لاحظنا المدة الأخيرة ، وكلما فرض طارئ نفسه على خط سير العملية التعليمية ، أن تصدر وزارة التعليم قرارا يعطي حرية التصرف تجاه مواجهة هذا الطارئ لمراقبي التعليم بالمناطق ، كلا حسب منطقته وقدرتها على المواجهة ، بين من يرى التعطيل أو الاستمرار بالدراسة .
وهذا تماما ما اعتمدته أخيرا وزارة التعليم بخصوص مواجهة العاصفة (دنيال ) والتي تواجهها البلاد خلال هاذين اليومين ، حيث اصدرت قرارها بترك الأمر بين يدي مراقبي المناطق مع مطلق الصلاحية بشأن تعطيل الدراسة أو استمرارها ، حماية لأبنائنا الطلبة كما جاء نص القرار .
قد يكون هذا الاجتهاد والذي رأت الوزارة انه حل مناسب لمواجهة هذه الأزمة أو غيرها في حينه ، فتستمر الدراسة بمناطق وتتعطل في غيرها ، لكن النظر إليه على المستوى البعيد وتحديدا اثناء الامتحانات و بالمحصلة بعدها واثناء حصاد نتائج كل العام الدراسي ، يجعلنا نشعر بالقلق ، فالأكيد ان النتائج ستكون متفاوتة ، فهذا طالب أنهى منهجه بالكامل ، وآخر دخل على الامتحانات ومنهجه المقرر لم يكتمل بعد .
ايضا لربما كان الأمر أكثر قبولا لو كان هذا القرار لمرة واحدة وأزمة واحدة ، لكنننا وفي نظرة خاطفة للخلف و(مع تمنياتنا أن لا يتكرر هذا ) نجد أننا في بلادنا وطوال عقد كامل تكررت هذه الأزمات والظروف علينا مرارا وطوال العام الدراسي الواحد ، لذا مواجهتها بمثل هذا الاجراء يعد حلا غير واقعي ونتائجه على المستوى البعيد كارثية .
لربما الأفضل هو أن تكون هناك مركزية للحل ، وتشمل كل المناطق واتخاد قرارا واحدا بالتعطيل أو الاستمرار بالدراسة هو الحل الانجع والأفضل
لمواجهة مثل هذه الظروف ، على الأقل هذا الحل هو الأكثر عدلا بل الأكثر أمنا .