“فعل الكتابة”.. لجمعة عتيقة
الكتابة فعل احترافي إحتفائي كالخل الوفي لا يقبل الهجر او القطيعة او الانفصال اذا ابتعدتَ عنه شبراً ابتعد عنك ذراعاً. الكلمة في –فعل– الكتابة تتفلت كما تتفلت الغزلان المسحورة عليك ان تتعلم دندنات الوصل و الوصال قبل ان تتورط في غياهب لا قرار لها و تهوى الى قرار سحيق..
انا بدأت الكتابة في سن مبكرة من عمري، قرأت ما حسبته وقتها كثيراً ووفيراً و خضت تجربة النشر مبكراً ايضاً و في منابر صحفية كان لها صيتها و مكانتها آنذاك؛ «طرابلس الغرب» ،» الرائد»، «اليوم»، «الاولمبياد»، «ليبيا الحديثة» و غيرها و غيرها.. و كان شعوراً بالزهو و الاعجاب بالذات يملأني حتى الثمالة.. ثم دار الزمن دورته المعتادة و نضجت التجربة على جمر المواجع و اهداب الامل، كنت خلال دورة الزمن هذه ممسكاً بكل قواي مجداف المركب بقوة خشية ان تفلت مني الدفة و افقد الاتجاه.. غير ان للزمن احكامه و للحياة قوانينها.. فحدث ما يوجب الانقطاع طوعاً و قسراً .. ليتم التواصل و الاستمرار بعدها..
و في كل مرة أعاهد النفس و أعاندها بأنني لن اعود الى لهب الاحتراق و نار الصهد الملتهب… و لكنني اعود حينما يشدني الشوق الى «نار الجبل»
واليوم، ها اندا اعود على صفحات جريدة «فبراير» لألقي بنفسي في اتون الكلمة الحارقة لأتناول معكم شتى الموضوعات و القضايا التي تمر بها الساحة الوطنية أملاً أن أكون مساهماً بإيجابية في القاء حصاة وسط البركة الآسنة التي ازكمت الانوف.
امنيات الخير لوطننا دائماً تشكل نسمات التنفس ونبض الحياة.