ارتبط شهر رمضان بتقليد أو مهنة لازمته منذ سنواته الأولى، وهي مهنة «المسحراتي»، أو تنبيه الناس لوقت السحور..
ولازال تاريخ وعصر بداية مهنة «المسحراتي» في التاريخ الإسلامي مجهولاً حتى الآن..
وتعود مهمة «المسحراتى» إلى عهد الرسول صلى الله عليه الصلاة والسلام، فقد كان بلال، وابن أم كلثوم، يقومان بمهمة إيقاظ المسلمين للسحور.، فبلال كان يؤذّن اﻵذان الأول فيتناولوا السحور، وابن أم كلثوم يؤذن بعد ذلك اﻵذان الثاني فيمتنعوا عن تناول الطعام..
وليبيا كغيرها من البلدان الإسلامية كانت تعرف «المسحراتي» أو «الطبيلة» خلال ليالي شهر رمضان، وتعد مهنة تمارسها عائلات معينة، تتوارثها جيلاً بعد جيل..
وكان «المسحراتي» يلف الأحياء في الليل وهو يضرب على الطبل ويردد مقاطع واهازيج يصح الناس عند سماعها، وينتبهون لتناول وجبة السحور، التي أوصى بها الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، في الحديث الشريف :
)تسحروا فإن في السحور بركة(..
ويستمر «المسحراتي» في عمله طيلة ليالي الشهر الكريم، وهو يضرب على الطبل أو الباز، منادياً :-
«شهر الخير يا شهر الخير … قوموا للسحور يامسلمين
ساهر الليل يا ساهر الليل… يا دار البركة يا دار الخير
قوموا للسحور يا مؤمنين”.
حتى يستبدله ليلة العيد بآلة نفخ مثل الزكرة، أو المزمار، ويتبعه الأطفال مرددين وراءه ما يتغنى به، فرحين بقدوم العيد وارتداءهم للملابس الجديدة..
ومع التطور التقني، وتعدد وسائل التنبيه، صارت مهنة «المسحراتي» تختفي تدريجياً، إلا في بعض الأماكن، ليس للحاجة، بل كجزء من التراث خلال شهر رمضان..