الكاتب والأديب أمين مازن يكتب.. التير والباقيات والوطن
أفلحت الجمعية الليبية للآداب و الفنون في التغلب على أزمة المكان التي تحول بينها و بين مواصلة موسمها الثقافي، جراء المنافسة غير المتكافئة بينها و بين الأوساط المتنفذة التي جعلتها لدى مسئولي مشروع المدينة القديمة تُقابَل بكثير الحذر الذي يضطرها للقبول بأصعب الشروط و قل مثل ذلك على القبة الفلكية التي ينشد الهيمنة عليها أكثر من طرف متنفذ، فاستطاعت أن تعقد ندوتها المبرمجة حول كتاب الدكتور مصطفى التير عن الثورة الليبية مساء الثامن و العشرين من فبراير حيث استمع جمهور الحاضرين إلى خمسة أوراق مكتوبة بالإضافة إلى تعليقات الصالة و تعقيب المؤلف، مما جعل المنشط يفقد قدرته على الإثراء المطلوب، حيث رأينا مشاركاً مثل إبراهيم حميدان يضطر إلى استبعاد معظم النقاط التي حَضّرَها، في حين استهلك الباحث الباروني وقته في غير محتويات الكتاب، و كذلك فعلت فاطمة غندور التي انصرفت إلى ما لاحظت من إهمالٍ لدور المرأة، فكان في إصرار رضا بن موسى عن الخوض في إشكالية الخلاف حول المنهج الوصفي الذى بدا له فى الكتاب والتحليلى الذى يدعو له ويتحرك من خلاله، فبدت ورقته تدعوه أيضاً إلى ضرورة العوده إليها وإعدادها مكتوبه عسى أن تدفع المؤلف الى التدقيق الذى يحتاجه الموضوع و لدى التير الكثير منه دون ريب. لقد ذكرنى موقف رضا هذا بآخر توقفت عنده عشية عقدنا لندوة “مجتمعنا و المستقبل“، تحت مظلة رابطة الأدباء والكتاب، شارك فيها التير كعادته بجدية وحشد لنا عدداً من أصدقائه البررة فكان أن وجد الى جانب رضا أمثال عمر الككلى ومنصور أبوشناف ونوري الماقنى فرصتهم للإدلاء بما لديهم من أراء تشكك فى جدوى السياحة كمشروع تنموى تبناه التير، ويومئذ وظّفت موقعي لاعتبار السياحة فضاء من فظاءات التفتح و بالضرورة التنوع مما دُوِّنَ بالكامل فى مجلة (لا) حينما آلت للرابطه فتعطلت فى الطباعه إلا أنها عوضت باصداربعض الأعداد المميزة التى يمكن الرجوع اليها وبعث حوار مع هذا المثقف الذى يحتاز على كل ما يبعث على التعاون فى مجال العلم وربما العمل أيضاً إذا ما استفدنا من شروط الواقع التى تحذر من التقوقع وعدم إعطاء الفرصه لهواة الخلافات المصطنعه والصراع السابق لأوانه، واذا كان الحوار قد أستدعى على لسان البارونى شخصية الشيخ الراحل على يحيي معمر، فلاشك أن اللقب يذكرنا بالمحاسب الكبير طارق البارونى أخر وزير للصناعة قبل سبتمبر 69 الذى لم يُعرف عنه سوى أنه ليبي بامتياز، واذا كان الوقت لم يسمح للمشاركين فى الندوة بإكمال أحاديثهم فلا شك أن فضاءات التواصل الأجتماعي تسمح لهم بتدوين مالديهم ومراسله بعضهم البعض، وإذاك لن تفلح المنافسات غير المتكافئة في الحيلولة دون الدور المطلوب و لا الغياب الصحفي المتمثل في واجب البحث عن الأوراق و نشرها بما يحفظ الحق الأدبي و المادي في هذا الزمن الذي يخصص في ميزانيات البلد المال الكثير فيما لا يصل مستحقيه حتى الأقل من النُزُر اليسير. و ليسلم “مصطفى” بعد كل الألقاب المواقع و العهود و القرابات و الباقيات الصالحات عند الله و الوطن.