ثقافة

درنة السلفيوم وسيرينا والياسمين والسيول وجل حروف السين.. جزء من كتاب حول درنة لكاتبة هولندية 

إشراف: سميرة البوزيدي

صدر خلال الفترة الماضية للشاعرة الليبية عائشة أحمد بازامة، ديوانها الشعري الرابع تحت عنوان (ليست للنشر) بمقدمة الأديب العراقي صباح الحمداني، وذلك عن دار اطبع للنشر والتوزيع، بالمملكة العربية السعودية، سبق للشاعرة ان أصدرت رواية بعنوان (سوق الحشيش)، لوحة الغلاف للتشكيلي الليبي عبد القادر بدر.

هكذا بدأت الكاتبة الهولندية حديثها عن درنة من خلال كتابها  الذي نشر عام 1956 في أمستردام  تحت عنوان (  ليبيا المحظوظة ) .

“ من يريد أن يعرف درنة جيدا عليه ان لا يقيم في الفندق، ليس لان الفندق ليس مريح اذ يحتوي على غرف نوم نظيفة و خدمات جيدة ، هناك مسبح و بهو راق و أكل متنوع، لكن الحديث إلى الناس في ازقة المدينة و الجلوس على طاولة في احد المقاهي  لتستمع إليهم سوف تفهم روح درنة  و هذا ما فعلته” .

بإمكانك ان تشاهد و على امتداد بيوت هذه المدينة البيضاء،  أشجار تتسلق الجدران و وردة الجهنمية بلونها الأحمر الفاقع كأنها تسند ضهرها إلى الحائط،  تختلط الوان أشجار البانانا بعراجينها الصفراء مع لون حبات الليمون  الأخضر و حبات الباذنجان الأسود و جبال الطماطم الأحمر  و حقول الياسمين التي تتمايل على جنبات وادي درنة، الجبل بلونه البني و رأس أخضر  يفتح عينيه على زرقة البحر،. ما أجمل هذا المنظر.

عندما تتوالى عليك صباحات درنة ستشعر بحب جارف لهذه المدينة اللطيفة و شوارعها الواسعة  النظيفة و  الأرصفة  المضللة و الحدائق  الخضراء المهندمة ، و عراجين العنب التى تسندها  العريشيات ، الدراونة ناس لطفاء و يحبون النظافة و لا يرمون الفضلات على الارض و هم على قدر من الرقي ، قد تشاهد رجل يمسك يد زوجته و يسيران في الطريق او رجل لوحده يقطع الطريق.  كل شي هنا يشير الى الأمان الذي تعيشه المدينة ،  على جنبات الطرق لافتات تحث الناس على النظافة ، ستشاهد الصبايا الصغار بملابسهن الملونة النزيكة و هن يحملن فوق رؤوسهن( صفرة الكعك )  قبل أن يعدن بعد ساعات إلى الكوشة ليحملن  الكعك الساخن و يعدن إلى بيوتهن وسط ضحكاتهن التي لا تنقطع ،  لكن سر درنة  الكبير  أوراق شجرة السلفيوم،.

هذه النبتة الغريبة العجيبة و التي لا تنبت الا في درنة (  Cyrene ) . و التي إلى حد ما كانت القوة الاقتصادية الأكبر  اذ تدفع عليها مبالغ كبيرة مقابل شحنها عبر ميناء درنة  إلى الضفة المقابلة من البحر المتوسط و كذا عائدات الجمارك العالية .

  لقد كانت نبتة السلفيوم  عماد اقتصاد سيرينا قبل أن تنقرض في ظروف غامضة جدا و لم يعد لها اثر على الأرض، 

السلفيوم علاج لأمراض الأطفال و لتخفيض درجة حرارة المريض و علاج ضد عضة الأفعى و يستخدمه النساء كمرطب للبشرة  و التقرحات و إزالة الشعر  و لمنع الحمل  و يستخدم كبهارات و حتى يطبخ بطريقة معينة و يؤكل كوجبة غدائية ،. 

مفارقة .  ان نيرون الذي أحرق روما كان آخر  شخص استلم شحنة من نبتة السلفيوم قبل أن تختفي و إلى الأبد. .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى