رأي

هم لا يشبهوننا..

نجاح مصدق

كلـمات ..

الوقتُ في مكان آخر على هذه الأرض مختلف تمامًا، الدقائق، والساعات في يومنا غيرها في فلسطين الليل الذي يأتينا نهاية النَّهار في غزة يصبح أيامًا بلياليها السماء وسحبها بألوانها الساحرة في فلسطين هي سواد تتخلَّله سحبٌ من دخان، ورماد متطاير ورائحة شواء أجساد الأبرياء.

في فلسطين غصن الزيتون ينتصر لذاته، ولا ينتظر محاولات عاجزة لتمنحه لونًا ورائحة وثباتًا في الأرض هو مقاوم بالفطرة جذعه يلين ولا ينكسر يذبل ولا يموت ويطرح زيتونًا اخضر من تحت الرماد.

اطفالهم يحملون فلسطين في ملامح ووجههم نذكرهم

ونحن نُلبس الملابس لاطفالنا وندثر خوفهم من مشاهد في فيلم رعب يعرض على إحدى القنوات او حين نغطيهم خوفا عليهم من البرد ونزلاته وحرارة التهاب الحلق وصفير الصدر ونعلم بانه في المقابل هناك اطفال ولدوا ليتنفسوا الهواء من ثقوب وضوء الشمس تسرقه اصابعهم الصغيرة مسارب من نور لايام قليلة قادمة.

 رئتهم مبرمجة لاستنشاق كل الروائح المختلطة بالدم والنار احلامهم صور لبيوت بجدران تعلق عليه براويز لصور اجدادهم وابائهم و كوابيسهم مخيمات ونزوح دائم وتهجير

العدو بالنسبة لنا قد يكون سارقا او نماما أو خائنا بالنسبة لهم خنزير يرتدي بزة عسكرية يحمل سلاحا منتصبا بشكل دائم ويسمي حائط البراق حائط المبكى ويافا بتل ابيب ويجلس بمؤخرته فوق ارضهم ويدعي انها له

العدو لا يغيب لحظة عن وعيهم يجدونه في صباحهم ومساهم في كل لحظات وجعهم وجها لوجه لا على شاشات التلفزيون وجه قبيح وصوت مخيف هو بدم ولحم صوته قنابل ووجه سحنة غازية ماصة للدماء ومستبحية له

اطفالهم يأتون وفي اللوح المحفوظ يسجلون بقصيري الاجل مجهزون ليكونوا زنابقا للارض ومسك يفوح من بين حباتها ونجوم تسكن السماء وتحرس القدس ورام الله وحيفا وطولكرم وكل شبر من البحر للنهر

هم لا يشبهون من يموتون في كل الدول المتخاذلة بالتخمة والسكر والضغط والنقرس هم مشاريع حياة للأرض

شهداء لا وقت لديهم لبناء فلل وقصور وسيارات فارهة هم يقين ورباط لاجل مسمى بلا مزايدة او حسابهم على احزاب وطوائف وفرق هم مقاومة مستمرة لكيان مغتصب محتل يدعى صهيـــــــــــــون وهم للابـــد فلسطينيون .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى