الرئيسيةمقابلة

القائم بأعمال السفارة الصينية في ليبيا “وانغ تشيمين” لـ”فبراير”: وقف التدخل العسكري والسياسي الخارجي سبب مهم لحل المأزق الليبي

 

القائم بأعمال السفارة الصينية “وانغ تشيمين” لـ”فبراير”: وقف التدخل العسكري والسياسي الخارجي سبب مهم لحل المأزق الليبي

أجرى اللقاء: إبراهيم أبوعرقوب

تلقى القائم بأعمال السفارة الصينية لدى ليبيا “وانغ تشيمين” أسئلة بغرض إجراء مقابلة صحفية مكتوبة من صحيفة فبراير، ورد علينا سيادته يإجاباته على أسئلتنا، حول الملف الليبي والعلاقات الصينية الأفريقية في العصر الجديد ونتائج التعاون الصيني الأفريقي، ومسألة تايوان.

السؤال الأول، لايزال الوضع السياسي في ليبيا غير مستقر، كيف تنظر الصين إلى الحل في ليبيا؟

إن الوضع الأمني الحالي في ليبيا حساس ومعقد، وتحدث صراعات في المنطقة الغربية بين الحين والآخر، ويعرب الجانب الصيني عن قلقه العميق حيال ذلك. في ظل الظروف الحالية.

يجب على جميع الأطراف في ليبيا ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والامتناع عن اتخاذ أي إجراءات تؤدي إلى تصعيد التوترات وتهيئة مناخ ملائم للعملية السياسية.

ويجب على الدول المؤثرة في الوضع الليبي، أن تلعب دورًا نشطًا في هذا الصدد.

وتشجع الصين جميع الأطراف في ليبيا على الحفاظ على الزخم الحالي للحوار وتسوية مجموعة من المسائل من خلال التشاور بما في ذلك الترتيبات السياسية المستقبلية والقاعدة الدستورية للانتخابات وتوزيع عائدات النفط.

إن الأمم المتحدة هي القناة الرئيسية للتوسط في القضية الليبية. ومن الأهمية بمكان أن يتم تعيين الممثل الخاص في أقرب وقت ممكن وأن تستأنف بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عملها بكامل طاقتها.

لا يمكن حل مسألة ليبيا إلا عن طريق الحوار الشامل الذي يقوده الشعب الليبي نفسه انطلاقا من الظروف الوطنية الخاصة.

ويجب على المجتمع الدولي احترام سيادة ليبيا وقيادتها للعملية السياسية، والاستماع إلى ومراعاة مشاغل جميع الأطراف في ليبيا وتقديم المساعدة البناءة تجنبا لفرض خطط خارجية.

إن التدخل العسكري والسياسي الخارجي سبب مهم لحل المأزق الليبي، وعلى المجتمع الدولي أن يتعلم منه ويتجنب تكرار نفس الأخطاء.

السؤال الثاني، أصبحت العلاقات الودية بين الصين وأفريقيا لا تنفصم مع تعمق التعاون الصيني الأفريقي في السنوات الأخيرة، فكيف تنظر الصين إلى العلاقات الصينية الأفريقية في العصر الجديد؟

لطالما كانت الصين وأفريقيا مجتمعا ذي المستقبل المشترك. قد مكنت التجربة التاريخية المشتركة والنضال المشترك الشعبين الصيني والأفريقي من إقامة صداقة عميقة بينهما. تتحمل كل من الصين وأفريقيا مهمة لتنمية الدول وتحسين معيشة الشعب.

التعاون والتنمية بين الصين وأفريقيا لهما احتياجات متبادلة ويكمل كل منهما مزايا الآخر، مما  يخلق فرصة تاريخية نادرة .

في نوفمبر 2021 ، عُقدت الدورة الثامنة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي بنجاح، حيث  طرح الرئيس الصيني  “شي جينبينغ” في كلمته في حفل الافتتاح روح الصداقة والتعاون بين الصين وأفريقيا التي تتمثل في “الصداقة المخلصة والمعاملة المتساوية والمنفعة المتبادلة والتنمية المشتركة ودعم الإنصاف والدفاع عن العدالة والتكيف مع التغيرات والانفتاح والشمولية”، كما طرح أربعة مقترحات حول بناء مجتمع الصيني الأفريقي ذي المستقبل المشترك في العصر الجديد، وهي متمثلة في “التضامن لمكافحة جائحة فيروس كورونا المستجد وتعميق التعاون العملي  وتعزيز التنمية الخضراء  والحفاظ على الإنصاف والعدالة “.

وأعلن أن الصين ستتعاون مع أفريقيا في تنفيذ ” تسعة مشاريع ” بشكل مشترك في الصحة والحد من الفقر والزراعة وتعزيز التجارة وحملة الاستثمار والابتكار الرقمي والتنمية الخضراء  وبناء القدرات والتبادلات الإنسانية والثقافية والسلام والأمن، الأمر الذي يجسد بجلاء التصميم  القوي للصين وأفريقيا على السعي لتحقيق التنمية المشتركة ومواجهة التحديات وتقاسم الفرص في العصر الجديد.

تدافع الصين وأفريقيا عن التعددية الحقيقية والإنصاف والعدالة الدولية، إذ يلتزم الجانبان بالمطالبات العادلة للصين والدول الأفريقية والدول النامية، ويدفعان بتطور النظام الدولي في اتجاه أكثر عدلاً ومعقولية.

إن الجانب الصيني على استعداد للعمل مع الجانب الأفريقي لتشجيع المزيد من البلدان والمنظمات الدولية على الانضمام إلى مبادرة التنمية العالمية و “مبادرة الشراكة لدعم تنمية أفريقيا”، وذلك لتشكيل تآزر أقوى من المجتمع الدولي لدعم تنمية أفريقيا.

السؤال الثالث، هل يمكنك إعطاء مقدمة مفصلة عن إنجازات التعاون الصيني الأفريقي؟

وفقا للكتاب الأبيض “التعاون الصيني الأفريقي في العصر الجديد” الصادر عن مجلس الدولة الصيني، فإن العلاقات الصينية الأفريقية تمر حاليا بأفضل فترة في التاريخ.

تتمتع الصين وأفريقيا بدرجة عالية من الثقة، وانتشرت إنجازات التعاون الصيني الأفريقي في جميع أنحاء أفريقيا، مما يعود بفوائد ملموسة على الشعبين الصيني والأفريقي.

تتعمق الثقة السياسية المتبادلة بشكل مستمر. قد أنشأت الصين لجانًا ثنائية أو مشاورات دبلوماسية أو آليات حوار استراتيجي مع 21 دولة أفريقية ومفوضية الاتحاد الأفريقي، وأنشأت لجان الاقتصاد المشتركة مع 51 دولة أفريقية.

ودخلت العلاقات الصينية الأفريقية أفضل فترة في التاريخ. كما يتطور التعاون الاقتصادي بسرعة.

وظلت الصين أكبر شريك تجاري لأفريقيا لمدة 13 عامًا متتاليًا منذ عام 2009.

وفي عام 2020، على رغم من تأثيرات جائحة كوفيد-19، بلغ الاستثمار الصيني المباشر الجديد في إفريقيا 4.2 مليار دولار أمريكي، ما يعادل 56 ضعفًا عن عام 2003، وهذا ما يعكس تمامًا مرونة وتكامل التعاون الصيني الأفريقي. ويستمر التعاون الاجتماعي في التعمق.

أقامت الصين آليات تعاون نظيرة مع 45 مستشفى أفريقيًا في 40 دولة أفريقية، ودعمت تطوير التعليم في إفريقيا من خلال مشاريع مثل “خطة التعاون بين الجامعات الصينية والأفريقية 20 + 20″، وساعدت الجزائر والسودان وغيرهما من الدول الأفريقية الأخرى على إطلاق أقمار صناعية، ووقعت 15 وثيقة تعاون مع 14 دولة أفريقية لمكافحة تغير المناخ.

ويتوسع التعاون الإنساني والثقافي يوما بعد يوم.

بحلول ديسمبر 2020، لقد وقعت الصين وأفريقيا ونفذتا 346 خطة تنفيذية للاتفاقيات الثقافية الحكومية الثنائية، وانضمت 30 وسيلة إعلام أفريقية إلى تحالف التعاون الإخباري لمبادرة “الحزام والطريق”، وشاركت 42 دولة أفريقية في منتدى التعاون الإعلامي لمبادرة “الحزام والطريق”. قامت مؤسسات البحث الأكاديمية ومراكز الفكر والجامعات بأشكال مختلفة من التعاون مثل أبحاث المشاريع والتبادلات الأكاديمية. لقد توسع التعاون في مجال السلام والأمن بشكل مطرد. تدعم الصين الدول الأفريقية لتعزيز الدفاع الوطني والبناء العسكري من خلال التمارين والتدريبات المشتركة والزيارات المتبادلة للسفن وما إلى ذلك، وتدفع بتنفيذ مشاريع المساعدة الأمنية في مجالات التشارك في بناء “الحزام والطريق”، والأمن الاجتماعي، ومكافحة الإرهاب، ويساعد البلدان الأفريقية في تدريب الأفراد العسكريين.

تتمتع الصين وأفريقيا بآفاق واسعة لتعميق التعاون الودي والعملي. تتماشى مبادرة التنمية العالمية التي اقترحها الرئيس الصيني “شي جينبينغ” إلى حد كبير مع متطلبات الشعب الأفريقي في التنمية، مما يضخ الثقة والقوة في جهود أفريقيا لسد فجوة التنمية وتنشيط قضية التنمية. في إطار مبادرة التنمية العالمية، ينبغي توطيد الأساس السياسي.  يجب التنفيذ الفعال لـ “المشاريع التسعة”، وربط وثائق مثل خطة عمل داكار (2022-2024) ورؤية التعاون الصيني الأفريقي لعام 2035 بالاحتياجات الفعلية لأفريقيا، والدفع بتسريع تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة والمتوازنة والشاملة في أفريقيا. يتضمن التعاون الصيني الأفريقي في العصر الجديد التراكم التاريخي للصداقة التقليدية بين الصين وأفريقيا ويضع معيارًا عصريا لتعاون المجتمع الدولي مع إفريقيا، إنه السبيل الوحيد أمام الصين وأفريقيا لتحقيق التنمية المشتركة. وسيضع أساسًا ماديًا أكثر صلابة لبناء أوثق مجتمع صيني أفريقي ذي مستقبل مشترك. كما أنه سيضخ القوة في تعزيز النهوض الجماعي للدول النامية وتعزيزه ميزان القوى الدولية للتطور في اتجاه أكثر توازنا.

السؤال الرابع، زارت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي تايوان مؤخرًا، هل يمكنك توضيح موقف الصين من مسألة تايوان؟

لا توجد في العالم سوى صين واحدة، وإن تايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الإقليمية الصينية، وإن حكومة جمهورية الصين الشعبية الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل الصين بأكملها. وأقامت 181 دولة من بينها ليبيا علاقات دبلوماسية مع الصين على أساس مبدأ الصين الواحدة الذي يعتبر توافقا عاما لدى المجتمع الدولي ومن المبادئ الأساسية للعلاقات الدولية. منذ زيارة نانسي بيلوسي لمنطقة تايوان الصينية، أعربت أكثر من 170 دولة عن أصواتها العادلة، منددة بزيارة بيلوسي إلى تايوان واصفة إياها بأنها استفزاز خطير، وأعادت التأكيد بالإجماع على التزامها بمبدأ الصين الواحدة ودعم الصين في الحفاظ على سيادتها وسلامة أراضيها.

يكون موقف الحكومة الصينية والشعب الصيني من مسألة تايوان ثابتا ودائما، وإن الدفاع بحزم عن سيادة البلاد وسلامة أراضيها يمثل إرادة راسخة للشعب الصيني البالغ عدده 1.4 مليار نسمة، وإن تحقيق إعادة التوحيد الكامل للوطن يمثل رغبة مشتركة وواجبا مقدسا لجميع أبناء الشعب الصيني.

إن إرادة الشعب لا تقاوم، وإن التوجه العام لا رجعة فيه. ولا يمكن لأي دولة أو أي قوة أو أي شخص أن يخطئ في تقدير العزيمة الثابتة والإرادة الراسخة والقدرة القوية للحكومة الصينية والشعب الصيني على الدفاع عن سيادة البلاد وسلامة أراضيها وتحقيق إعادة توحيد البلاد ونهضة الأمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى