فنون

غابت النقـــابة .. ضـاعـــــت الحقــــــوق

فاطمة سالم

الاغنية الليبية

تحقيق حول سرقة الاعمال الغنائية الليبية العناوين : « تصافحنا مع عدد من الفنانين وكل منهم تحدث عن رأيه بكل شفافية وصراحة نناشد وزارة الثقافة للوقوف بجانب الفنان الليبي وبقوة..صحيح هناك سرقات ، لكن ليست بالكثرة التي يروج لها ..حقوق الطبع غير محفوظة في ليبيا..لم أجد من ينصفني بل يستقبلون السارق ويدعمونه إعلاميا. النقابة  هي من تقوم بتوثيق الأعمال الفنية..تحدث السرقات ويحدث التشويه في أعمالنا النقية.. حتي الالحان..تتعرض للسرقة والقرصنة من بعض الدول.. وليس لنا جهة نتوجه لها بكل ما يحدث معنا من ظلم عيني عينك   فنان خليجي سرق اغنية الفنان فوزي المزداوي وهي اغنية شالوها.

نعرض في هذا العدد لملف مهم يهتم بسرقة الأغاني والالحان والكلمات الليبية وانتشارها في بعض الدولة العربية مما سبب قلق لدى الفنانين وهم يطالبون نقابة للفنانين بحفظ أعمالهم من السرقة وايضا حتى تظل ارشيفا فنيا تعود له الاجيال القادمة ومعرفة ما مدى ابداع الفنان الليبي في صياغة للكلمة الشعرية وعزف الألحان الطربية الجميلة  وكان معنا في الحوار عدد من اهل الفن وغيرهم حيث وجهنا لهم اسئلة بهذا الخصوص وهي كالاتي :

من المسؤول عن سرقة اعمالنا الفني سوء من حيث 

الكلمات الغنائية او الالحان الليبية الأصيلة ؟  

كيف لاتوجد نقابة تحمي اعمال الفنانين من السرقة وتلعب بها ؟

والبداية كانت مع الفنان محمود بن موسى قائلا : هو صحيح هناك سرقات ، لكن ليست بالكثرة التي يروج لها   مثلا اغنية «بعت المحبة مهناش من يشريها» ا لتي  تغني بها الراحل محمد رشيد  هذه وضعها محمد عبدالوهاب في مقدمة اغنية ودارت الايام لام كلثوم _ ولكن للعلم لم يسرقها ولكن اخد الإذن من الإذاعة الليبية وتمت الموافقة برسالة رسمية من رئيس قسم الموسيقى في ذلك الوقت الراحل حسن عريبي .

اما الأغنية التي غناها عمرو دياب ( إلا حبيبي ) التي تغنى بلحنها محمد رشيد في السابق بأغنية « النوم بعته والسهر شريته» وتغنى بلحنها كذلك سلام قدري بأغنية « سوق الرحيل مغرب»   وتغنى بلحنها كذلك محمد سليم _هذه الحان تسجل عادة بلحن شعبي قديم وهي في الاصل لحن لفنانين من اليهود الليبيين   وبطبيعة الحال ولا يحق ذكر ان الملحن يهودي فلهذه الاسباب تنسب للحن شعبي قديم وعموما تم رفع قضية في المحاكم المصرية ضد عمرو دياب من قبل عائلة واحفاد الفنان الليبي الراحل الامين بك واحفاد ابنه امحمد بك  باعتباره  سرق اللحن ونسبه للملحن المصري بهجت قمر وتغنى بها باعتبارها مصرية  وكسبوا القضية وتم تعويضهم  رغم ان الاغنية ليست من الحان لأمين بك ….

ورغم اني غير مقتنع اصلا بقصة السرقات كما اشرت حيث اعلم  ان كثير من الفنانين في ليبيا يسرقون اعمالا من مصر ويضعونها في الحانهم وفي المقدمات الموسيقية  وينسبونها لا نفسهم مثل «   اغنية يالعنب ويالعنب « لحن عبدالباسط البدري ، هي مسروقة من اغنية صباح «عاليادي اليادي اليادي اغنية قالوا بيش شاريك لا براهيم فهمي هي مسروقة من المقدمة الموسيقية لا غنية عبدالوهاب عندما يأتي المساء وأغنية حبيبة ياحبيبة مسروقة من الموسيقى التصويرية لفيلم الباطنية  و “اغنية عارف ليش « لتونس مفتاح مسروقة من اغنية صباح  عاالضيعة لحن عبدالوهاب وهناك الكثير .

  وكان معنا متحدثا عن والده الفنان عادل عبدالمجيد « مصطفي “قائلا : 

  لاحظنا في الآونة الاخيرة على صفحاتس التواصل الاجتماعي انتشار الأغنية الليبية وانفرادها بالطابع الشخصي والذي أدى الي نجاحها وهذا شيء نفتخروا بيه  

 الآن دور نقابة الفنانين هو التشكيل لجنة لحفظ حقوق هذه الاغاني سواء منها القديم أو الجديد والعمل على الاحتفاظ بحقوق نشرها ومنع العبث بها ونناشد وزارة الثقافة أن تقف بجانب الفنان والالتفات إليه من ناحية انتاج الأعمال مازال لدينا مبدعون سيقدمون الافضل وليبيا كيف ما عرفناها تزخر بالمواهب في جميع المجالات  وهذي رسالتي واتمني أن تصل .    

وكان معنا الملحن والفنان ناصر الهمالي الذي تحدث بكل اسهاب وصراحة قائلا :

حقوق الطبع غير محفوظة في ليبيا لان أغلب الفنانين يغنون الاعمال دون ذكر اسماء الكتاب والملحنين داخل البلاد وخارجها وعدم وجود نقابة للفنانين خصوصا في فترة النظام السابق وهناك اسباب عديدة منها كثرة الفنانين من الشباب الذين يغنون الاعمال في الدول المجاورة مثل تونس  والمغرب ومصر دون التعريف بهوية الاعمال والجدير بالذكر أن الفنانين الذين تعرضوا لسرقة اعمالهم ومن قبل فنانين مشهورين على الساحة الفنية وأولهم حميد الشاعري الذي تغنى بعمل من كلمات الشاعر الراحل حسين الرياني ومن الحاني وحاولت سابقا والتقيت به ولكن دون جدوى وعرضت الموضوع في حلقات مباشرة ولم أجد من ينصفني بل يستقبلون السارق ويدعمونه إعلاميا ويطلبون له للأسف .

ومن بين الفنانين كان حاضرا الشاعر الغنائي الملقب بأسير النجع «اشرف الزرقاني «

تحدث باختصار قائلا :

بصراحة النقابة  هي من تقوم بتوثيق الأعمال الفنية وتحافظ عليها من السرقات والتشويه  وتصون حقوق المبدع  وعندما لا توجد نقابة لا توجد رقابة كذلك  فتحدث السرقات ويحدث التشويه ويتم اختيار الكلمات التي لا ترتقي الي مستوى الثقافة

  إلى غير ذلك   فالنقابة مهمة  دورها مع الفنان جدا والرقابة أهم  لكي لا تضيع اعمالنا أي كل فنان مطلبه الوحيد النقابة والحماية في حفظ كل اعمالنا الفنية الليبية ودمتم موفقين .

اما الفنان عمر المزداوي اعترض وبشدة  قائلا : 

الحق هذا الموضوع يطول الحديث فيه لأنه يمس وتصل بكل فنان ليبي ان السرقة مازالت مستمرة سواء في الكلمات الليبية  وحتي الالحان تتعرض إلى السرقة والقرصنة من بعض الدول وللأسف الشديد  ونقابة الفنانين لم تحرك ساكنا في هذا الموضوع وانا ألوم كل الجهات  المختصة التي لم تحفظ الحق للفنان الليبي  واغلب اغانينا الليبية تتغنى بها دول اخري بل وتنسب لهم في موروثهم دون وجه حق والمشكلة نحن نتفرج وليس لنا جهة نتواجه لها بكل ما يحدث معنا من ظلم عيني عينــــك  .

وشاركنا الحديث عن سرقة الاعمال الفنية « الفنان فرج الشريف «حول سرقة الأعمال الليبي الفنية قائلا : 

هناك العديد من الاغاني الليبية التي معظم فنانين البلدان العربية يتهافتون على غنائها وحكاية الفنان علاء زلزلي حين سرق أغنية الفنان محسن بيت المــــــال  « قــــولولي ويــــن ديــاره « وكذلك فنان خليجي سرق اغنية الفنان الليبي فوزي المزداوي وهي أغنية شالوها وآخر أغنيه سرقت هي المجرودة للفنان مصطفى البتير فقد غنتها فرقة من مصر والكثير الكثير الصراحة ولكن المسؤول الاول.

 في غياب النقابة وما يسمى بنقابة الفنانين اولا والتي لم تباشر حتى هذا اليوم كما تعلمي بأنها ليست المرة الأولى التي تسرق فيها اغانينا وتنسب لهم اضرب لك مثلا في أغنية دارت الايام التي لحنها موسيقي الاجيال محمد عبدالوهاب فقد اضاف جزئيه من اغنية «من يشريها بعت المحبة هناش من يشريها» وصارت ضجه في تلك الفترة الي ان سافرا الفنان الراحل «حسن عريبي «إلى مصر وقابل رئيس الفرقة الفنان الراحل «أحمد الحفناوي «وذهبوا إلى بيت الفنان الراحل « محمد عبدالوهاب» واعترف بأنه اعجب بالعمل الليبي.

 واضافه لأغنيته حتى يكون تعاون فني بين ليبيا ومصر والحديث يطول في هذا ولا يوجد مسؤول يهتم حاليا وان شاء الله غدا افضل.

كما طال علينا من بين الفنانين الحاضرين بالمجمع الثقافي القبة السماوية الفنان الموزع الموسيقي»  يامن عبيد

 «   قائلا : مع اني اعرف ان الموسيقى ليبية هي المشكلة مش في السرقة المشكلة بل في تهميشنا نحن الليبيون دائما اخوتنا العرب يهمشوننا حتى من كان في بداية حياته الفنية في ليبيا ألا تذكرون  كيف كانت الفنانة اصاله زمان لما كانت  بتدخل بتلك الفساتين المنفوخ وتغني على مسرحنا وبكلمات ليبية وجمهور ليبي حتى ما عمرها ذكرت ذلك و لعدم وجود حقوق نشر في ليبيا  وهذه نماذج للأعمال المسروقة أغنيتين (عاتبيني ويصعب علينا ) للفنان عادل عبدالمجيد تمت سرقتهم من عمرو دياب كلمات ولحن وكذلك   مطلع اغنية (دايا من بنت الليبية) للفنان علي الجهاني سرقها صابر الرباعي ونسبها لنفسه أغنية ( نين نموت ) للفنان أحميدة بو نقطة سرقتها نوال غشام أغنية ( قولولي وين ديارة ) للفنان محسن بيت المال سرقها اللبناني علاء زلزلي وغيره وهكذا تظل اغانينا مسروقة دون من يدفع عنها ولا نعرف متي تكون لدينا نقابة تحمي حقوقنا نحن الفنانين.

نشأت الاغنية

 في ليبيا

المقصود بالأغنية الليبية المعاصرة في هذه الدراسة هي تلك الأغنية التي ظهرت وانتشرت في شتى أنحاء البلاد منذ تأسيس قسم الموسيقى بالإذاعة الليبية التي بدأت بثها على الهواء مباشرة عام 1957 م وقد أشرف هذا القسم على تسجيل وإنتاج الأغاني الإذاعية الجديدة بعد أن تم تكوين فرقة موسيقية ومجموعة صوتية متخصصة لهذا الغرض .

ونظرا   لامتداد البلاد الواسع على ساحل المتوسط وفي أعماق الصحراء الكبرى فقد تم إنشاء فرعين للإذاعة في كل من مدينتي بنغازي وسبها  ولتوفر بعض المواهب الفنية الشابة في مدينة بنغازي فقد تم افتتاح قسم للموسيقى بها في نفس الوقت الذي تم فيه افتتاح ذات القسم بمدينة طرابلس التي كانت تزخر بالخبرات الفنية المتخصصة ، بينما تأخر افتتاحه بمدينة سبها إلى ما بعد ذلك بسنوات عديدة وقد أسندت رئاسة القسم بطرابلس إلى الفنان الراحل « كاظم نديم » وفي بنغازي للفنان المرحوم « علي الشعالية ومن المؤكد أن الأغنية الليبية لم تكن ولادتها الحقيقية قد ارتبطت فعليا  بافتتاح الإذاعة المسموعة فقط لأنه من غير المعقول أن تكون قد بدأت من فراغ أو ولدت من عدم ، فبكل تأكيد أنه كانت هناك خطوات سابقة وجهود مضنية وتضحيات كبيرة قامت بها نخبة من الفنانين الرواد على امتداد البلاد ساهمت جميعها في نشأة هذه الأغنية وتطورها خلال الفترة الزمنية التي سبقت افتتاح الإذاعة الليبية؛ يضاف إلى ذلك توفر الجو الفني العام الذي شجع على ولادة هذه الأغنية خاصة في مدينة طرابلس التي كانت مركزا   حيويا   للنشاط السياسي والاقتصادي والثقافي والفني والاجتماعي في البلاد منذ عهود تاريخية قديمة جدا  .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى