توجد حياة بالمدينة لكن بلا مقومات
جفاف الآبار وغلاء أسعار الأعلاف دفع المربين لبيع مواشيهم
نقلص عدد القطعان نتيجة التصحر وانعدام الماء
مدينة بدر هي احد المدن التابعة لبلدية باطن الجبل التابعة واغلب سكانها من قبيلة الصيعان وتتكون من قبيلة أولاد امحمد وقبيلة أولاد شرادة ويقطنها قرابة 13000 ثلاثة عشر الف نسمة وتشتهر بدر بتربية الاغنام والابل والزراعة ويحيط بضواحيها أيضاً عدد من العيون المائية مثل عين الخنجاري وعين حوار وعين غراب وكما يوجد أيضاً بضواحيها الهنشير وقصر الحمراء وقصرالوطية وحمام بدرالكبريتي المعروف بالفوار ناهيك عن الموروث الشعبي والثقافي والفني الذي تشتهر به هذه المنطقة مثل الشعر الشعبي فهناك عدد كبير من الشعراء الشعبيين المعروفين على الصعيد الفني والمحلي والدولي والفنانين في مختلف الفنون الشعبية ولاسيما أيضاً الفنون التشكيلية كالرسم والخط العربي وهناك مواهب شابة تمنتهن العديد من الحرف المهنية ، ويوجد ببدر كلية للعلوم والآداب ومعهد عالي للمهن الشاملة ومعهد بدر للمهن المتوسطة وعدد من المؤسسات التعليمية والثانويات ومديرية أمن باطن الجبل ومركز شرطة ومركز للحرس البلدي ومكتب للرقابة الادارية ومركز للشرطة الزراعية ومخزن للسلع التموينية وادارة المهن المتوسطة ومكتب لمكافحة المخدرات ومكتب للبريد والاتصالات ومركز صحي متوقف عن العمل ومشروع للنخيل والزيتون ومشروع بدر الزراعي ومعسكر ومصرف الجمهورية فرع بدر ومصرف شمال افريقيا فرع الصيعان ومراقبة التربية والتعليم باطن الجبل ومكتب للجمارك ودائرة لتوزيع الكهرباء وكما يوجد بالمنطقة راديو شروق الصيعان ومركز لتطوير الاعلام وقسم للإسعاف والطوارئ ومكتب للسجل المدني ومكتب للسجل العقاري ومكتب للمواصلات ومكتب للتفتيش التربوي و قرابة 8 مساجد 2 مساجد أخرى تحت الانجاز وبعض من الادارات والمكاتب الاخرى ويوجد بها عدد من الآبار المائية والجوفية وهي جافة و متوقفة منذ سنوات
وموضوع المياه يقودنا للحديث من اهم ما يعانيه مُربو الاغنام وهم المكون الاساسي لسكان المدينة من غلاء اسعار الاعلاف وقلة هطول الغيث لسنوات طويلة الأمر الذي دفعهم لبيع كل تلك الثروات من المواشي إذ تعتبر ضواحي منطقة بدر من المناطق الرعوية والتي تمتاز بمساحات كبيرة وشاسعة لتربية الاغنام والابل الا ان هناك بعض من الصعوبات التي تواجه المربيين هناك مثل انعدام الابار الجوفية لذلك يعتمدون على البديل وهو نقل المياه عبر صهاريج الشاحنات الكبيرة الصحراوية لمسافات طويلة والتي تقطعها وسط الرمال الوعرة ، ظروفٌ صعبة تثقل كاهل المربين ناهيك عن مشكلة الاعلاف التي كانت تستوردها الدولة وتدعمها عبر الجمعيات التي كانت منتشرة في اغلب المناطق الليبية لكن في السنوات الماضية ارتفعت اسعارها بشكل جنوني و لم تعد في متناول المربين الامر الذي ادى الى ارتفاع أسعار اللحوم في المجازر في مختلف مناطق ليبيا وارتفاع اسعار المواشي بشكل عام .. ويرى اغلب المربين إن الحل يكمن في تدخل الدولة مباشرة ودعم هذا القطاع الحيوي والفلاحين على وجه الخصوص وتذليل الصعاب امامهم
ويرى ناشطون ان الاغنام اصبحت قليلة في ليبيا نتيجة تصحر المناطق الرعوية وقلة هطول الغيث فيها لاكثر من 4 سنوات والامر كما ذكرنا سابقا دفع المربين لبيع مواشيهم فارتفاع سعر الاعلاف في السوق السوداء اثقل كاهلهم ما استحال معه الاستمرار في ممارسة هذا العمل الشريف .
إن هذا الملف المهم الذي يعتبر من الملفات التي يجب الاهتمام به من قبل وزارة الزراعة والثروة الحيوانية فعليها العمل على دعم المربين و حفر آبار للمياه في المناطق الرعوية والصحراوية وتوفير الاعلاف .
وايضاً الاهتمام بالجانب الصحي من خلال فتح عيادات بيطرية تعمل على توفير الادوية للمواشي والابل وتقدم لهم الخدمات البيطرية ومراقبة ومتابعة المواشي عبر مختصين بيطريين فهذا الموضوع لا يُستهان به بل يجب دراسته بشكل دقيق وذلك لاهميته وضرورته . وان توفر هذه الخدمات من الدولة سوف ينتج عنه انفراج ورفاه يشمل كافة المواطنين بليبيا كانخفاض سعر اللحوم وسعر المواشي بشكل تدريجي وهذه المعاناة لاحظناها قريبا من خلال الارتفاع الجنوني لأسعارها خلال موسم عيد الاضحى الماضي كذلك سينتج عنه العودة لارتفاع عدد قطعان المواشي بليبيا والتي اصبحت تنخفض بشكل واضح ومخيف خلال السنوات الماضية، وبالعودة لمدينة بدر نجد أنها ومنذُ سنوات هي الاخرى لم تحظى باهتمام الدولة ولا المسؤولين بها على الصعيد الخدمي الذي يعتبر من الأساسيات للنهوض بأي مجتمع في العالم فما بالك في بلد مثل ليبيا فمنطق باطن الجبل عموما تفتقر لهذه الخدمات و تفتقر إلى الكثير من مقومات الحياة فأينما وليت وجهك لن ترى فيها مرافق الدولة الصحية منها ولا الخدمية ، في مدينة بدر مثلا الاهالي يعانون الكثير من قلة الامكانات في كل شئ فأن تحدثت مع احد المواطنين سيقول لك ( البلاد ما فيها شئ) وبكل أسف يضاف اليها منذُ سنوات أي مرفق خدمي يُشعرك بوجود اهتمام من الدولة وأن هذه المدينة هي جزء من ليبيا كذلك ومنذ فترة المرافق الموجودة اصلا تعاني الاهمال وعدم الاهتمام وفي ظل هذه الظروف يصارع المواطنون من اجل البقاء لربما يصل صوتهم للساسة ليقفوا على عين المكان ويقدموا لهم الخدمات مثلهم مثل باق المناطق الليبية وينعمون كغيرهم بالخدمات وكأن المواطن اعتاد على هذا الوضع ، ومازال الحال كما هو عليه ، فكيف للمسؤولين كل هذا الصمت والتجاهل الكبير لحوق أهالي هذه المدينة.
