ايام معدودات تفصلنا عن قدوم اول ايام عيد الفطر المبارك والكل يتجهز لاستقباله بل ومحاولة استقباله بشكل اللائق من شراء الملابس واعداد الحلويات بل وحتى كيفية قضاء ولكن تبقى ( العين بصيره واليد قصيره ) امام تغول اسعار هذه الايام وبشكل فاحش وموجع جعل من العيد يأخد منحنى اخر بعيد كل البعد عن عيد زمان ونكهة زمان وعدات زمان لاادري اين مكمن الخلل بتحديد ولكن كل ماندركه ان عيد اليوم غير عيد زمان ايام كان رب الاسرى لا تشكل بدلة طفله عبئ عليه وكان الطفل يفرح بلباس عيده ( وتبات معاه تلاته ايام ) بجانبه ينتظر ليلة العيد ( يلي مايرقدش فيها اصلاً ) ينتظر فيها اذان الفجر بدقائق والتواني ايام حلويات العيد كانت مقروض والغريبه الفايحه بسمن واللوز وسفر الحلويات الكبيره التي تمر بشارع ذهاباً واياباً فوق رؤس اطفال الحي في صوره ترسم ملامح الفرح والبهجة بقرب العيد قبل ان تغزونا غريبه النوتيلا والسابلي وقوارب الشلاطه المحشيه وقبل ان تتبدل حلوة شاكار التي تتزين بها محلات باب الحريه الى ماكرون وماركات الشكلاطه الايطاليه المتنوعه
ايام المعايده من ساعات الفجر الاولى لم يطق باب الحوش ويخش الاحباب والجيران والاصحاب بأصوت جهورا وضحكاتهم تتخلل كل غرف واركان البيت لتتبدل اليوم الى معايدات الكترونيه بحثاً برساله واحده وضغطة زر واحده يتم ارسالها لكل الاقارب والمعارف ، نعم فتطور الحياة غير كل هدا الملامح وجعلها تتسم بطابع تكنولوجي بحث فكشفت لنا هده التكنولوجيه الوجه الامبالي فينا فبات العيب فينا لا في التكنولوجيه
وبغض النظر عن هذا وذاك وعن رمزية العيد التي تغيرت فينا وقاربت على تغير حتى هويتنا وتحريفها تبقى الاشكاليه الكبرى وهي مشكلة الاسعار الملتهبة التى ان بقت على هدا الحال فأنها كفيله بالقضاء على ماتبقى من فرحة العيد التي مزال البعض منا يحاول التشبت بها قدر المستطاع حتى لا تضيع خصوصيه تلك الهوية ولكن التيار بات صعب ومرهق امام المواطن البسيط وكما سبق ان قلنا في العديد من المرات بان هدا المواطن بات عاجزاً امام تغول الاسعار فرغم من زيادت المرتبات التي لم تستطع مواكبة الزياده الرهيبه في اسعار المواد الغدائيه والحلويات والملابس وخاصة الاخيره ونقصد هنا ( اسعار الملابس ) التي يعتبر موسم عيد الفطر الاكتر طلب عليها وهوا ماجعل من العديد من الاسر عبر السنوات الاخيره تفتقد الحصول على ملابس عيد اطفالهم وتقفل على نفسها ابواب منازلها بدون ان يدري بيهم احد ، فكم من رب اسره بكا قهراً وكم من طفلً نام ليلة العيد بدون بدلة عيد ولا عيديه يفرح بها
المشكله باتت مرتيطه ارتباطا وثيقاً بالمناحي الاقتصاديه ولنكن منصفين ومقرين بأن الاوضاع تغيرت تغيراً كبيراً بعد 2011 فأزدادت سوءً وبرز نظام الطبقي بشكل فادح ومخجل خاصة لأصحاب دوي الدخل المحدود وأبرزهم فئة الضمان والتضامن، فالسوق بات يضج اليوم بالاسعار الفلكية والماركات العالمية التي لايستطيع الكل حصول عليها وهدا ماقصدته قبل قليل بأننا اصبحنا نعاني من نظام طبقي لامحال فهناك فئه لاتشتري سوى ( الكوست و next وكارجا ومايكل كورس واسوس وموتسون وفرزادجي وديور وزارا وغيرها ) وهناك وسط ممن يكتفي بشراء التركي واخر طبقه تكتفي بصيني وماهو معروض على ارضيات الباعه الصغار الذين لا يهمهم سوى هامش الربح البسيط وفي ذات الوقت يفرح المواطن البسيط الغلبان بما هو معروض عندهم لانه فقط يناسب قدرته الشرائيه التي فرضتها الظروف الاقتصاديه الراهنة رغم ان هناك حزمه من الحلول المطروحه التي يمكن الأخد بها وان اخدنا بها فأنها كفيله بتغير الواقع الشرائي اولهم اننا نمتلك مصنع اسمه مصنع جنزور للغزل والنسيج الذي يمكننا الاستفاده منه بصيانته وتمويلهم فمن ناحيه يمكن استغلاله لصناعة الملابس خاصة واننا نمتلك مواهب يمكن تصنيفها بالعالميه في مجال التصميم ومواهب الليبيات في مجال الحياكه متفق عليه ومن ناحية اخرى يمكننا في ذات الوقت خلق العديد من فرص العمل ومن ناحية اخرى ان لنا جاره وهي الشقيقه دولة مصر التي تعتبر اكبر مورد للقطن في العالم هذا من ناحية ومن ناحيه اخرى لحل ازمة استراد الملابس هوا العمل على توفير القروض البسيطه بدل القروض السكنيه وتمويلها بدات فيما يتعلق بالقروض والمصانع والمشاغل الصغرى التي تعمل على ضخ السوق بمنتجات خاصة الملابس كما هو الحال في تركيا ومصر وسوريا والعديد من الدول الاخرى التي اكتفت ذاتياً وصدرت الاسواق العالميه كذلك الى جانب محاولة ضرورة توحيد المؤسسات الاقتصادية والاجهزة الرقابية وتفعيلها الى جانب ضرورة توحيد سعر الصرف ،هذا الغياب المؤسسي عمل بطريقة او بأخرى على زيادة الاسعار وتغولها ،فلاسعار لم تعد اسعار عادية والتخفيضات لم تعد تخفيضات فى حقيقتها بل اوهام يعمل التاجر على بيعها والمتاجرة بها مع المواطن الغلبان التى غالبا مايفرح ويؤمن بها وماهى الا تمويه وضحك على الناس لتوريطهم بطرق دبلوماسية والخدمات الالكترونية ماهى الافخ اخر لترويج خدمة التوصيل التى يشتكى منها الاغلبية العظمى فما ان تصلهم حتى تجدها بشكل اخر فالكثير يعرض المنتج على انه من ماركة كذا ومن بلد كذا لتصل ليد المواطن باسوء شكل ومعها خدمة التوصيل !!!
نعم نكاد نخسر انفسنا بسبب الحاجة فكثرت طرق اللف والدوران والخدع والحيل من قبل التجار وهو مايدفع ثمنها المواطن البسيط الذى ضاع بين متطلبات العيش وسرقت منه فرحة العيد خلسه !!!
منى الساحلى