محطة
لعله وفاء لملمس الورق بينما رائحة القهوة تطغى على المكان..وهناك في منطقة تبعد عنا يذهب قراء ليستعيروا نسخا قد تصل ولا تصل وقبل الغروب يعودون بها ادراجهم حيث جلس غيرهم حول الكشك منتظرين دورهم في التصفح..وعلى رصيف مكتبة في العاصمة طرابلس لمحت عابر شارع يمسك عدد فبراير اسبوع ما حدث..وكما يقول الإعلام المعاصر..فتش عن المانشيت فتش عن الصورة..فهذه الصحيفة الورقية سبحت وسط أمواج الإنترنت وعكس تيار الرقمية لتصل إلى شاطيء المحتوى والمعلومة في الوقت تمامآ.. عند الساعة صفر بتوقيت الصحافة..نعم كل فريق فبراير اقتنص اللحظات الأولى بكل مشاعر وحسية النبأ الموجع..فكان العدد سبقا صحفيا ليس كأي سبق ليست كل العواجل..وحيثما كنت الآن تتراءى أمامك بين سطور ذلك الإثنين رصد مشاهدات الإيثار والتضحية..فهاهو سائق شغل محرك شاحنة طبية متجهة إلى تاكنس الشمالية..ورجال انتشروا لإنقاذ سكان طلميثة..وشباب وزعوا المؤن في البياضة..وآخرون ثبتوا الأسلاك في تاكنس..بينما أعاد مهندسون إتصالات الجبيلة..وغطاسون انتشلوا الضحايا في جرجرمة..حتى في زاوية العرقوب وحمامة الحنية حكى الناجون عن فزعة لا تكون الا في ليبيا..وقالت مراسلة قناة سكاي نيوز البريطانية بأن طاقمها نفسه تلقى العناية والمساعدة رغم معاناة الأهالي..سوف يذكر المؤرخون مبادرة شعب ملفتة للتاريخ..وصول متسارع لشرائح وفئات كأنهم كانوا في منتصف الطريق ساعة نادى الوطن..طووا الأسفلت والتراب وشقوا الإعصار إلى البيضاء والمخيلي ودرنة وسوسة وشحات..
فعلآ «عناق في زمن الوحدة» اسم رواية لاتحتمل تصنيفات الأدب..صمم غلافها إلى الغلاف عدد لو انبت كل حرف فيه وردة لتمشى قراء فبراير عبر حديقة الكلمات للأبد..إصدار حاكه بخيوط الأمل مسؤول ومشرف وكاتب ومحرر ومنفذ ومخرج ومصور وإداري..بحق كان عنوانا لألم خرج عن السيطرة..كان سردا لأحداث وطن معلن..يليق به أن يدرس اليوم لطلاب تخصص فنون واعلام..وعسى جيل رقمي غدا يلتفت إلى الورقي من ذاكرة الهيئة العامة للصحافة..إلى ذكريات أول نقطة ومن بداية السطر..