الماقوري: مواجهة التهريب أكثر شراسة من حروب الرصاص
حرب الشرسة يخوضها رجال الجمارك عن طريق قسم مكافحة التهريب والمخدرات والتي هي أكثر فتكًا من حرب السلاح والرصاص على بلادنا وشبابنا الذي نعول عليه أن يكون عماد هذه البلاد وداعمًا لاقتصادها
لهذا كان لقاء مع مقدم فهمي حسين الماقوري
الناطق الرسمي لمصلحة الجمارك الليبية:
في البداية سنتكلم عن طرق التهريب المختلفة للمخدرات حيث اصبح المهرب يبتكر طرقًا حديثة وجديدة عن طريق التمويه وغيره على سبيل المثال وبعض الطرق التي كانت موجودة في الماضي عن طريق الجالونات الخاصة بالطلاء، ومعاجين الطلاء وفي ثلاجات والمواد الكهرو منزلية تختلف طرق التهريب دائمًا وتختلف مساراتها من ميناء الى ميناء محاولة من المهربين ايجاد نقاط ضغف في بعض الموانيء ولكن نحن لهم بالمرصاد ونفشل جل المحاولات لدخولها للموانيء الليبية.
طرق اكتشاف المخدرات اغلبها تأتي عن طرق معلومات من المصدر ونحن كرجال جمارك نتعامل مع مصادرنا الخاصة داخل البلاد او خارجها لدينا تواصل اقليمي ودولي مع دول الجوار في تبادل المعلومات فيما يخص المخدرات ولدينا شغل مع الامم المتحدة فكل الشحنات التي تدور حولها شبهات نجمع عنها معلومات بوجود مادة محضورة فبدورنا نتابع الخط الملاحي بشكل دقيق ونتابع خط سيرها لحين وصولها للميناء وبمجرد وصولها نتخذ الاجرائات القانونية والازمة واثناء عمليات التفتيش في بعض البضائع يحدث أن المهرب يحاول التمويه فيها لدخول الشحنات ويتوقعون ان تفتيش الجمارك هو تفتيش سطحي او بسيط ولكن اثناء التفتيش الدقيق يكتشف رجال الجمارك كميات محضورة من المخدرات او غيرها واحيانا تكون عملية الكشف بمحض الصدفة وليس عليها معلومة ولكن أغلب الضبطيات تكون نتيجة معلومات تصلنا بجهود رجال الجمارك في تبادل المعلومات للكشف على هذه العمليات
فتأثير هذه المخدرات كبير جدا على بلادنا وخاصة عندما نتحدث على الكوكايين والحبوب المهلوسة والحشيش وتأثيرها على صحة ابنائنا وبناتنا ومجتمعنا سيء جدا ولعلكم تلاحظون ارتفاع معدل الجريمة في المجتمع حيث اصبح الابن يقتل أبويه واسرته وزوجته واطفاله كل هذا نتيجة تأثير المخدرات والحبوب المهلوسة رغم اننا نحاول العمل على محاربة هذه المواد سواء عن طريق الموانيء او عن طريق مكافحة المخدرات بمختلف اقسامها في بلادنا الحبيبة وهذه العمليات تأثر جدا على اقتصادنا لانها عملية غسيل أموال واتجاه تجاري في مسار غير صحيح وخلط اموال المخدرات بالتجارة والاستثمارات التي تشوبها شبهات ويكون لها تاثير في اقتصادية الدولة.
مصلحة الجمارك دائما تحاول من تطوير الكادر لديها وتحاول متابعة كل ما هو جديد من حيث التدريب لدينا دورات تدريبية عديدة في العديد من الدول بالتنسيق مع مكتب الامم المتحدة المختص بمكافحة المخدرات ايضا التنسيق مع المنظمة العالمية للجمارك لدورات مختصة وغرف خاصة لمتابعة الحاويات التي تشوبها شبهات ،التطوير والتدريب في المصلحة دائما مستمر.
نعاني أيضا من السلع غير المطابقة للمواصفات حيث إننا نتابع كل السلع الواردة من الخارج مثل السلع الغذائية او الدوائية بمختلف انواعها ونشدد على عدم دخول السلع غير المطابقة للمواصفات وغير الصالحة للاستهلاك البشري لاننا بغض النظر عن تطبيق القوانين فنحن جزء من هذا المجتمع وهذه السلع لو وجدت طريقها للاسواق ستدخل بيوتنا؛ لذلك وبالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة المتمثلة في جهاز الرقابة على الاغدية والادوية الذي يقوم باجراء التحاليل المخبرية اللازمة في حالة وجود شهادة بعدم دخول هذه البضاعة وعدم الافراج عنها دورنا منع دخولها واتلافها بمجرد الكشف عنها حسب القانون رقم 10 لسنة 2010 اما اتلافها على الاراضي اليبية على نفقة التاجر او اعادة تصديرها على نفقة التاجر ايضا وهذا بالاتفاق بين رجال الجمارك والشركة الموردة دائما نمنع اي بضاعة ليها تاثير سلبي في تلوث البيئة او التربة او لها اضرارصحية على المواطن نمنع اتلافها داخل الاراضي اليبية ونعيد تصديرها للبلد المورد
الدوافع التي تجعل التجار للتحول لمهربين هو عامل الربح السريع جدًا في هذه التجارة الممنوعة مثل المخدرات والمواد التالفة وزيادة الارباح بشكل كبير في فترة زمنية صغيرة وهذا لا يعني ان لا يوجد عندنا تجار يتمتعون بالنزاهة بالعكس عندنا تجار شرفاء تهمهم مصاحة البلاد وصحة المواطن ولا يسعون للربح السريع ويخضعون لكل التشريعات النافذة ولكن لكل قاعدة شواذ.
في النهاية نتمنى لبلادنا السلم والسلام ونحن كرجال جمارك نضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه افساد مجتمعنا ونسيجنا الاجتماعي.
نوال عمليق