في العالم اليوم 1.2 مليار إنسان لا يؤمنون بدين..بينما 500 مليون آخرين ما بين ديانات محلية أو إقليمية..وتعد ماسبق من أرقام هي مربط الفرس في كرة أرضية يعيش عليها قرابة 8 مليار نسمة..حيث يبقى من الوارد تحول أولئك إلى الإسلام أو المسيحية..في ظل إحصائيات رسمية تفيد إنه بعد ربع قرن سيصبح الفارق بين المسيحية الأولى ترتيبا حاليا وبين الإسلام الثاني 200 مليون إنسان فقط..في حين أن أتباع الهندوسية يبلغون اليوم 1.1 مليار..والبوذية 500 مليون..أما اليهودية فهي بنسبة 0.2 % فقط..
إذن الدور مناط أمام المؤسسات الإسلامية الدولية والاقليمية والمحلية للإنتباه لمحاولات التبشير والدفع بالمجادلة بالتي هي أحسن..خاصة إنه في ذات السياق حدث في الأعوام الأخيرة أن ارتد قرابة 180 مليون مسلم جديد عن الإسلام..والسبب الرئيسي إنهم شعروا بانتقاص حريتهم الشخصية مقارنة بما قبل وما بعد نتيجة المغالاة في الدين كما يقولون..أو بسبب فزاعة الاسلاموفوبيا التي يلوون به ذراع حديثي الإسلام أو من يفكر في اعتناقه..وفي نفس الوقت تتجه أنظار الآخر إلى إندونيسيا والباكستان وماليزيا وبنغلاديش باعتبارهم ثقلا إسلاميا لا يستهان به..وكيف يمكن تحييده بداية من سن قوانين الهجرة واللجوء إلى الغرب من جميع بقاع الأرض..
الصراع بدأه الغير سرا وعلانية من أجل جعل دين سائد بفارق كبير على حساب آخر..ولحصار الإسلام ظهر قبل العدوان على غزة المذهب الجديد (التنوير) تحت مسمى(الديانة الابراهيمية) كمنصة للتلاقي وردم الهوة ونشر السلام..حيث يقدمون الإنجيل المحرف والتوراة المحرفة ويقولون إنها سواء مع القرآن الكريم..أي محاولة صهر الأديان السماوية في دين واحد..ولكن يجري هذا داخل مساحة ما يسمى بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا فقط لا غير..ويتم الترويج له اليوم من قبل قوى سياسية عالمية ومؤسسات وجامعات ومراكز بحثية..والهدف المعلن للمشروع هو التركيز على المشترك بين الديانات والتغاضي عن ما يمكن أن يسبب نزاعات وقتالا بين الشعوب..ولكن ما يحدث ماهو إلا دس للسم في العسل..فالهدف الأول يبقى صد زحف الإسلام سلما ومن ثم تبوأ المرتبة الأولى عالميا..وثانيا تصفية جوهر القضية الفلسطينية على أساس إنكار المطالب المشروعة والتركيز على إعادة رسم هوية الصراع..وهكذا تعود ما تسمى بالديانة الابراهيمية الجامعة بقوة إلى السطح بعد إنتهاء الحرب..