رأي

خارج الصندوق

هاشم شليق

محطة

نمط‭ ‬الدراسة‭ ‬حتى‭ ‬الظهيرة‭ ‬تم‭ ‬اعتماده‭ ‬قديما‭ ‬ليلائم‭ ‬العمل‭ ‬الفلاحي‭..‬واليوم‭ ‬ولاية‭ ‬بافاريا‭ ‬تقدمت‭ ‬على‭ ‬الولايات‭ ‬الألمانية‭ ‬الأخرى‭ ‬نتيجة‭ ‬طول‭ ‬اليوم‭ ‬الدراسي‭..‬وتوجد‭ ‬في‭ ‬اليابان‭ ‬أطول‭ ‬فترات‭ ‬الدراسة‭ ‬في‭ ‬العالم‭..‬كما‭ ‬يدرس‭ ‬الطلاب‭ ‬في‭ ‬سنغافورة‭ ‬50‭ ‬ساعة‭ ‬أسبوعيا‭..‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬فإن‭ ‬قرار‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬بشأن‭ ‬تجربة‭ ‬اليوم‭ ‬الدراسي‭ ‬الكامل‭ ‬يساعد‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬العاملين‭ ‬ببعض‭ ‬القطاعات‭ ‬كالصحة‭ ‬والأمن‭ ‬والكهرباء‭ ‬والسلامة‭ ‬المهنية‭ ‬وغيرها‭..‬كذلك‭ ‬المرأة‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬التوفيق‭ ‬بين‭ ‬واجباتها‭ ‬العائلية‭ ‬والعملية‭..‬وبالتالي‭ ‬الإستغناء‭ ‬عن‭ ‬الجلوس‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الأبناء‭ ‬لإنجاز‭ ‬الواجبات‭ ‬المنزلية‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬للطلاب‭ ‬أداء‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬المدرسة‭..‬كما‭ ‬سيخفف‭ ‬من‭ ‬ساعة‭ ‬الذروة‭ ‬عند‭ ‬عودة‭ ‬الموظفين‭ ‬إلى‭ ‬منازلهم‭..‬وبالنسبة‭ ‬للكوادر‭ ‬التعليمية‭ ‬يمكنهم‭ ‬التناوب‭ ‬بين‭ ‬فترتي‭ ‬المناهج‭ ‬العلمية‭ ‬وغيرها‭ ‬الأدبية‭..‬

المناخ‭ ‬المدرسي‭ ‬الجديد‭ ‬سوف‭ ‬يقود‭ ‬الطالب‭ ‬إلى‭ ‬مسايرة‭ ‬الصف‭ ‬الذي‭ ‬يتعلم‭ ‬فيه‭ ‬ولا‭ ‬يتخلف‭ ‬عنه‭ ‬حيث‭ ‬ستوفر‭ ‬المساحة‭ ‬الزمنية‭ ‬الكبيرة‭ ‬آفاق‭ ‬التفكير‭ ‬خارج‭ ‬الصندوق‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يفرضه‭ ‬الوعاء‭ ‬الزمني‭ ‬القصير‭ ‬للحصص‭..‬من‭ ‬خلال‭ ‬إتاحة‭ ‬فرص‭ ‬النقاش‭ ‬وإقامة‭ ‬ورش‭ ‬عمل‭ ‬بما‭ ‬يحقق‭ ‬إنتاج‭ ‬وإبداع‭ ‬الطلاب‭ ‬أنفسهم‭..‬وينتهي‭ ‬بالتالي‭ ‬أسلوب‭ ‬التلقين‭ ‬والتلقي‭ ‬الذي‭ ‬يؤثر‭ ‬سلبا‭ ‬على‭ ‬التركيز‭ ‬وتوصيل‭ ‬المعلومة‭ ‬للطالب

بسبب‭ ‬زمن‭ ‬الدرس‭ ‬المحدود‭..‬كما‭ ‬سيعيش‭ ‬الطلاب‭ ‬تجارب‭ ‬يومية‭ ‬إجتماعية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬طول‭ ‬مدة‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬بعضهم‭ ‬البعض‭..‬واعتبار‭ ‬المدرسة‭ ‬فعلا‭ ‬وطنهم‭ ‬الصغير‭ ‬ليغمرهم‭ ‬شعور‭ ‬عميق‭ ‬بالإنتماء‭.. ‬

ذلك‭ ‬سيساهم‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬الرفع‭ ‬من‭ ‬التحصيل‭ ‬العلمي‭ ‬المتدني‭ ‬الذي‭ ‬يواجهه‭ ‬الطلاب‭ ‬عند‭ ‬عتبة‭ ‬التعليم‭ ‬الجامعي‭..‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الوعاء‭ ‬الزمني‭ ‬الممتد‭ ‬سيتيح‭ ‬الإهتمام‭ ‬بمواد‭ ‬الرسم‭ ‬والموسيقى‭ ‬والتدبير‭ ‬المنزلي‭ ‬وإقامة‭ ‬أيام‭ ‬رياضية‭ ‬وأحياء‭ ‬مهرجانات‭ ‬ثقافية‭ ‬وأدبية‭ ‬والخروج‭ ‬في‭ ‬رحلات‭ ‬مدرسية‭..‬

كذلك‭ ‬سوف‭ ‬تنتفي‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬الدروس‭ ‬الخصوصية‭ ‬ودورات‭ ‬التقوية‭ ‬المنهجية‭ ‬التي‭ ‬تثقل‭ ‬أعباء‭ ‬الأسرة‭ ‬معنويا‭ ‬وماديا‭..‬كما‭ ‬تقل‭ ‬فترة‭ ‬بقاء‭ ‬الطالب‭ ‬أمام‭ ‬شاشة‭ ‬النقال‭ ‬فيما‭ ‬لا‭ ‬يفيد‭ ‬ويبدأ‭ ‬في‭ ‬إستخدام‭ ‬الوسائط‭ ‬التفاعلية‭ ‬الإلكترونية‭ ‬بما‭ ‬يخدم‭ ‬مصلحته‭ ‬المستقبلية‭..‬وأخيرا‭ ‬الابتعاد‭ ‬أكثر‭ ‬عن‭ ‬الخروج‭ ‬العشوائي‭ ‬إلى‭ ‬الشارع‭ ‬لما‭ ‬قد‭ ‬يجلبه‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬سلبية‭..‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى