من ثقب الباب
ليس هناك أسوأ من أن تعيش الحلمَ وتهجر الواقع لا لشيء إلا لأنك ستزيد من ضغوطات هذا الواقع المفروض .. خاصة عندما تكون الأحلام مجرد خيال ومشهد لحقوق اختفتْ وترجو عودتها بشكلها الطبيعي في شهر رمضان بالتحديد ولربما في العشر الأواخر تزداد شراهة المواطن الليبي لمعايشة الحلم بل وتتحدث مشاعره مع حاجاته الأساسية التي لا يستطيع الحياة من دونها .. هي ليست كالهواء ولكنها محرك للحياة وخاصة الأسرية..
السيولةُ حلمٌ وبدلة العيد المتاح سعرها حلم أكبر من المرتب ومن السيولة أيضًا أما دفع ديون المحل بسبب غلاء السلعة الفاحش فهو ملك الاحلام وباسورورد راحة البال..
ثمة روزنامة من الأسئلة تزيح الستار عن كومة هذه الأحلام وتضعنا نحن الليبيين تحت طائلة الاخفاقات والسلبية وما يترتب عليها من نتائج..
ما الذي جعل حقوقنا مجرد وأحلام؟، ولماذا أصبح الواقع كما لو أننا نتدحرج في كرة ملتهبة يزداد سعيرها كلما زادت خطواتنا كما أن لهيبها يزداد دون هوادة؟ ..نحن لم نشخص حقيقة اختفاء السيولة حتى نصف لها العلاج الصحيح.. كما أننا لم نراجع حسابتنا الشخصية ونحاول جلد ذاتنا كي نخرج من سيطرة كرة النَّار المتدحرجة كل الحكومات المتعاقبة هي المسؤولة عن إيجاد حل لاسترجاع أحلامنا حتى تكون واقعًا طبيعيًا متاحًا وأيضًا؛ يجب أن نعي بأننا كشعب هو الحل الذي يجب أن يكون متاحًا بإيجابياته لاسترداد حقوقنا..
السيولة موجودة إلا أنها في غير مكانها الطبيعي الذي يتيح للمواطن استلام مرتبه بالشكل المعقول لأن هناك مواطنًا آخر سرق حقوق هؤلاء المواطنين في المصرف، وأيضًا أضرم نار حقده في السلعة .. نحن لم نتعامل مع مَنْ سرقَ واقعنا وأحالها لخانة الأحلام بالشكل الرادع والقانوني ..
والتاجر هو بيتُ القصيد في كل الأسباب التي أحالت حقوقنا لأحلام هو من أخفى مرتباتنا في بيته، وأيضًا من جعل بدلة العيد مجرد أمنيات..
ولعل الاسوأ من كونه تاجرٌ هو اختفاؤه وراء تجار آخرين وافدين لا يحملون هموم المواطن والوطن ويعون جيدًا بأن الفرص لا تتكرر وأن ما هو متاحٌ الآن ربما يكون مستحيلاً في المستقبل..