لم ارغب في منح جسدي للحرب.
شاهدت في تغطية إخبارية ذبابة في فم رجل ميت.
رأيت رجل يُجبر على الركوع
يؤمر بلغة لا يفهمها
ان ينبطح.
الكاميرا إلتقطتْ الرصاصات وهي تدخل عموده الفقري
وقاعدة جمجمته
ثم الرجال يولون الأدبار بعيدًا في العدم.
الكاميرا بدورها استدارت
وركضت عبر سياط اوراق الدغل الخضراء.
لو ظلت لكنا رأينا المطر
يجلد ظهر الجندي غاسلا بزته.
لكنا رأينا جثته فيما
يقتات الدود من قارة لحمه،
لحتى يصبح عظاما،
لحتى يصبح ترابا،
لحتى غنى فراغه.
كنتُ خائفًا من الرجال الذين يمشون،
من رؤية السماء، خفيفة السحب،
فيما الدم ينفر من جسدي.
حلمت بخوذة إلى جوارها قدم مبتورة
وعرفتُ انها لأخي
عجزت عن تذكر اسمه.
تركت فناء المدرسة الثانوية اليانع التعشيب
ماضيا تحت السنديان الباسق
الى مكتب البريد.
عبئت الخانات بحروف اسمي
تطلعت من النافذة رائقة الزجاج
إلى مفترق الطريق،
راية متدلية في الحر،
في الجو الصحو.
تنهدتُ،
اخبرتهم اين اقطن،
انني راغبٌ،
انهم حالما يبعثون البطاقة سأرتدي الحلة العسكرية.
وكنت اكذب.
ما كنت لأنفع في زي المشاة.
ولا رتبة الدموي.
في الاسابيع التي تلت
شعرتني محتلاً،
محكوماً بالصمت مثل قوقعة ملساء
تردد صدى البحر،
كجرة مفتوحة.
ابتدأ فراغ فمي.
اردت القول انني رأيت شجرة الليل،
هامتها تحضن النجوم المهيبة،
بدايتها مؤرخة في الحلقة الداخلية
و ما قلت شيئا.
رأيت اننا كنا النص الغابر.