الكل وصف ماحدث جرا الخمسين ديناراً بأنها قصة حزينة أبطالها وضحاياها هم الشعب الليبي ..
هذا الأمر لا يتعلق بسحبها في ظروف غياب السيولة ولا يرتبط بتداول سحب العملة ثم الثانية ولا ربما فئة العشرين ثم العشرة دنانير أيضاً هذه القصة لا ترتبط بالقيمة الضخمة التي يختزنها التجار ولا حتى أصحاب الميراث من هذه الفئة التي سيتعذر إيداعها في حساباتهم مسبقاً ..
سرد هذا الحزن وهذه الربكة المحيرة فعلاً يبدأ بما حدث من تعاملات غريبة في بعضها ومضحكة في بعضها الآخر ومزعجة حتى الهوس في أحيان أخرى .
كيف لمصرف أن يعلن بأن ثمة عملة مزورة وهي أساساً قد صرفت من صرافيه وأدوات صرفه وكيف له أن يرجع إيداعها ومن ثم يقوم بصرفها في لحظات للمواطن ..
في الوقت الذي يعلم فيه جيداً إنها غير متداولة في السوق الليبي .. سواء في الأسواق الضخمة أو حتى الحلاقين وبراريك الخضرة .
المواطن بطبيعة الحال اتبع ما راق له من تخمين كي يجد حلاّ لهذه الأزمة لذا اشترى قنينة ماء بورقة الخمسين واحتسى كوباً من الشاي بذات القيمة حتى يضمن بقاء رصيدها وهكذا تعامل مع العديد من المحال ..
تاجر هو الآخر لم يقبل بهذا التحايل على عقله أحياناً وفي أحياناً أخرى قبل التعامل بها شرط أن تكون لأكثر من «150 ديناراً » كاملة الصرف دون رجوع لأي قيمة وفي كلتا الحالتين أصبح السوق الليبي مزعجاً ومضحكاً ومبكياً في ذات الوقت .
كل هذا السيناريو ومازال المواطن والتاجر يتأرجح مابين القيل والقال في اقتصادياته ومدخراته كما لازالت الدولة تائهة بين قرارات المصرف ونبض الشارع الذي انتهت به السبل إلى درجة عالية من عدم الثقة بينه وبين كل مؤسسات الدولة ..
وبهذا يكون ستة ملايين ليبي وليبية مصابون بدوار ورقة الخمسين دون أن يجد أي بنادول يعيد له مزاج الحياة وراحة البال …
كونوا بخير ..