محطة
في عام 1963 ظهرتْ امرأة في إعلان بجريدة )مانزفيلد( وهي تحملُ قطعةً إلكترونيةً بحجم «كفة اليد»..مكتوب أسفل الصورة «سوف يكون معكَ هاتفًا في المستقبل تستطيع حمله في جيبكَ»..ربما وقتها كان إعلانًا عابرًا..مثلما اليوم الذكاء الاصطناعي لا يلفت الكثير من إنتباه رجل الشارع..لأنه غاب علينا عند بداية تغلغله في مفاصل العالم..بسبب قلة الإعلانات حوله وقتها بهدف الاحتكار والسيطرة..
اليوم شركات تواصل اجتماعي عملاقة بدأتْ بإعلان واحد ومستمرة في تمويل ذاتها بالإعلانات للحفاظ على مليارات المتابعين..حيث تبنتْ منذ البداية نشر محتوى وراءه إعلان وكلاهما في مساحات زمنية قصيرة..فبسبب التسارع لم يعد للمتابع وقت إلا للمنتج الفقاعة من المقروء، أو المسموع أو المرئي..
وكنموذج على توازي ولنقل دمج سرعة الإعلان مع مضمون المحتوى في قالب واحد..أعلنتْ شركة «قوقل» عن تطوير أداة ذكاء اصطناعي جديدة تسـمـى )جينيسيس( تعمل بمساحة مادة إعلانية من حيث الوقت..فهي تساعد أي شخص على جمع المعلومات بوفرة..مثل تفاصيل الأحداث الجارية في مختلف المجالات ومن ثم يمكن تحرير خبر، أو صياغة نص، أو دراسة جدوى أو حتى إعداد مشروع تخرج في ثوانٍ..وكمثال على كسب الوقت رفقة مزيج إعـلاني وبـمساعدة الذكاء الاصـطـناعي تـمـكنتْ وكـالــة )اسوشيتيد برس( من زيادة تغطية التقارير الفعلية لأرباح الشركات إلى 4400 قصة بعدما كانت 300 فقط..كما تستعين صحيفة )واشنطن بوست( «بروبوت» مراسل استطاع إنتاج أكثر من 800 تقرير صحفي حول الألعاب الأولمبية الصيفية..وتبني شركة )رويترز( الإخبارية أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها بنفسها..بينما تشتري وكالات إخبارية أخرى الأدوات من الشركات الناشئة، والبائعين في السوق المفتوحة ويتعامل البعض الآخر مع مؤسسات بحثية وأكاديمية بهدف التطوير..
بلادنا في موقع متقارب وبدأتْ في بناء أرضية لمواكبة كل جديد في عالم المعلوماتية..فالبمقارنة هناك 2.5 مليار شخص في العالم يعيشون في فجوة رقمية.
وتظل أهمية الإعلانات في كونها تمول الصحافة الرقمية أولاً..وثانياً لخدمة وضمان استمرارية مطبوعاتها الورقية.. ففي ظل زحف الرقمنة واستقاء المواطن لكل شيء من النقال..فقد حدث وإنّ عدة جرائد عالمية سمع كوادرها عبارة )أوقفوا الطباعة(..