في الأسبوع الأول مع بداية كل عام دراسي في بلدنا ليبيا الحبيبة تشهد مدارسنا صراعاً متصاعدا بسبب جداول الحصص المدرسية التي تعد أساس الانضباط بالعملية التعليمية والتي يتحدد علي أساسها أيضا معدل الأداء كل معلم من الحصص وسير اليوم الدراسي خلال الأسبوع وأنشطة المدرسة طوال العام حيث تجتمع أسرة كل مادة وتبدأ الخلافات بين المعلمين والمعلمات على عدد الحصص التي سوف يتم إسنادها لكل معلم والفصول التي سيدرسها وتشتعل الخلافات بين معلمي اللغة العربية وبين معلمي العلوم واللغة الإنجليزية والرياضيات كل يحاول جاهدا أن يريح نفسه على حساب زملائه ومما يزيد الأمور تعقيدا أن اللوائح والقوانين المنظمة لهذا الموضوع لا تكاد تكون معلومة لأحد فكلها اجتهادات وآراء ومحاولة لإيجاد مبررات لإلقاء أعباء العمل على الزملاء ثم يدخل المعلمون في مشاكل أخرى مع واضع الجدول للحصول على الحصص الأولى والحصص المتجاورة دون حصص الاحتياطي في وسط الحصص الأساسية دوامة ومشاكل لا حصر لها خاصة بالجدول و الجدول في نظري مثل لعبة الشطرنج لا يستطيع أن يضعه إلا معلم متمرس حتى لا يحدث تضارب في الحصص و مشاكل الجدول المدرسي تكمن في توزيع الحصص بالعدالة وهي مهمة غاية في الصعوبة و إرضاء الجميع لا يمكن فالكل يريد الحصص الأولى لأن التلاميذ يكونون في غاية الحيوية والنشاط في بداية اليوم الدراسي والطالب يصاب بحالة من الملل والفتور بعد الاستراحة بالعادة مما يجعل مستوي التحصيل عنده منخفضا جدا و لكن لا يجب أن يعطي للمعلم حصة في بداية اليوم وحصة في آخر اليوم الذي يجعل يوم المعلم فارغا ولا يتفق مع مصلحة العمل.
و نتيجة لانتشار المحسوبيات وافتقاد المعايير التربوية والعلمية يسندون في العادة مسألة وضع الجدول المدرسي إلي المقربين منهم لكي يستطيعوا مجاملة أو عقاب من يرغبون من المعلمين بالمدرسة وذلك دون النظر إلي أي قواعد علمية أو كفاءات والملاحظ ان الجداول المدرسية تتغير في بعض الأحيان أكثر من 5 مرات الأمر الذي يصيب الطلاب بنوع من الارتباك والسبب استمرار انتقالات المعلمين أثناء الفصل الدراسي ببعض المدارس والإجازات الطارئة ووجود نقص من ناحية أخري يؤدي إلي كثرة التغييرات بالجدول الأمر الذي يربك الطلاب والمعلمين معا ويؤثر علي الأداء المدرسي وجودة التعليم بصفة عامة.
يجب على المدارس ثبات الجدول لأننا من المفترض مثل باقي دول العالم المتقدمة التي تبني خطط الأنشطة وشغل العام بالمدارس على أساس الجداول والتي تكون في نفس الوقت مرنة لتلافي أي مواقف طارئة وزارة التربية والتعليم لها دور فاعل في إعداد جداول الحصص بما يحقق مصلحة الطلاب أولا والعدالة بين المعلمين ثانيا وهو ما يتطلب من وزارة التربية والتعليم إعداد فريق من المتخصصين لدراسة طبيعة المناهج الدراسية و إعداد جدول حصص موحد لكل مدارس بلدنا ليبيا الحبيبة وتثبيت المعلمين وعدم النقل بعد بداية العام الدراسي إلا في الحالات القصوى حفظ الله ليبيا .