كلـمات ..
منذ ايام وانا اتابع اخبارا كثيرة عن هذا العالم تبدأ من الهم اليومي للشعوب المقهورة شعوب الظل وتنتهي بتداعيات الحرب الروسيه الاوكرانية على العالم ..الاخبار تأتي على اشكال مختلفه منها المحزن ومنها المستفز ومنها اللافت للانتباه الديمقراطية تلك الحلم المنتظر لشعوب العالم اجمع اصبحت شعارا تمويهيا و طوباويا مستعصي المنال تنفرني من الاستمرار في متابعة اخبارها وخصوصا اذا ما جاءت كشعار في مظاهرة لحراك في إحدى الدول العربية تلك الدول التي يموت أبناؤها مرارا لاجل حلم متكرر في تاريخها اشبه بالجنة الموعودة ووصولنا لها يدور في الشك ومحض اعتقاد او كأنها مدينة افلاطون الفاضلة التي تخيلها ووضع تصوره الدقيق لاسسها ومواطنيها ونسي ان مافعله لا يعدو حلما يحتاج لمواطنين لم ياتوا بعد..
مدينة مواطنها نخبوي يسال اين هي حقوقه واين تذهب لا يصدر اصواتا غوغائية وتقوده الفوضى
لماذا يموت الناس في هذا العالم من اجل تحقيق شيء لا يمكن وصوله؟
لماذا يكذبون على انفسهم وهم في طريقهم للموت دون ان يواجهوا الحقيقة ؟
كيف نبحث عن العدالة ونحن نموت كل يوم بابشع الجرائم قتلا و عن المساواة والجوع ينخرنا في كل اصقاع الارض أم عن الحرية التي لانحتكم الاعلى جزء بسيط منها لا يتعدى اختيار ملابسنا والطريق التي نسلكها بمركباتنا حتى العالم الغربي الذي يبهرنا وباسم بالديمقراطية يموت ويجوع وينهب وتقيض حرياته.
الحقيقة ان شعوب العالم تموت لاجل لقمة عيش تكفيها تشبعها تحاول استردادها من لص هي تطلب حياة كريمة لا ينهبها السراق ولا تدار بيد حكومات كليبتوقراطية تدخلها في أزمات سياسيّة أو اجتماعيّة أو اقتصاديّة تهددها بالجوع والقتل والتهجير وعدم كفاية دخل المواطن لحاجاته حكومات وادارات تفتح ساحة لسلوكيات اجتماعيّة مدمرة لبنية المجتمع ليس الماديّة فحسب، بل والقيمية اجمالا ، فيكثر الدجل وتجارة الدين وانتشار السحر والشعوذة والأسطورة، وعلى المستوى المادي تنتشر الجريمة والرشوة والسرقة وتجارة المخدرات وتعاطي الدعارة، والأهم هو تردي وضعف الحس الإنسانيّ والوطنيّ عند المواطن كل هذا لان الشعوب ماتت وتموت ولازالت ستكرر نفس الامر مرارا لانها لم تحم طريق وصولها للحلم للديمقراطية الحقة لانها لم تطالب كل حكومة بنموذج اقرار الذمة المالية لكل مسؤول وعرضه على الشعب لانها شعرت بخجل سياسي منعها من محاكمة السراق الحكام ومتابعتهم لان الثروة بيد الساسة والسلطة محصنة عن المحاسبة والخضوع للقانون بتأميم المخاطر وخصخصة الارباح وتكدس الاموال في حسابات اصحاب المعالي والنفوذ ثم نسأل بعد كل ذلك لماذا نعيش الاسوألماذا نحن بحاجة لتظاهر واحتجاج دائم و لثورة تأتي بالمستحيل.