رأي

هاشم شليق يكتب.. عن بُعد

محطة

أت موضوع “العمل عن بعد” ولخصت لحضراتكم من موسوعة ويكيبيديا مع بعض الإضافات :-

إنه عمل عبر الإنترنت..يكون فيه الموظف غير مضطر للتنقل لمركز العمل..

و يعتبر الإنترنت اليوم أحد أكبر أسواق العمل عن بعد..حيث يستطيع ربط شخصين في قطبى الكرة الأرضية دون التقيد بالزمان والمكان..إلا انه خاص بالشغل النظري والتي يمكن تنفيذه وانتقال مواده إلكترونيا.. وبالطبع غير مناسب للأعمال العضلية والجسدية والتي ستشغلها الروبوتات تدريجيا..

هذا النوع من العمل يعتبر خروجا عن التقاليد السابقة في أنظمة العمل والأجور لحداثة الفكرة وحداثة الاستخدام..كما يفتقد إلى الكثير من التشريعات التنظيمية والقانونية لتحديد الأجور والعلاقات والارتباطات بين الموظف وصاحب العمل..والتوسع في هذا العمل يتطلب تقنية موسعة مما يعني الاعتماد على البنية الأساسية في التجهيزات الأولية..وقد يتكلف إعداده مبالغ كبيرة ً وتقوم بها غالبا شركات ضخمة أو أجهزة حكومية أو مؤسسات خاصة وأهم برامجها الذكاء الاصطناعي وغيره..

العمل عن بعد في المنطقة العربية

يعد سوقا واعدة ومن أهم مقومات نجاحه فيها وجود بطالة زائدة في بعض الدول العربية مع وفرة الوظائف المعروضة في الدول الأخرى الذي يؤدى غالبا إلى الهجرة وبالتالى يمكن استبدالها بالعمل عن بعد من داخل أرض الوطن وأشير هنا الأعمال المتعلقة بالبلديات..ومن جهة اخرى دعوة المغتربين للتواصل..

المرأة العربية وما تفرضه التقاليد والعادات في بعض المجتمعات يمكن ان تجد سوقا واسعا في العمل عن بعد في مجالات عديدة مثل أعمال الترجمة والكتابة والتأليف والتربية والتعليم والإعلام والتوزيع والنشر والسياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة والأدب والطبخ والديكور والجمال و غيرها..

وعموما يعد توحد اللغة العربية على مستوى العالم العربى وسيلة أساسية يتم توظيفها للعمل عن بعد..
كما يظهر هذا النوع من العمل بوضوح في التوظيف والإنتاجية وتكافؤ فرص العمل..فعلى مستوى التوظيف نلاحظ ارتفاع مستويات التوظيف في الدول التي عملت بهذا النظام..وعلى سبيل المثال تمكنت بعض الاقتصاديات مثل الصين والهند وماليزيا وتايلاند والسنغال وجنوب أفريقيا من تحقيق تقدم سريع في الصناعة المعلوماتية..والتي ساهمت في زيادة التصدير وتوفير المزيد من فرص العمل..

ويشكل العمل عن بعد حلا لمشكلة نقص المهارات في صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات..
ووفقا للدراسات فقد بلغ عدد الوظائف الخالية بسبب نقص المهارات في الولايات المتحدة الأمريكية حوالي 346 ألف وظيفة، ويبلغ هذا العدد حوالي 60 ألف وظيفة في ألمانيا.. وما بين 20-30 ألف وظيفة في كندا.. ووصل إلى 20 ألف وظيفة في المملكة المتحدة..

ولهذا النظام تأثيره على إنتاجية العمل..وليس أدل على ذلك من تحويل شركة (ثري كوم) للحاسبات 120 عاملا إلى العمل عن بعد.. ووجدت أنهم يقضون 25 ساعة أسبوعيا مع العملاء..بدلا من 12-15 ساعة أو أقل قبل تطبيق هذا النظام..

وبالإضافة إلى ما سبق..فيساعد العمل عن بعد على تكافؤ فرص العمل بين شرائح المجتمع المختلفة من حيث النوع والعمر والظروف..

أخيرا العمل عن بعد يعتبر تجربة اليوم ولكنه واقع غدا..تحتمه الحروب والنزوح والهجرة والازدحام والغلاء والتغير المناخي..فلتكن ليبيا قريبآ إحدى عربات قطار المستقبل الحديث..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى