تقارير

يوم مقدس ولكن..!!!

منى الساحلي

 

تقرير

يبقى ملفُ التعليمِ ملفًا مهمًا وواسعًا من الصعب شموليته في ملف واحد خاصة وأن التعليم في بلادنا التي مرت بظروف استثنائية صعبة ألقت بظلالها على الجميع كبارًا وصغارًا، ناهيك عن أن السنوات العشر الأخيرة كانت حُبلى بأحداث تركتْ بصمتها على العملية التعليمية برمتها كانت الاخفاقات قبل النجاحات؛ ولعل هذه المرحلة خاصة الراهنة باتت بحاجة ملحة إلى رؤية تعليمية واضحة مبنية على أُسس تربوية علمية وفق أهداف وأسس وغابات تربوية وتعليمية ومجتمعية.

وقبل الخوض في جملة من النقاط المهمة يجب أن نتفق أننا بحاجة إلى الإيمان بقدسية اليوم الدراسي، وموعد انطلاقة الذي يفترض أن يكون لدينا كباقي دول العالم، وأن يكون موعد انطلاق العام الدراسي غير قابل لأي قرارات مزاجية وعشوائية غير مدروسة مهما كانت الظروف وأن يكون يوم انطلاقها يومًا مقدسًا؛ نحمد الله تعالى بأننا وأخيراً بدأنا في هذه الحيثية بالشكل الصحيح فقد انطلقت الدراسة هذا العام في موعدها المحدَّد في 9.3 لعام 20232024، فكما جاء على صفحة الوزارة بأن عدد الملتحقين بالدراسة لهذا العام (2345668) تلميذًا وتلميذة منهم (1982422) هم تلاميذ مرحلة التعليم الأساسي، و(363246 ) هم طلاب التعليم الثانوي مقسمين على (4271) مؤسسة تعليمية عامة، و(2060) مؤسسة تعليمية خاصة، و(225) تعليم منزلي، و(52) مؤسسة تعليم كبار.

وتم من اليوم الأول توفير الكتاب الدراسي لـ(2345668) طالبًا وطالبة يدرسون في (6608) مؤسسة تعليمية تنتشر في 137 مراقبة تعليمية مقسمة على (6) مناطق جغرافية كم ورد في تصريح وزير التعليم الدكتور موسى المقريف .

وقد خصصتْ الوزارة الأسبوع الأول للنشاط العام والترفيهي كتهيئة للطلاب والتلاميذ للعام الدراسي الجديد، ولكن ورغم هذا وذاك تبقى هنالك عدة تحديات أمام العملية التعليمية منها المنهج الذي مازال يثبت لنا بأنه لم يعد يصلح أمام عقلية الجيل الجديد؛ فالتعليم لدنيا بات يحتاج كما أشارت الدكتورة مسعودة الأسود في حديثها لصحيفة (فبراير) في العدد الماضي إلى أدخال التعليم النشط بصيغة المهارات الحديثة؛ فالمناهج الحالية غير مناسبة بتاتاً لعقول طلاب وتلاميذ هذا الجيل الذي نقر بأن استيعابه أكثر من ممتاز مقارنة مع الأجيال الماضية بفضل الإطلاع من خلال قنوات وسائل التواصل الاجتماعي ومن خلال الشبكة العنكبوتية وهو ما يلزمنا على ايجاد مناهج تحاكي وتواكب منظومة تفكيرهم على أن تكون هذه المناهج تحت اشراف أناس تربويين لهم أقدام راسخة في مجال التربية والتعليم معاً وتكون برؤية تربوية تعليمية وفق أسس وأهداف وغايات تربوية وتعليمية حديثة.

في هذا الصدَّد يقول المعلم والتربوي الأستاذ عبدالمنعم أبوالقاسم الذي استجب مشكورًا وهو معلم فاضل له كمٌ من النشاطات لآجل الطالب يقول في حديث خاص لصحيفة فبراير :

(إن المنهج الحالي من وجهة نظري يجب إعادة النظر فيه؛ لأن المنهج الحالي يحتوي على العديد من الفجوات وأغلب المناهج الحالية تحتاج إلى وسائل مساعدة لكي يستوعب الطالب من خلالها جميع مفرداته، وهذه الوسائل حالياً غير متوفرة في أغلب المدارس إلى جانب أننا لم نرَ أي تطوير في المنهج خلال السنوات الأخيرة).

من ناحية أخرى فإن المنهج الحالي المربك لا يكاد يناسب المستوى العام للطلاب؛ بل هو يحاكي فئة عقلية محدَّدة إلى جانب أن هناك معلمًا غير كفؤ، وغير مؤهل (إلا مارحم ربي) في معظم المدارس، وهناك خطة دراسية متأخرة وغير جاهزة مع بداية العام الدراسي.

 في هذا الصدد يقول الأستاذ عبدالمنعم (بالنسبة لعملية إعداد المعلم الكفؤ فهذا من أصعب التحديات لوزارة التربية والتعليم، لأن عملية إعداد المعلم الكفؤ يجب أن تكون عملية مشتركة بين وزارة التربية والتعليم، ووزارة التعليم العالي ويجب أن يشارك الأستاذ الجامعي (مثل أساتذة كلية التربية والعلوم) في تنمية أفكار وطرق تدريس معلمي ومعلمات المدارس).

طبعاً ونضيف إلى جانب مصلحة التفتيش التربوي التي هي ملزمة كذلك بتكثيف الجهود أكثر من خلال الزيارات التفتيشية اليومية للمعلمين بالمدارس وأن تكون أكثر صرامة في توجيه ومراقبة وتقييم المعلمين.

ويضيف بقوله :

(بالنسبة لإعداد خطة دراسية واضحة، من وجهة نظري أن الخطة الدراسية لهذا العام مناسبة جدًا، ولكن المشكلة الأكبر هي عدم تقيد بعض المعلمين بهذه الخطة فنرى العديد من المعلمين، والمعلمات الذين يشرحون بابًا بأكمله في حصة، أو حصتين فقط وهذا يرجع لأسباب عدة ومنها عدم رغبة المعلم في التدريس في شهر رمضان مثلاً أو عدم رغبة المعلم الشهادة في التدريس بعد امتحانات الفترة الثانية، وكذلك يوجد تقصير واضح من قبل بعض المفتشين، وفي عدم التقيد بالخطة الدراسية إلى جانب عدم اهتمام المدارس بالطلاب الذين لديهم ضعف في الاستيعاب؛ فلا توجد حصص إضافية لهؤلاء الطلاب لتقوية وتعزيز معلوماتهم الدراسية).

ختاماً .. إن العملية التعليمية في بلادنا مازالت تقف على أرضية هشة إلى أن نعيد النظر في عدة ثوابت مهمة من بينها تحديد موعد ثابت  لانطلاق اليوم الدراسي أسوة بباقي دول العالم، وأن نحاول مواكبة عقلية أبنائنا من الجيل الجديد بمنهج ذي مفردات جديدة تحاكي قدراتهم واستيعابهم بأساليب تلائم هذه العقلية التي أراها عقلية ذكية بسبب التقدم المعرفي والتكنولوجي المذهل.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى