رأي

وقفت الزنقة للهارب.. لأمين مازن

 

 

لئن لم نجد بُداً من تكرار ما دعونا إليه حول إجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية في الرابع والعشرين من ديسمبر القادم؛ و نحن نتلقّى البيان الذي بثته الفضائيات عن وقائع ملتقى دعم الانتخابات الذي انعقد بمدينة طرابلس في الثالث من نوفمبر الجاري والذي كان من أهم مفرداته إعطاء دور للأحزاب في هذه الانتخابات، فإننا لا يمكن أن نغفل وجوب تخلّص هذه الأحزاب لكي تكون أحزاباً بحق، من أسلوب الشركات المساهمة والجمعيات الإستهلاكية، تلك التي لا تُشهر إلا ومجالسها الإدارية مُشكَّلة وامتيازات تأسيسها موزعة، دون ذكر أي شيء عن مصادر تمويلها ولا نشر أي تعهّد بألّا تتخذ من عضويتها أو التصفيق لها هو المؤهل الأساسي لمن ستنوبه حصصها في المواقع، بدل الكفاءة و حسن الأداء، إذ ما من حزب لا يراعي مثل هذه الأساسيات و هو يباشر مهامه و يُشهر مواقعه المؤجرة بألاف الدنانير ليس جدير بحمل شرف الحزبية، و لا سيما تلك التي تدّعي الانتماء الوطني و ترفض تغليب الجانب الأيديولوجي، و التي يفترض أن تجمع بين القبول بنتائج هذه الانتخابات و نزع الشرعية عن أي جسم يبقى بعد هذا التاريخ و لو كان البديل مزيداً من الإشراف الدولي حفاظاً على المال العام بالذات، و كم يكون نافعاً لو يعلم الذين رأيناهم يتسابقون على مكبرات الصوت في اليوم الذي أشرنا و في صالتين كبيرتين بالمدينة أن يدركوا بأن كل ما قدموه ليس خافياً و ما فازوا به ليس سراً و إن مراعاته في الوقت المناسب ليس صعباً، أما القوى الدافعة لها دولياً، فلا شك أنها ستفلح في الإقناع بقبول نتائجها، فقد (وقفت على ما يبدو الزنقة للهارب) .. كما يقول أهلنا في مثلهم الشعبي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى