يرتفع الإنسان بالأخلاق إلى درجاتٍ رفيعةٍ من الإنسانيةوالأخلاق تسمو بالإنسان فوق الماديات المحسوسة.
والدين أصله الأخلاق التي سيحاسب الله عباده عليها، فمن كان خلقه سيئاََ ستكثر سيئاته، ولن يكون الله راضياََ عنه، لأنّ رضا الله تعالى مقترن بمدى التزام الإنسان بالدين والعبادة والأخلاق الطيبة، وإن حسن الخلق يبلغ بنا أعلى الدرجات وارفع المقامات وأفضل الأجر، قال الحبيب رسول الله صل الله عليه وسلم أن من أحبكم الي واقربكم مني مجلساََ يوم القيامة احاسنكم اخلاقاََ، كما أن حسن الخلق عند الله عظيم تماماََ كعظمة القيام والصيام، حيث أن الخلق الحسن يقيد صاحبه من ارتكاب المعاصي، مثل رفع الأذى عن الطريق، الإحسان إلى الفقير، العطف على الصغير، واحترام والإحسان إلى الشيخ الكبير وإلى السيدة العاجزة الضعيفة، الإحسان إلى الزوجة وإلى الوالدين، أن يسلم الناس من لسان الإنسان من أذاه، كما أن يكون محبوباََ بين الناس في جميع الأمور التي يفعلها.
والأخلاق الحسنة تكسب الفرد جزاءً حسناً في الحياة الآخرة، ويتمثل هذا الجزاء بالأجر الكريم، وبالثواب الحَسن من رضا الله تعالى، والقبول منه، والفوز بجنته.
والأخلاق الحميدة تجعل العدل يسود بيننا، لهذا علينا أن نكون ملتزمين بها إلى أقصى حد، وأن نربي أبناءنا عليها دوماََ كي تكون أساس تعاملاتهم، فبهذه الطريقة يختفي الظلم ويزول الكذب وتنتهي كل أسباب الفساد، فيُصبح المجتمع راقياََ متماسكاََ مليئاََ بالخير والفرح.
ومن زرع طيب الاثر حصد محبة الله والبشر فالانسان بطيبه وصدقه مع ذاته ومع الاخرين يصنع القيمة التي هي نابعة من الاخلاق العالية فلا يكون هناك في وجداننا احداوالإنسان لا يعتبر إنساناََ إلا بأخلاقه ، وإلا سيصبح حيواناََ ضارياََ ، يحطم ويكتسح كل شيء، وخصوصاََ وهو يتمتع بالذكاء الخارق، فيثير الحروب الطاحنة، لغرض الوصول لأهدافه المادية غير المشروعة، ولأجل أن يبيع سلاحه الفتاك، يزرع بذور الفرقة والنفاق ويقتل الأبرياء.و يمكن أن يكون متمدناََ في الظاهر، إلا أنه لا يقوم له شيء، ولا يميز الحلال من الحرام، ولا يفرق بين الظلم والعدل، ولا الظالم والمظلوم .
عواطف الصغير