رفعوا شعارًا ( نعم للإبداع ولا للفشل، نحن هنا رغم الإعاقة، ونستطيع أن نعيش معكم وبينكم ) مهارات ذوي الاحتياجات الخاصة تبرهن للجميع على أن الإعاقة لم تكن في يوم عائقًا يومًا أمام طريق الإبداع والنجاح، فلقد أثبتوا قدرتهم على تحدي الصعاب، وكان هذا جليًا من خلال أعمالهم الإبداعية التي قدموها لخدمة مجتمعهم وقضاياه.
أقيم خلال اليومين الماضيين معرض للفنون التشكيلية ومرسم لرسومات الأطفال، ومرسم خاص بذوي الاحتياجات الخاصة، حضر المعرض كل من رئيس مجلس إدارة مفوضية المجتمع المدني بالمجلس الرئاسي عبد الحق الكريد، ومدير إدارة التخطيط والدراسات رياض الديب، وكذلك كان هناك حضور لمؤسسات المجتمع المدني لا سيما المعنية بأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وعدد من الزوار.
كان لنا حوار مع السيد : عبد الحق أمحمد الكريد رئيس مجلس إدارة مفوضية المجتمع المدني بالمجلس الرئاسي الذي قال :
حضرنا بناءً على دعوة من مؤسسة (الأيدي الرحيمة) لحضور المعرض التشكيلي الاول لذوي الاحتياجات الخاصة ذوي الهمم. نحن نهتم برعاية هذه الشريحة باعتبارها شريحة تملك من الابداع والتألق ما يفوق التصور فهم بوتقة تحتوي على كثير من المبدعين ذوي المهارات. مؤسسة (الأيدي الرحيمة) تتبع مؤسسات المجتمع المدني، ومنح لها إذن مزاولة واشهار للاعتماد. لاحظنا عديد مؤسسات المجتمع المدني تعارض القانون المتعلق بعدم شرعيتها . . فما هو السبب؟.
للاسف المشكلة لازالت قائمة لعدم وجود قانون ينظم عمل هذه المؤسسات، فنحن كمفوضية مجتمع مدني لا ننتمي إلى أي أحد وليس لنا أي ايدلوجية .. مؤسسات المجتمع المدني يفترض أن تأخد إذن مزاولة من المفوضية وان تتعامل ضمن إطره لكي نتبناها ونقدم لها الرعاية، الإرباك الذي يحدث الآن سببه عدم وجود قانون ينظم المجتمع المدني.
ماسبب تأخر القانون المنظم لعمل مؤسسات المجتمع المدني؟
يرجع السبب لتأخر البرلمان في إصدار قانون ينظم عمل المؤسسات المجتمع المدني في ليبيا، فرغم وجود أكثر من 8000 آلاف منظمة مجتمع مدني إلا أن التي تعمل بشكل قانوني وفق لوائح مفوضية المجتمع المدني345 منظمة فقط. نطالب من المجلس الرئاسي الإسراع في تشكيل مجلس إدارة جديد يقوم باحتواء مفوضية طرابلس، وبنغازي في جسم واحد يعمل المجتمع المدني من خلاله.
هل يعد عمل المجتمع المدني في ليبيا حديث العهد؟
مؤسسات المجتمع المدني تعمل في ليبيا منذ فترات قديمة، فمثلا مؤسسة (الفنون والصنائع) أنشئت عام 1898م في مدينة طرابلس.
ليبيا ليست حديثة بعمل وأنشطة المجتمع المدني فهناك أيضا جمعية المناضل بشير السعداوي بطرابلس، وجمعية عمر المختار ببنغازي الذي انبثق منها نادي الاهلي بنغازي، فكل هذه تعد مجهودات مجتمع مدني،فقط نحتاج للقوانين التي تنظم عمل المجتمع المدني وهذه مسؤولية النواب.
هناك مؤسسات ومنظمات دولية توغلت داخل البلاد وبالتعاون مع بعض مؤسساتنا المجتمعية بحجة المساعدات، ولكن لاحظنا من خلالها وجود أجندة خفية لنشر نهج لتنصير وغيره؟
للأسف انتشر الفساد تدخل المنظمات الدولية، نحن مجتمع ليبي لنا ثوابت دينية وأعراف وتقاليد وعادات.
وأضاف الكريد بأن الصراع اليوم ليس صراع معلومات بل هو صراع ثقافات، وثقافات المجتمع الدولي تعتبر مصادر هدامة للقيم والعلاقات الأسرية .
لعل ما شاهدناه مؤخرًا من إرساء الباخرة البحرية على شواطيء مدينتي مصراتة، وبنغازي والمحملة بكتب التنصير هو تأكيد لذلك، فهؤلاء لن يعاملوننا بشفقة لأننا مسلمون.
وأستطرد الكريد بقوله لا بد أن نقوم بخلق مواطن مسلم مثقف ماهر وقادر يقظ بكل هذه المخططات.
ماهي التدابير التي قمتم بعملها للوقوف ضد هذه التحركات الممنهجة ؟
وضعنا قوانيين رادعة تنظم عمل المجتمع المدني، فكل منظمة لا تملك ملفًا لدينا تعد منظمة غير شرعية ووجودها في ليبيا غير قانوني وعلى الجهات المختصة العمل على إخراجها من ليبيا.
الصليب الاحمر قدم بعض المعونات المالية في ليبيا ما هو الهدف من ذلك؟
هذا عمل مخالف ويجب على الدولة الليبية التصدي له، لا بد أن تكون هناك معالجات جذرية لحالات تدني المرتبات وندرة السيولة للقضاء على مثل هذه المخططات الدولية والممنهجة للمواطن الليبي.
أيضًا كان اللقاء بالسيدة: نادية يوسف أبوجناح، رئيس (الأيدي الرحيمة) للأعمال الإنسانية والتنمية.
التي قالت لقد قمنا بهذا المعرض للتركيز ولإبراز شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة باعتبارها شريحة مهمشة اجتماعيا، فلا بد من الاهتمام بها فهم يملكون العديد من المواهب المبدعة والقادرة على العطاء ويتميزون بقوة الملاحظة والتفكير.
لماذا توجهون اهتمامكم بمثل هذه الشرائح؟
هؤلاء ذنبهم الوحيد أنهم ولدوا معاقين ولم يكونوا سببًا في ذلك، فهم شريحة تمثل المجتمع الليبي كباقي الشرائح.
تأتي هذه الاحتفالية للتعريف بعزيمة وإصرار وموهبة هذه الشريحة، وايضا للاستفادة من هذه المهارات ولادخال السرور على نفوسهم المكسورة، فهم محتاجون للأخذ بأيديهم لإبراز مواهبهم.
وأضافت أبوجناح كانت هناك مشاركات لرسومات أطفال الأورام رغم عدم حضورهم، بسبب أوضاعهم الصحية.
وتابعت أبوجناح بأن هذه الشريحة موجودة في كل من مركزي طليطلة ومركز إضافة بجنزور، وهؤلاء الاطفال لديهم الرغبة بممارسة طقوس حياتهم المتخللة بالابداع كالرسم والتعبير الذي يكمن بخيالهم الواسع.
هل هناك نوع من اهتمام الدولة بهذه الشريحة؟.
هناك بعض الاهتمامات حيث تم إشراكهم في بعض المسابقات الدولية ولكن بخطوات خجولة.
هل سنشاهد مستقبلا تنوعًا لأعمال ونشاطات مؤسسة الأيدي الرحيمة بخصوص هذه الشرائح.
لاشك بأننا سنستمر في دعم هذه الشرائح، فنحن نقوم بالتركيز على مفهوم التوعية المجتمعية للتعريف بهم وانصافهم في المجتمع، للأسف هؤلاء ولدوا هكذا ولم يجدوا الرعاية.
نأمل من الدولة دعم هذا الفئات لاظهار مواهبهم وابداعاتهم، هناك جهات قدمت لنا الدعم كوزارة الصحة ومفوضية المجتمع المدني وبعض المؤسسات المجتمعية.