من الواقع.. لعلي العزابي
في قاموسنا الرياضي وكما درجت عليه العادة، اللاعب حينما يصل إلى سن معينة وهي الثلاثون أو أكثر بقليل، يبدأ التفكير في الاعتزال وترك اللعب رغم حاجته للاستمرار لكن ثمة من يدفعه إلى اتخاذ قرار الاعتزال مرغمًا إما من قبل رئيس النادي أو لضغط الجمهور أو لإدارة الفريق ما ينتج عنه الرضوخ لطلب هؤلاء وترك المستديرة والتفكير في أمر آخر غير اللعب وقد ينتقل إلى مجال التدريب أو التسيير الإداري أو هجران الرياضة بصفة عامة!!
هذا بالنسبة للاعب الكرة أما الصحفي الرياضي فهو بمنأى عن الاعتزال إلا لظرف قاهر قد يرغمه على ترك المهنة إما بسبب المرض أو الموت أطال الله تعالى في أعمار الجميع.
قد يقول قائل وما هو الرابط بين اللاعب والصحفي الرياضي كونه عنصراً مهماً في حقل الرياضة فهو الذي يكتب للجميع عن اللاعب وعن المدرب والحكم و الإداري ورئيس النادي وعن الجمهور.. وعلى هذا الأساس قد لا يفكر في الاعتزال وترك المهنة فكلما زادت خبرة الصحفي توسعت مداركه ونضجت أفكاره وتطورت أساليب الكتابة عنده ما من شأنه أن يكسبه صيتاً حسناً لدى القارئ الذي يتلهف ويترقب لقراءة ما يكتبه ويسطره في يوميته أو أسبوعيته.
الصحفي الرياضي عليه أن لا يفكر في الاعتزال لأنه الإنسان الذي يعاصر كل الأجيال إن أمد الله تعالى في عمره .. يتذكر كل الأسماء والمواقف التي مرت عليه محلياً وخارجياً. يتذكر الأحداث والبطولات التي كتب عنها وقام بتغطيتها ويستطيع أن يلم بها بحلوها ومرها.
وإذا ما قرَّر الصحفي الاعتزال فجأة فمن ذا الذي سيكتب عن الرياضة.. عن الفرق والأندية واللاعبين من سيضع صورهم على صفحات الصحف.. من ذا الذي سيوجه لهم النقد الهادف والبناء.. من سيكتب عن المدربين وعن الحكام وعن رؤساء الأندية أو ليس الصحفي الرياضي!!
الاعتزال في قاموس الصحفي الرياضي مرفوضٌ وأمره مؤجل إلى حين إشعار آخر. وأي زميل يفكر في هذا الاتجاه عليه أن يربأ بنفسه عن اتخاذ مثل هذا القرار الذي لا يخصه وحده مهما كانت الأسباب والمبرَّرات!!