البجعة السوداء
توجد نظرية قرأتها ذات مرة إسمها البجعة السوداء وهي تشير إلى الأحداث المستبعد حدوثها لكنها تحصل في النهاية على غرار اكتشاف بجع أسود في استراليا..ولنقل بتعبير آخر ما لا تحسب أية دولة حدوثه قد يظهر يوما ما..مثل الآثار الإقتصادية الناجمة عن حرب روسيا واوكرانيا وامتدادها غير المتوقع على كل أوروبا لتطال حتى العملاق الصناعي المانيا..وكنتيجة تضع آسيا بدورها يدها على قلبها من إحتمال حدوث أي خلل يلحق بالصين في المستقبل لما لها من ثقل وتأثير على القارة..
إذن هي في المجمل صدمات تعصف حتى باقتصادات الدول الكبرى بما تشهده من إرتفاع أسعار الفائدة وكذلك التضخم..فبعد استقرار أسواقها ها هي تمر حاليا بتآكل سريع في القوة الشرائية وتدهور مستوى معيشة أصحاب الدخل المحدود والمتوسط وافلاس شركات في مختلف القطاعات..وقد بدأت شرائح من الناس فعلآ في استنزاف مالديهم من مدخرات..وفي محاولة منها لمواجهة إرتفاع الأسعار تبادر عدد من الدول إلى تقديم معونات مالية لسكانها..كما إن هناك دول نامية تجري مفاوضات مع صندوق النقد الدولي وغيره وتلجأ أخرى إلى السندات الدولية..
بالطبع ليبيا جزء من المنظومة الإقتصادية الدولية لذا هي بدورها تواجه هذه التداعيات العالمية..لكنها منذ فترة كانت كالقادم من الخلف الذي يحاول التخفيف من المشاكل القائمة أو يبطيء من تبعاتها..يرافق ذلك حركة تنموية على جميع الأصعدة تمكنت من قطع خطوات ملموسة وإحداث طفرة نوعية عند منتصف الطريق..ونأمل جميعآ ألا يعود الزخم إلى المربع الأول لأية أسباب مباشرة كالتجاذبات السياسية..
أما ديمومة مسار التنمية فتتطلب أولا عدم إثقال كاهل الدولة بالديون الخارجية..وثانيا تحقيق التعايش السلمي بين أفراد المجتمع وذلك بوضعهم في صورة التطورات أولا بأول.. وهذا يتحقق بالإعتماد على الشفافية عند حدوث أية أزمات.. بهدف توجيه رؤية المجتمع بشكل إيجابي وفعال إلى التغييرات الطارئة التي قد تجري..ومن ثم تغيير نظرة البعض السطحية للأمور إلى نظرة أكثر عمقا..قراءة يفهم فيها المواطن من الحكومة وليس من غيرها لماذا يحدث هذا ولا يحدث ذاك