أعادت الفضائيات المصطفة وغير المصطفة بث كل ما قام ويقوم به المجلس الرئاسي عن المصالحة الوطنية التي اعتُبرت على رأس مشمولاته من الاستحقاقات عند تشكيله في آخر ترتيب دولي قُسِّمَت به السلطة في اجتماع جنيف وحام حول ذلك التشكيل ما حام حول الارتياب في الذمم، وقد ضُرِبَ للمهمة المذكورة أجلٌ في السنتين ويوشك اليوم أن يكمل الثلاثة، وفي تصميم على عدم تسليم السلطة إلا لبديل مُنتَخَب، ولأن المُنتَخَب بعيد المنال، فليبشِر كل من طاله خير هذه السلطة، في الداخل كان أو في الخارج، وليس لمن دون ذلك غير أن يصبر، فقد أُعلن أن المجلس الرئاسي هذا قد فرغ من تشكيل المفوضية العليا للمصالحة الوطنية المنشودة، وستُشكل المفوضية المنتظرة هياكلها من أمانة ولجان فرعية ويتعين من ثم إمدادهم جميعا بما هم في حاجة إليه من مستلزمات التشغيل من وسائل نقل واتصال ليبدأ مسلسل اجتماعاتهم انطلاقا من مدينة سرت وتبذل جهود كبيرة لإقناع أنصار النظام السابق كي يشاركوا في هذا اللقاء التاريخي لأن الفبرايريين قبلوا بالجلوس مع من كانوا يريدون لهم أن ينفوا من الأرض، أما الذين ترفّعوا عن وصف المشاركين في فبراير بالجرذان والمتمسكين بسبتمبر بالطحالب، ولم ينعتوا قبل ذلك معارضي الخارج بالكلاب الضالة، فلا مكان لهم في كل ما يتعلق بالمصالحة المنشودة ومفوضيتها المُنتَظرة!، ربما لأن المفوضية ستسفر عن جسم يُضاف إلى النواب والدولة وأمانة تُشرعن السفر بالطائرة الخاصة والأجنحة الخاصة بالفنادق والمحافظة على المشاركة الخارجية أينما وجِدَت، لأن كل شيء في ليبيا على خير ما يرام، فالتسعمائة جنيه التي تُصرَف لكل من خرج من الخدمة قبل جداول المرتبات السخية والمزايا المتنوعة، فليس له غير أن يصبر على ما يكابده ويقبل أن يكون ضمن الأربعين في المائة من سكان البلاد الذين يشهد بنسبتهم الخبير الاقتصادي و بالأحرى محمد الحويج الذي اضطلع بحمل الحقيبة المذكورة قبل أن يدخل من يشكك في معلوماته سلك الخدمة ناهيك عن نوعيتها. وإن قيل ثم ماذا؟ فليس أمام من لم يقتنع سوى التمثل بما قال أحد أخلد الشعراء العرب قبل ألف سنة
وما أنا منهم بالعيش فيهم * ولكن معدن الذهب الرغام.
■ أمين مازن