مباراة أخرى، ولاعبون آخرون محليون ومحترفون وقمة تتبعها قمة، وهكذا دواليك.
الاتحاد والأهلي سيلتقيان مبكرًا في مباراة تسرق الأضواء من كل الأحداث اليومية المتلاحقة في ليبيا وهو ما اعتادت عليه قمة القطبين فيما مضى، وعبر سلسلة طويلة جدًا من المباريات واللقاءات التي جمعتهما وشهدت اهتمامًا شعبيًا كبيرًا قياسًا بما يضمه كل فريق من لاعبين هم في الأساس طليعة الفرق الليبية وأكثرها شهرة .
فهم الزاد الحقيقي والممون الطبيعي للفريق الوطني في كل إستحقاقته التي بدأت بمطلع الستينيات وإستمرت إلى يومنا هذا مخلفة ورائها قصصًا وأحداثًا ومواقف وذكريات تروى للعشاق وللمحبين وللمتتبعين الذين يرون في لقاء ملعب الجميل الامتحان الحقيقي الذي يسعى كل طرف لتجاوزه وتخطيه وعدم الرسوب فيه بكل ثقة وأمان ودون الوقوع في أي خطأ قد يكلف الكثير وكي يكمل باقي المشوار بأريحية وإقتدار.!
قد يكون اللقاء المبكر مفيدًا لكل منهما في الحالتين فالفوز يمنح فرصة للتقدم وجرعة قوية للاستمرار وفي الخسارة يتجدد أمل التعويض لتجاوز الإخفاق ومعالجة القصور ونواحي الخلل التي تظهر أمام أعين المدربين والمحللين وعموم المتابعين.
الذي يهمنا من هذه القمة أن تكون في المستوى فنيًا وتنظيميًا وإنضباطيًا، وبمقدور نجوم الفريقين تلبية هذه الرغبة والأمنية والإلتزام باللعب النظيف والتنافس الشريف لأن المباراة وبما تمثله من قيمة وبما تضمه من عناصر قديمة ومتجددة في الفريقين هي عنوان وعنفوان الكرة الليبية وهي الترمومتر الحقيقي الذي يقاس به درجة وقوة الدوري الليبي والمكانة التي وصل إليها والصورة التي سوف ترسم في مخيلتهم وتبقي خالدة في ذاكرتهم بعد مضي تسعين دقيقة هي خلاصة ما دار وما آل إليه حوار الكبار.
فرق التوقعات والتكهنات والتخمينات غالبا ما تخطيء متوقعيها ومخمنيها وتدير ظهرها عنهم وإن حدث توقع ما فهو بمحض الصدفة و ليس أكثر .
من كان يتصور أن ضربة البداية على أول لقاء جمع الفريقين قبل سبعين عامًا تقريبًا بملعب النقل البحري بطرابلس سوف يمتد ويتمدد إلى يومنا هذا، ونشاهد فيه الاحفاد وهم يكملون مسيرة النجوم الافذاذ في رحلة طويلة تؤسس لتاريخ كروي ناصع البياض تسطر صفحاته الذكريات الجميلة والأيام الزاهية وإن تبدلت الأحوال وتغيرت المفاهيم والاحداث والافعال .