 120 بهدف عمر «دياكاتي».
هالر يصنع الفارق
صنع «سباستيان هالر»، الفارق في موقعة نصف النهائي بهدف رائع سجله في مرمى الكونغو الديمقراطية..وأكمل «هالر»، صحوته بهدف مميز هز به شباك نيجيريا قبل دقائق من النهاية، ليمنح الأفيال اللقب، ويعود مرة أخرى للحياة، بعدما كان مريضًا بالسرطان، وعلى وشك إنهاء مسيرته، وتشهد عودة الأفيال للحياة بعدما كانوا على وشك الموت في البطولة.
ثلاثي التتويج
أسهم ثلاثي الدوري السعودي بقوة في قيادة الأفيال لاستعادة اللقب القاري، سواء بالتسجيل أو صناعة الأهداف، أو حتى على المستوى الدفاعي..شارك «كيسيه» في المباريات السبع التي لعبها منتخب كوت ديفوار في البطولة، بواقع 6 مباريات كأساسي، وواحدة كبديل، فيما سجل هدفين، أحدهما في النهائي، وصنع هدفًا.
هدف زياش نقطـة
عبــــور للدور الثــــاني
من جانبه، خاض «فوفانا» المباريات السبع ضمن التشكيل الأساسي، حيث سجل هدفًا، وصنع آخر .. «كونان» بدوره لعب أيضًا المباريات السبع أساسيًا، وقاد الأفيال للخروج بشباك نظيفة في مباراتين، دون أن يقدم مساهمات هجومية.
أبرز مشاهد كان 2023
المرابطون .. آفاق جديدة
كان عام 2019 هي المرة الأولى في تاريخ منتخب موريتانيا من أجل التأهل لكأس أمم أفريقيا وشارك في نسخة العام الحالي بآمال جديدة وطور من أدائه..وواصل منتخب «المرابطون» البحث عن أول فوز في تاريخه بالبطولة، ليتحقَّق الانتصار في آخر مباراة بدور المجموعات على حساب المنتخب الجزائري بهدف لصفر حيث تأهل الفريق إلى دور الستة عشر ليواجه منتخب الرأس الأخضر لكنه لم ينجح في تحقيق نتيجة إيجابية أمامه وودع الكان غير أنه كتب التاريخ في البطولة بأدائه الرائع.
غانا .. الحاجة للتغيير
كانت البطولة جديرة بالنسيان بالنسبة لغانا بعد فشل الفريق في الصعود من دور المجموعات بعد تعادلين وهزيمة..وعانت غانا التي لعب لها محمد قدوس نجم وستهام والمخضرم جوردان أيو لاعب كريستال بالاس ومهاجم أتليتك بيلباو إنياكي ويليامز، وتمت إقالة مدربه كريس هويتون، بعد 12 شهرًا فقط في المهمة.
ومن المنتظر أن يبدأ المنتخب الغاني رحلة البحث عن مدرب جديد قبل عودة تصفيات كأس العالم 2026 في يونيو المقبل.
الأولاد يتحدون الصعاب
لم يتوقع الكثيرون أن يتأهل منتخب جنوب أفريقيا للدور قبل النهائي من البطولة، لكن منتخب «الأولاد» خطف الأنظار .. وجاءت أكبر التحديات في دور الستة عشر حينما واجه المنتخب المغربي، رابع مونديال 2022، لكن هدفي «ماكجوبا، وتيبوهو موكينا» منحا الفريق فوزًا بنتيجة هدفين نظيفين .
