الأزمات الإقتصادية التي تعاني منها أوروبا بسبب حرب روسيا واوكرانيا..وتذبذب مواقفها الرسمية بين الضبابية والإنحياز للإحتلال الإسرائيلي تجاه حرب الإبادة في غزة..وخروج مظاهرات مؤيدة لفلسطين بمشاركة المهاجرين إليها..التقطتها أحزاب اليمين المتشدد لتكمل سعيها نحو استلام السلطة بعد المشاركة سابقا في صنع القرار ..وجاء ذلك أثر صعود الحركات الشعبوية منذ سنوات بنصبها فزاعة للحيلولة دون قيام دولة داخل الدولة لتدق جرس الإنذار كتحذير من السكان المختلفين في الأصل والدين..هذا ويشكل ملف اللاجئين والموقف من الإسلام قاسما أساسيا مشتركا لدى تلك الأحزاب التي دخلت إلى البرلمان الأوروبي تحت مظلة الهوية الوطنية..ليتم مؤخرا الإتفاق على إصلاح سياسة الهجرة في الإتحاد الأوروبي..وتوجد مساع لسيطرة تلك الأحزاب على نسبة كبيرة داخل البرلمان الأوروبي في انتخابات يونيو المقبل..مقابل وجود أحزاب أخرى يسارية ووسط لها كلمتها بدورها..
هناك فعلآ تشكيل للمزاج العام عبر الحملات الإنتخابية ووسائل الإعلام نحو اكتساب زخم شعبي مؤيد لليمين المتشدد..ويتضمن الخطاب مايسمونه تهديد يمثله زحف الدين الإسلامي مثلما يحدث أيضًا في عدد من دول القارات الأخرى كالهند حيث تعتبر الديانة الهندوسية الإسلام منافسا لها..وانتصار اليمين ذاته قبل عام في الأرجنتين حيث اكبر اقلية مسلمة في قارة أمريكا اللاتينية..فالإحصائيات تشير إلى أنه مع حلول عام 2060 سيبلغ عدد المسلمين 3 مليارات نسمة وسوف يكون معدل أعمارهم هو الأصغر..لأنه الدين الحق..
يأتي كل ذلك مع تناسي كون المهاجرين المسلمين يمثلون رقما صعبا في التوازن الإقتصادي في الوقت الذي تحتاج فيه أوروبا للقوى العاملة في ظل إرتفاع متوسط العمر..وإن التضييق الحالي على المهاجرين والمسلمين يكرس العداوات ويؤدي الإقصاء والتهميش إلى إحداث زلازل إجتماعية تهدد قيم المواطنة المشتركة وكذلك النيل وفق مفهومهم من الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان التي ينادون بها..
ختاما لابد للمنظمات المؤسسات والاقليمية والدولية المعنية من شرح مباديء الإسلام دين السلام وتوضيح إقترانه بالتعايش الأممي والديني..فذلك دور مناط بها ولا تنتظره من الغير..