رأي

سوق الأحد هذا الأسبوع..!!

 

حافة العشق

الناجي الحربي

سوق الأحد هو الموعد الأسبوعي لمدينتنا مع الخضراوات الطازجة..ومع الفاكهة..   ومع تجار المواشي والصناعات الريفية كالسمن و الزبدة والعسل ورب الخروب..

اليوم رواد سوق الأحد ليسوا كالعادة..  كانوا قلة عن ذي قبل..  ربما للخوف أو الحذر من غول الكورونا..  حتى أن  الأسعار انخفضت بعض الشيء..  أصوات الباعة تكاد تكون خافتة..  ليست كما كانت قبل تحذيرات الدولة بأخذ الحيطة  من جائحة العصر..

صبري الذي يعرف زبائنه بأسمائهم وصفاتهم وهو بائع ما نطلق عليها الخضرة الدرناويةالرقيقة.. اليوم يضع كمامة على وجهه ويرتدي قفازات..

رمضان القادم من صعيد مصر والمختص في بيع البطاطا والبصل والطماطم والفلفل والكرنب يقف خلف بضاعته بوجه عبوس..  وعندما سألته بلهجة مصرية: مالك يا رمضان.؟  زعلان ليه؟  أجاب بألم:  بلدنا  تفشى فيها اللي ما يتسماش..  قلت له مواسيا:  خليها على الله..  ربك في الوجود..

إبراهيم المختص في بيع التمور والقادم من الجنوب يجلس بجانب بضاعته بكسل واضعا يده على خده..  قلت له: نص الميه خميس يا عمي إبراهيم..  رد بسرعة بديهة عرفت عنه: كان تمكن فينا الكورونا لايقعد نص ولا ميه.. ثم أردف:   نتقوه بالله..!!

سوق الأحد الملتقى الأسبوعي لسكان المدينة والأرياف المجاورة.. والذي كثيرا ما عقدت اتفاقات زواج وبيع وشراء وشراكة  في جنباته..  اليوم لا احد يريد أن يحضن أحد..  صديق قديم كان من زملاء القسم الداخلي لم أره منذ زمن صادفته بسوق الأحد..  اكتفى برفع يده في إشارة ترحيبية وابتعد عني بمقدار مترين وقال لي: خليك حضاري..  ويكفي أننا رأينا بعضنا قبل أن يجتاحنا غول الكورونا..

كابوس المرض  يسيطر على معظم الناس لكن في الجانب الآخر من السوق هناك من يتفاءل بقهر الوباء..  ثمة بائع أشرطة تسجيل وبالتجريب..  سمعت بوعبعاب وعبدالسلام الحر ومحمد بالحمد صاحب أشهر ضمة قشة تقول:

مابت العين تهونه..

نظيف العضا صابغ سواد عيونه..

بطولة الرجا..

فيما أحد الزبائن يسأل بائع الأشرطة عن شريط غناوي علم للغناي الراحل سليمان الشريمة وبالتحديد غناوة تقول:

نريد نلتفت ما صدت.. ليام قشقله واخذاتني..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى