رأي

ليبيا البلد الوحيد من ثقب الباب

محمد الرحومي

ليبيا  البلد الوحيد الذي يسكنه مجتمعٌ مجاني لا يدفع أي ضريبة مقابل خدمات الدولة .

الكهرباء بالمجان إلا ما رحم ربي .. الماء أيضًا بالمجان، وهي أساسيات الحياة اليومية .. 

الوافد الأجنبي سواء العربي، أو الافريقي، أو غيرهما .. هم وافدون بالمجان بل تجاوزوا الحياة المجانية إلى الاتجار بقوتنا دون دفع أي ضريبة، أو مقابل استهلاك .. كل  ما ذكرتُ هي حكاية قديمة مازالت مستمرة، ولم تلقَ أذانًا صاغية من أجهزة الدولة الرقابية لأسباب متعدَّدة؛ نحن نمثل الجرء الأكبر منها .. كما أن هذه السذاجة التي أُصبنا بها ليست بيت القصيد عندي  .. حديثي اليوم  عن اشكالية أخرى جعلتْ من ليبيا البلد الوحيد في العالم الذي تغتصب اراضيها دون أن تشتكي أو تهمس باسترجاعها  ..لا حظ معي .. هناك مساحات شاسعة من الشواطيء البحرية الممتدة من الشرق الليبي إلى أقصى الغرب كلها تقريباً قد تم احتلالها واغتصابها من الدولة دون أي حشمة وبكامل تفاصيل قلة الحياة .. وقد أنشاءوا عليها مغتصبوها  المباني  غير القانونية، والمصائف وغير ذلك .. وهي التي يفترض أن تكون ضمن المشروعات الصغرى، أو الكبرى السياحية وقد جنى من ورائها ملاكها غير الشرعيين أموالاً طائلة  شكلتْ لكل من علمها صدمة في قيمتها؛ ومع هذا  لم تنل الدولة منها ولا دينارًا واحدًا .. لا من اجزاءات انشائها ، ولا حتى من الخدمات الكهربائية، والمائية المسروقة ..  ليبيا البلد الوحيد الذي بإمكان أي كان أن يكون فيها تاجراً دون أي رأس مال كل اعتماده على مقدرات الدولة التي ستعطيه دون أن تكون شريكاً شرعياً، وقانونياً  له .. ليبيا البلد الوحيد الذي تجد مؤسساتها الرقابية والأمنية تجتاح المؤسسات  الخدمية الساهرة التي تحاول إنجاز المستحيل في ظروف صعبة .. في الوقت الذي يغتصب كل من هب ودب شواطئها وأرصفة طرقها الرئيسة المهمة دون أي رادع .. ليبيا البلد الوحيد الذي بإمكانك أن ترث خياشيم بحرها وتستقطع جزءًا منه بحجة أنك حفيد ووريث شرعي للفنيقيين، أو الاغريق ..ليبيا الأم الوحيدة التي عاقبت ابنها البار الذي يوفز ثمن رغيف الخبز في وظيفته لأهله وتركت العاق يسرق أقراطها بقطع أذنيها، ويسرق خواتمها بقطع أصابعها ..ليبيا البلد الوحيد اليتيم المسكين في العالم ..

كونوا بخير ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى