اي عملية انتاجية بحاجة لموارد مالية وبشرية ومستشفى القلب تاجوراء مركز كبير لتخصص دقيق وحساس يتعامل مع العضو المحرك لاستمرار اي انسان يواجه الكثير من التحديات والعراقيل وينجز رغم كل شي عمليات مختلفه عن طبيب القلب وماينقصه وماهو بحاجته من المعدات والاطقم التمريضية والمختصة وعن الميزانية غير المناسبة لاحتياجات المشفى وغيرها من الاسئلة اجابنا عنها الدكتور «عبد الرؤوف فارس» مدير عام المركز الوطني لأمراض القلب تاجوراء الذي استلم مهامه عام 2019حيث كان المشفى شبه متوقف واقسامه اقرب لكونها خرابة يقول في بداية لقاءنا معه:
عن المركز هو من اقدم المراكز الصحية المتخصصة في علاج وجراحة القلب وهو المرجع في ليبيا بالكامل وهو من اكبر المراكز الموجودة في شمال افريقيا.
كم سعته السريرية؟ وكيف قسم؟
تبلغ سعته السريرية 280سريرًا، ويتضمن عديد الاقسام بداية من قسم الاسعاف والعيادات الخارجية وايضا قسم القسطرة وجراحة القلب كبار وجراحة قلب اطفال وقسطرة اطفال اضافة الى الاقسام المساندة مثل الغسيل الكلوي والاطفال العام وقسم النساء والولادة وايضا هناك عدة مرافق تساعد في تشخيص الامراض مثل معامل التحليل والاشعة التخصصية مثل الرنين المغناطيسي والسيدوسكان والاكس والاشعة العادية ومعمل متكامل بالتحاليل وتخطيط المجهود والكشف بالايكو الموجات فوق صوتية يغطي في خدماته جميع مناطق ليبيا دون استثناء الحالات الوافدة يقدم لها الكشف والعلاج والايواء واجراء العمليات اضافة للصيدلية المركزية.
ماذا عن الادوية والمعدات؟ هل هي متوفرة للمرضى والمتابعين؟
نحن نعاني مشكلات منها نقص الادوية من جهاز الامداد وقلة الميزانيات وضعفها ونفس الشيء فيما يخص العمليات واجهزته نظرا لعدم وجود ميزانيات فنحن نؤمنها بالعلاقات والاستدانة من الشركات مباشرة عن طريق لجان المشتريات ولكن للاسف تراكمت علينا الديون وطالبنا الجهات المختصة وطالبنا بالتعديل باعتبار الميزانيات المرصودة تتماشى مع فترة زمنية سابقة وطبعا هنا اختلف سعر الصرف حيث قفز في ظرف سنوات من دينار وربع مقابل الدولار الواحد إلى5 دينارات وبعض الحاجة والميزانيات هي نفسها لم تتغير من 2011 رغم مخاطبتنا لجميع الجهات والوزارة فسعر وجبة لنزيل اختلفت تبعًا لاختلاف الاسعار فبدلا مما كانت عليه زادت التكلفة فيما يخص الوجبات والشركات مثل عمال النظافة وغيرهم فلم تعد قيمة 300دينار تكفي مرتب عامل ولهذا خاطبنا الجهات ذات الاختصاص ووعدونا بالتعديل ولازلنا ننتظر حتى يتم مواكبة جدول المرتبات والفروقات بما يتماشى مع الوضع الحالي.
فيما يخص العمليات كم عملية يجريها المركز يوميًا والعدد الإجمالي خلال الشهر؟
هناك عمليات مأهولة تجرى فيما يخص زرع الدعامات والاسميكر بجميع انواعه والسنجل والسي اي دي والسي اي دي دي؛ فعمليات قسم الاطفال مثلا وهو قسم حديث فيه جراح واحد الدكتور حسن المقهور وهو تخصص نادر اثنان فقط يجرونه في ليبيا بمعدل عمليتين في الاسبوع اي ما يعدل 8 عمليات شهريا.
هل هناك اطباء زائرون يجرون مثل هذه العمليات يستقبلهم المركز؟
طبعا هناك ونحن بحاجتهم لاجراء مثل هذه العمليات للاطفال لندرتها اما عمليات القلب للكبار فالمركز يجري من 6/7عمليات اسبوعيا وفيما يخص القسطرة خلال العام الماضي وصلنا الى 1300وكسر كلها كللت بالنجاح والمريض يغادر المركز الا وهو في وضع مستقر ويتماثل للشفاء.
فمثلا في زراعة الدعامات استضفنا الدكتور ابراهيم بدر طبيب ليبي زائر من كندا بلا مقابل يجري عمليات كبرى كان مقرر اجراءها في الخارج وتم اجراؤها في المركز لفتح الشرايين وزرع الدعامات والقسطرة.
ما جنسيات الأطباء الزائرين؟
في المدة القريبة كان هناك فريق مصري استقبله المركز جاء عن طريق جهاز ودعم وتطوير الخدمات العلاجية استقبلناه وامنا الترتيبات الازمة فتم اجراء11عملية للصغار في اربعة ايام وثلاث عمليات للكبار بسبب الموافقة الامنية التي عرقلة زمن وعدد العمليات.
ايضا هناك فريق انجليزي عن طريق منظمة (قلوب صغيرة) بالتنسيق مع ناجي بركات الموجود في بريطانيا تم التعاون الذي يتم بمعدل مرتين في السنة تجرى كل مرة خدمة 50حالة بكامل احتياجاتها منهم والديزاين اللازمة للعملية فيتم تجهيز الحالات وتقييمها وتجهيز المستلزمات والارقام وتستهدف العمليات عيوب قلبية للاطفال وترقيع ثقوب وهذا شغل كبير جدًا يتم اجراؤه داخل المركز من الثامنة صباحا الى ساعات متاخرة مساءً وسيظل الفريق الزائر سبعة أيام في المستشفى لاجراء 50عملية.
هناك شكاوى من خدمات التمريض وضعفها ما الذي يعانيه قسم التمريض في المركز؟
الامر يرجع لمخرجات التعليم في الدولة الليبية في السابق لا توجد كليات للتمريض التوجه منصب على الطب والطبية المساعدة وما يتم الشغل بهم هم عن طريق دورات الاسعافات الاولية من شهر لسنة وللتعليم المتوسط نحن نعاني من قلة او انعدام التمريض المتخصص في العنايات والعمليات كان متوفرا السابق 380 عنصراً طبياً وطبياً مساعداً من دول شرق آسيا وأوروبا فلبين اوكرانيا بنغلاديش لكن الاغلبية بسبب الحرب وظروف كورونا غادروا البلاد اضافة الى فرق سعر الصرف الذي جعل قيمة 300دولار لا تكفي فحدث عزوف من الاجانب وغادروا وهنا وقعنا في المشكلة وهي نقص التمريض المتخصص وطالبنا الدولة بتنظيم استخدام الاجانب ولائحة مرتباتهم لاننا نعاني نقصا كبيرا فيها والى هذه اللحظة فيما يخص الليبيين لم اتلقَ اي تخصص او مؤهل بكالوريس تمريض حتى اصنفه تعليمًا جامعيًا والاغلبية دبلوم عالي وهنا نطالب بكلية تمريض جامعية تحل المشكلةوإلا فليس من العيب أن نستعين بالأجانب مثل بقية الدول. ما يُقدم في القطاع الخاص الطبي اظهر تفوقا على العام فهل الخصخصة حلا ام ان هناك حل ينقذ القطاع الطبي العام؟
ا ذا اردنا حل المشكلة ورفع العبء على كاهل الدولة وتوفير خدمة مميزة للمريض علينا بتوفير التأمين الصحي لو أن كل الليبيين لديهم تامينا صحيا وتستقطع قيمة بسيطة من مرتباتهم فسيتم التعاقد مع التأمين الصحي وهو بدوره في ملف المريض الالكتروني بحفظ بياناته ويتم تسجيل كل ماقدم له من لحظة دخوله الى لحظة مغادرته المستشفى وفق تسعيرة موحدة مع التامين الصحي وفق متابعة ومراقبة لقيمة فاتورة آجلة الدفع لتتحول للتأمين وهنا حققنا تنافسا بين المشافي وحتى مرتبات العاملين لا نلزم بها الدولة فهناك اقبال وتقديم خدمات عالية تدفع الممرض او العامل للاخلاص وتقديم الافضل ليحظى بمقابل افضل وفق الجودة المقدمة وهنا يحدث دخلٌ مضاعفٌ فالتأمين الصحي حل لمشكلات القطاع الطبي بالكامل.
هل هناك زراعة قلب في ليبيا؟
لا توجد زراعة قلب وهذه من ضمن الحالات التي نقرر تسفيرها للعلاج بالخارج لانه ليس لدينا بيع اعضاء ولا الدولة تجري مثل هذه العمليات وكذلك اصحاب الضعف الشديد لعضلة القلب الذين هم بحاجة لتقنيات عالية واجهزة خاصة غير متوفرة لدينا ما دون ذلك نجريها في المستشفى جراحة شرايين استبدال الصمامات الدعامات القسطرة بجميع انواعها تركيب نوابض ثابتة بجميع انواعها لهذا نحن بحاجة الاطباء الزوار لزيادة خبر الاطباء المحليين وتوفير تكلفة ثمن العلاج بالخارج وتقديم خدمة مريحة
هل من المنصف أن يقارن مستشفى القلب بأي مستشفى آخر من ناحية خدماته وما يجريه من عمليات كبيرة وغاية في الدقة أم أن مجرد المقارنة اجحاف وظلم كبير له؟
نجاح اي عملية إنتاجية بحاجة إلى عاملين اساسيين موردا بشريا وموردا ماليا مدخلات لتعطي مخرجات جيدة اذا قارنت تكلفة اي عملية داخل مستشفى القلب وماتحتاج من زمن واجهزة ومعدات ودرجة دقة سوف تجد فارقا كبيرا بينه وبين اي عملية يجريها أي مستشفى آخر فمثلا عمليات العيون ماء ابيضا في اي مستشفى خاصا لنقل مثلا تكلف 300 آلاف دينار بينما عملية القلب تكلف 70 ألفًا أو 80 ألف دينار ليبي للمريض الواحد وثمن بطارية تزرع لمريض هاي باور ثمنها 127 الفا وهناك بطاريات ب66الفا واخرى 85الفا وغيرها 13 و10 الاف يعود بها مريض واحد ثمن الدعامة الواحدة يفوق 16و20الف دينار ليبي اي عملية قلب واحدة او زراعة بطارية لمريض تعادل عشر عمليات عيون فالميزانية الواحدة غير منصفة والمقارنة بين مستشفى القلب وبين اي مشفى اخر مجحفة لان قيمة مليون مثلا عندما تعطى بالتساوي لمستشفى العيون وغيره من المستشفيات غير عادل لأن عملية واحدة تصل تكلفتها 150الف مايعادل مئة عملية في مستشفى مثل العيون
هناك دواء اسمه (بيرلانته) يعطى لمدة عام للمريض قيمته في السوق 600 دينار اشتريه من الشركات الوكيلة بـ(400) دينار لا يقارن بقطرة العين ولا بثمن علاج لعملية زائدة او غيرها
مريض القلب احيانا تحدث له مضاعفات تلزمه البقاء في المستشفى عكس اي عملية قد يخرج صاحبها في نفس اليوم في مستشفى اخر لهذا ميزانية مستشفى القلب بحاجة لتعديل حتى نتمكن من توطين العلاج وتقديم افضل الخدمات.
هل تلقى مستشفى العيون صيانة خلال فترة استلامكم للإدارة؟
ليس بالكامل صِينَ قسم الكلى الذي كان خرابة وتم توسعته اصبح يسع 43 سريرًا تمت صيانة معمل تحليل بالكامل لكن لدينا نقص في الاجهزة أو ما تحتاجه الأجهزة لكي تعمل مازلنا بحاجة لصيانة مطبخ وتوفير اجهزة مهمة الآن استجلبها بالدين، أو بالعلاقات .
ما هي الحالات الحرجة التي يواجهها المشفى؟
هناك حالات نقف امامها عاجزين لعدم توفر الامكانات؛ فمثلا لدينا حالة بحاجة لزراعة نابض صناعي ثابت لها أكثر من 16يومًا في العناية لا أهلها قادرون ولا نحن نملك النابض اتواصل مع الشركات لتأمينها ولو بالدين حتى لا نخسر الحالة.
اخيرًا ماذا تتمنى لطب القلب في ليبيا؟
اتمنى ان يكون للدولة وقفة جادة مع هذا التخصص، فنحن لدينا حالات في ريعان الشباب من الجنسين الاهتمام يحقق الشفاء والاهمال وقلة الدعم يفضي للموت كل شيء ما دون القلب قد يحيا به الانسان إلا القلب توقفه يعني نهاية لصاحبه.