رأيرياضة

من الواقع

علي العزابي

 

تكثر الآراء وتتصاعد التوقعات قبل بداية أية مباراة هنا في ليبيا، أو في أي مكان آخر من هذا العالم، فكل طرف يميل إلى الفريق الذي يتمنى فوزه وتحقيق ما يطمح إليه، لكن في نتائج كرة القدم ثلاثة احتمالات لا بديل ولا غنى عنها، وأحد هذه الاحتمالات هو الذي يتحقق بعد انتهاء أية مباراة وانقضاء دقائقها التسعين!..

ما دمنا على دراية تامة وغير منقوصة بهذه الاحتمالات وإمكانية حدوث أي منها في أية لحظة، فلما هذا العناد والإصرار والتعصب على عدم الاعتراف إلا باحتمال واحد فقط دون غيره، وهو الفوز ولا بديل عنه مهما كانت الظروف، وإمكانات الفرق المتنافسة وإن كانت قدراتها الفنية والبدنية لا تؤهلها البتة إلى تحقيق هذا المبتغى والمنى، ما يوقعها في إشكالات لا تتوافق وتتناسب مع مساعيها وطموحاتها!.

ليس عيباً أن تنتهي المباراة بالتعادل أو بخسارة أو فوز أحد الفريقين، فتلك هي لغة كرة القدم واللوائح المنظمة لمنافساتها في كل أنحاء الدنيا، ولا يمكن استبدالها أو الاستعاضة عنها، وينبغي الاحتكام لما تؤول إليه وما تفرزه المباريات من نتائج مختلفة ومتباينة قد تكون متوقعة ومنطقية وبلا مفاجآت وسارّة لبعض الفرق ومحزنة لفرق أخرى. وقد تكون بخلاف ذلك تمامًا وعلى الجميع أن ينصاع لأحكامها ولا يحاول القفز على واقعها وتقلباتها ومفاجآتها التي هي جزء من تكوينها وأساسها وعناصرها، وهي سر من أسرارها التي لا تبوح بها إلا لمن يحسن التعامل معها ويتأقلم مع طقسها ومناخها في الحالات الثلاث، فوز وخسارة وتعادل، ومن لا يرضى ولا يرى غير ذلك، فهو بعيدٌ عن كرة القدم وعن ضوابطها وأحكامها وكل ما يحيط بها وعليه أن يبحث له عن لعبة أخرى يشجعها ويركن إليها ويتابعها ويتعلق بها، أما هذه الساحرة المستديرة فلا قبل له بها ولا يستطيع مجاراتها وتوقع نتائجها التي لن تكون في صالحه وتتماشى وتتوافق مع رغباته وطموحاته وأحلامه كيفما يريد ويتمنى، لأنها لعبة مفتوحة على كل الخيارات وإن كان لها في نهاية المطاف خيار واحد سينتصر على الخيارين الآخرين، وسيعلن عن نفسه أنه هو الفائز لكن ذلك لن يدوم طويلاً، وقد تتغير المعطيات وينقلب الفوز إلى خسارة، وقد يتحول إلى تعادل، وتلك هي أحكام الكرة التي علينا الوقوف عندها والامتثال لها كيفما جاءت وتحققت.

وإلا فلا داعي لأن نتعلق بها ونحبها لأنها لن تفرحنا دائمًا فقد تسعدنا مرة وتقسو علينا مرات، وقد تطول هذه القسوة وقد تقصر فلا سلطان لنا عليها، وحيلتنا أمامها ضعيفة وتوقعاتنا لما ستأتي به أضعف وأصعب، نظنها قريبة من الواقع لكنها بعيدة عن مستوى الطموحات والآمال والأحلام

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى